كشفت القناة 12 العبرية، مساء اليوم، عن تفاصيل هجوم سيبراني “متطور” نُسب إلى إيران، نجح في اختراق حسابات عدد من الصحفيين والشخصيات العامة في دولة الاحتلال، من بينهم مراسلة القناة دافنا ليئال، في واحدة من أكثر عمليات الاحتيال الرقمي تعقيدًا ودقة.

وبحسب القناة، استخدم منفذو الهجوم هويات مزيفة انتحلت شخصيات معروفة في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية، مثل كارولين غليك – وهي مستشارة سابقة لرئيس حكومة الاحتلال – ومايكل أورن، السفير الأسبق في الولايات المتحدة وعضو كنيست سابق. اللافت في الاختيار، بحسب المصدر، أن الجهات الإيرانية اختارت شخصيات يعرفها الصحفيون الإسرائيليون، لكن لا تجمعهم بهم علاقات تواصل مباشرة ودائمة، ما صعّب عملية كشف الخداع في بدايته.

الصحفية دافنا ليئال، واحدة من المستهدفين في العملية، أوضحت أنها تلقت رسالة بدت وكأنها من غليك، تتحدث فيها عن “محتوى هام يجب أن يصل إلى الجمهور”، وتطلب منها التواصل عبر رابط بدا للوهلة الأولى كأنه رابط رسمي لخدمة Google Meet.

لكن بمجرد النقر، تم تحويل الصحفية إلى صفحة مزيّفة تحاكي واجهة تسجيل الدخول الأصلية لموقع غوغل. بعد إدخال اسم المستخدم وكلمة السر، ظهرت رسالة خطأ دفعت الضحية لمحاولة تسجيل الدخول مجددًا، إلا أن الوقت كان قد تأخر؛ فقد تمكن المهاجمون من سرقة بيانات الدخول وفتح حسابات الصحفيين والوصول إلى معلوماتهم الشخصية.

الهجوم، وفقًا للقناة 12، يُظهر تطورًا نوعيًا في القدرات السيبرانية الإيرانية، لا سيما في مجال “الهندسة الاجتماعية” وتوظيفها ضمن استراتيجية هجومية رقمية تستهدف بنية الوعي العام داخل دولة الاحتلال. ويأتي هذا الاختراق في وقت بالغ الحساسية، حيث تتصاعد المواجهة بين إيران و”إسرائيل” على مختلف الجبهات، بما فيها الحرب الإلكترونية والمعلوماتية.