الحدث الإسرائيلي
أفادت القناة 12 العبرية، أن مشروعًا جديدًا يقوده المركز الإسرائيلي للمسح الجغرافي، يثير جدلًا واسعًا في الأوساط الأمنية والسياسية داخل “إسرائيل”، بسبب قراره توسيع نظام GovMap ليشمل نماذج ثلاثية الأبعاد دقيقة لجميع المباني في أنحاء البلاد، وبجودة تصل إلى 5 سنتيمترات لكل بيكسل، ما يتيح لأي شخص في العالم – بما في ذلك جهات معادية – تصفّح وتحميل بيانات بصرية تفصيلية من دون تسجيل أو تحقق من الهوية.
وبحسب ما أوردته القناة 12 العبرية، فإن هذه الخطوة تأتي رغم وجود تعهدات بحجب المواقع الأمنية والعسكرية الحساسة، إلا أن خبراء في الأمن القومي والسيبراني حذروا من أن هذه المعلومات قد تتيح للأعداء، مثل حزب الله أو إيران، تنفيذ هجمات دقيقة على أهداف مدنية أو عسكرية، مستفيدين من التفاصيل المتاحة حول الواجهات، الارتفاعات، ومواقع التحصينات داخل المباني.
وتضيف القناة أن الوثيقة التي رُفعت إلى لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، توضح أن النظام الجديد يمكّن من تحليل كل زاوية في المباني، مثل عدد الطوابق، مداخل الأبنية، مواقع الغرف المحصنة، وحتى تقدير نقاط الضعف التي يمكن أن تُستهدف خلال حرب شاملة.
وفي مقابلة أجرتها القناة 12 مع د. يهوشوع كلييسكي، الباحث في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي(INSS)، حذر الأخير من أن “العمل الاستخباراتي يشبه تركيب أحجية”، موضحًا أن “كل معلومة صغيرة يمكن أن تصبح قطعة جديدة في يد العدو”، وأن فتح هذه النماذج بلا رقابة بمثابة “تسليم أداة غير مسبوقة لأعدائنا”.
وتتابع القناة 12 العبرية تغطيتها مشيرة إلى أن خبير الأوسينت (OSINT) آري بن-عام، أيّد المخاوف قائلًا إن “دولًا مثل إيران، التي تفتقر لقدرات أقمار صناعية متقدمة، قد تعتمد بشكل متزايد على أنظمة مفتوحة مثل GovMap”، مؤكدًا أن فرض قيود بسيطة، مثل التسجيل أو التحقق من الهوية، يمكن أن يُصعّب الأمور على الجهات المعادية دون أن يضر كثيرًا بالمستخدم العادي.
كما أفادت القناة 12 أن شركة “سيمفلكس”، التي طوّرت في السابق نظامًا ثلاثي الأبعاد، وجّهت تحذيرًا رسميًا إلى رئيس لجنة الأمن والخارجية، يولي إدلشتاين، قالت فيه إن “فتح النظام يشكل خطرًا مباشرًا على أمن الدولة”، مشيرة إلى أن التجربة السابقة خلال الحرب مع إيران أثبتت محاولة اختراق هذه الأنظمة من قبل جهات خارجية.
وفي السياق ذاته، نقلت القناة 12 عن المدير التنفيذي لشركة “سيمفلكس”، آفي أفلالو، قوله إن النماذج الثلاثية الأبعاد قد تُستخدم لتوجيه الصواريخ أو الطائرات بدقة أكبر، اعتمادًا على التوجيه البصري، ما يضاعف خطرها في أوقات الحرب.
وفي رد رسمي على الانتقادات، نقلت القناة 12 عن المركز للمسح الجغرافي”قوله إن “النظام طُوّر بالتنسيق الكامل مع الجهات الأمنية والسيبرانية”، وأنه لا يتضمن بيانات مصنّفة، بل يلتزم بمعايير واضحة، تحجب المناطق الحساسة وتراعي الاعتبارات الأمنية كافة.
وأشارت القناة 12 العبرية إلى أن هيئة الأمن السيبراني الإسرائيلية أكدت بدورها أنها شاركت في فحص النظام المرتقب، وأن أي محتوى يُعتبر حساسًا سيخضع للفحص الأمني وفقًا للإجراءات المتبعة.