آخر الأخبار

أسهم شركات الطيران العالمية تهوي عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران

شارك

الحدث الاقتصادي

هوت أسهم شركات الطيران العالمية، أمس الجمعة، بعد أن أدت الغارات الإسرائيلية الواسعة النطاق على إيران إلى ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 9%، ما دفع شركات الطيران إلى إخلاء المجال الجوي فوق إسرائيل وإيران والعراق والأردن. وساهم توعد إيران بالرد في تأجيج المخاوف بشأن الإمدادات في مضيق هرمز، الذي يُعد نقطة عبور حيوية لنحو خُمس إجمالي استهلاك النفط في العالم، بحسب وكالة "رويترز". وكانت طهران قد هددت مراراً بإغلاق المضيق أمام حركة الملاحة رداً على الضغوط الغربية.

وبحسب تقارير "بلومبيرغ"، كانت شركات الطيران من بين القطاعات الأسوأ أداءً في أوروبا، حيث انخفضت أسهم "إير فرانس-كيه إل إم"، و"دويتشه لوفتهانزا"، والشركة الأم للخطوط الجوية البريطانية "آي إيه جي"، بأكثر من 3%. كما سجلت شركات الطيران منخفضة التكلفة، مثل "رايان إير هولدينغز"، و"إيزي جت"، و"ويز إير هولدينغز"، تراجعات مشابهة. وفي آسيا، تراجعت أسهم الخطوط الجوية اليابانية بنسبة 3.7%، فيما انخفضت أسهم "إيه إن إيه هولدينغز" بنسبة 2.8%.

قطاع الطيران الخليجي والتركي تحت الضغط

أما في منطقة الخليج، فتراجعت أسهم "العربية للطيران" - الشركة الوحيدة المدرجة في البورصات الخليجية - بنحو 10%، وهو أكبر هبوط لها منذ الأزمة المالية العالمية. كما انخفضت أسهم "الخطوط الجوية التركية" في بورصة إسطنبول بنسبة وصلت إلى 7%، بينما خسرت "بيغاسوس" للطيران منخفض التكلفة 6.4% من قيمتها. وفي التداولات المبكرة في السوق الأميركية، تراجعت أسهم شركات الطيران الكبرى، من بينها "أميركان إيرلاينز غروب"، و"يونايتد إيرلاينز هولدينغز"، و"دلتا إيرلاينز"، بأكثر من 4%.

وترتبط هذه التراجعات بمخاوف متزايدة بشأن ارتفاع تكاليف وقود الطائرات نتيجة ارتفاع أسعار النفط، إلى جانب الأعباء الإضافية الناتجة عن اضطرار الشركات إلى التحليق عبر مسارات بديلة بسبب إغلاق عدد من الأجواء. ويواجه قطاع الطيران العالمي في السنوات الأخيرة تحديات كبيرة في ظل تزايد استخدام ممرات جوية ضيقة بسبب النزاعات العسكرية حول العالم. وتؤدي هذه التحويلات إلى زيادة في استهلاك الوقود، وإطالة أوقات الرحلات، وإرباك الجداول الزمنية، ما يثقل الكلفة التشغيلية.

وتسلط هذه القضية الضوء على هشاشة قطاع الطيران العالمي، خاصة بعد اضطرار الشركات إلى تجنب المسارات القريبة من باكستان والهند أثناء النزاع العسكري القصير بينهما، فضلاً عن تحويل مساراتها بعيداً عن الأجواء الروسية في ظل تصاعد استخدام أوكرانيا للطائرات المسيّرة قرب موسكو.

تكاليف الوقود ترهق شركات الطيران وتربك الجداول

وفي سياق متصل، تراجعت أسهم شركة "بوينغ" بنحو 5.9%، بعد تحطم طائرة من طراز "787 دريملاينر" تابعة لشركة "إير إنديا". وأظهرت بيانات من موقع "فلايت رادار 24" لتتبع حركة الملاحة الجوية أن العديد من شركات الطيران سارعت إلى تحويل وجهات الرحلات الجوية أو إلغائها. ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس قبيل انطلاق معرض صناعي رئيسي للطيران في باريس الأسبوع المقبل، ما يزيد من تعقيد الأوضاع أمام شركات الطيران العالمية. وقد أوقفت إسرائيل الرحلات الجوية فوق أراضيها بعد استهدافها منشآت نووية ومواقع صواريخ باليستية إيرانية، بينما أغلقت إيران مجالها الجوي وأوقفت العمليات في مطار طهران الرئيسي. وأغلقت كل من العراق والأردن مجاليهما الجوي أيضاً.

وقالت حليمة كروفت، المحللة في بنك "أر بي سي" لوكالة "رويترز": "إذا تأثرت إمدادات النفط بالتطورات الجارية، فإننا نتوقع أن يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الحصول على براميل نفط احتياطية من أوبك لمحاولة السيطرة على الأسعار وحماية المستهلكين الأميركيين من التأثير الاقتصادي للصراع في الشرق الأوسط".

شركات الرحلات البحرية ووكالات السفر تنضم إلى دوامة الخسائر

في السياق ذاته، أكد ريتشارد كلارك، المحلل في "بيرنستاين" لوكالة "رويترز"، أن هناك تباطؤاً عالمياً متوقعاً في وتيرة الحجوزات، قائلاً: "كما رأينا في فترات سابقة بعد اندلاع صراعات، ينتظر المستهلكون لمعرفة مدى التصعيد قبل اتخاذ قرار السفر". وقد انخفضت أسهم شركات تشغيل الرحلات البحرية مثل "نورويجيان كروز لاين" و"كارنيفال كورب" بما بين 2% و4%، كما تراجعت أسهم وكالتي حجوزات السفر عبر الإنترنت "بوكينغ هولدينغز" و"إكسبيديا" بأكثر من 25. من جهته، أشار باتريك سكولز، المحلل في شركة "ترويست" للأوراق المالية، إلى أن "ارتفاع أسعار النفط له تأثير خاص على خطوط الرحلات البحرية، إذ يمثل الوقود ثاني أكبر بند تكلفة بعد مصروفات العمالة"، مضيفاً: "مثل هذه القضايا السياسية الكبيرة لا تكون أبداً إيجابية لقطاع السفر".

في المقابل، حققت أسهم شركتي نقل الحاويات الأوروبيتين "ميرسك" و"هاباج لويد" مكاسب بنسبة 4% و1.5% على التوالي، وقفزت أسهم ناقلات النفط مثل "فرونتلاين"، و"تورم"، و"يوروناف" بأكثر من 2%، ما يعكس التباين الكبير في أداء القطاعات المرتبطة بالنقل والطاقة في ظل هذه التوترات الجيوسياسية المتصاعدة.

وتسلّط هذه الاضطرابات المتتالية الضوء على ارتباط الاقتصاد الدولي بالتطورات السياسية والعسكرية، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط. وبينما تحاول شركات الطيران التكيّف مع متغيرات متسارعة، تظل تكلفة عدم الاستقرار مرتفعة، ليس فقط على مستوى قطاع السفر، بل على مجمل الحركة الاقتصادية العالمية.

الحدث المصدر: الحدث
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا