ترجمة الحدث
كشفت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الإثنين، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعادت إحياء مشروع البناء الاستيطاني في المنطقة المعروفة بـ”E1”، الواقعة شرق القدس المحتلة، وذلك بعد تجميد استمر لعدة سنوات بفعل ضغوط دولية، لا سيما من الولايات المتحدة.
ويُعد هذا المشروع من أخطر المخططات الاستيطانية التي تهدف إلى تقطيع أوصال الضفة الغربية، من خلال فصل شمالها عن جنوبها، ما يُقوّض عمليًا أي إمكانية مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي.
وبحسب الصحيفة، من المقرر أن يعرض “المجلس الأعلى للتخطيط” في الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال هذه المخططات مجددًا للنقاش، في جلسة تُعقد بتاريخ 6 آب/أغسطس المقبل. وقد دُعي ممثلون عن جهات فلسطينية ومنظمات حقوقية لحضور جلسة الاستماع وتقديم اعتراضاتهم الرسمية، في خطوة شكلية غالبًا ما تُستخدم لإضفاء شرعية زائفة على مشاريع استيطانية مقرّرة سلفًا.
وكان وزير المالية في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، قد كشف خلال مؤتمر استيطاني عُقد في مايو/أيار الماضي، عن عزم الحكومة المضي قدمًا في تنفيذ المخططات. وأوضح سموتريتش أن البناء في المنطقة E1 “سينهي حلم الدولة الفلسطينية بحكم الأمر الواقع”، مشددًا على ضرورة “جلب مليون مستوطن جديد” إلى الضفة الغربية، ومؤكدًا أن “العمل يتم باحترافية، وأن السيادة ستُفرض على الأرض خلال هذه الفترة”، وفق تعبيره.
وفي سياق متصل، صادق المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) في مارس/آذار الماضي، على شق طريق بديل مخصّص للفلسطينيين جنوب منطقة E1، يربط شمال الضفة بجنوبها، لكنه يفصل حركة الفلسطينيين عن شارع رقم 1 الرئيسي، الذي يصل بين القدس ومستوطنة “معاليه أدوميم”، تمهيدًا لتخصيص هذا الطريق الحيوي للمستوطنين فقط.
وفي تعليقها على هذه التطورات، حذّرت منظمة “السلام الآن” الإسرائيلية من أن حكومة نتنياهو–سموتريتش تستغل الحرب المتواصلة على قطاع غزة، والتشتت الدولي المصاحب لها، لفرض حقائق على الأرض تُجهز على أي فرصة للتوصل إلى حل سياسي. ووصفت المنظمة المشروع بأنه “جريمة بحق الأجيال القادمة”، معتبرة أن هذه السياسات لا تؤدي سوى إلى إطالة أمد الصراع وسفك الدماء.
وتقع المنطقة E1، التي تُقدّر مساحتها بحوالي 12 كيلومترًا مربعًا، ضمن الامتداد الإداري لمستوطنة “معاليه أدوميم”، وتُعد حلقة وصل استراتيجية بين هذه المستوطنة والقدس المحتلة. ويُنظر إلى البناء فيها كخطوة مفصلية لربط الكتل الاستيطانية الكبرى ببعضها البعض، وعزل القدس عن محيطها الفلسطيني بالكامل، وبالتالي ترسيخ السيطرة الاستيطانية على المنطقة، وفرض واقع جغرافي يُقصي الفلسطينيين عن عاصمتهم المحتملة.
وسينتج عن المشروع الاستيطاني، في حال تنفيذه، القضاء على المساحات المفتوحة التي تفصل بين رام الله والقدس وبيت لحم، وهي منطقة يعيش فيها ما يقرب من مليون فلسطيني. كما يهدف المخطط إلى إنشاء سلسلة مستوطنات متصلة جغرافيًا تمتد من وسط الضفة الغربية إلى القدس المحتلة، في خطوة تُنهي فعليًا أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.