آخر الأخبار

أزمة قانون التجنيد تهدد بتفكك الائتلاف: الحريديم يلوّحون بحل الكنيست ونتنياهو يناور لتأجيل الانهيار

شارك

ترجمة الحدث

في ظل التهديد الحريدي بالتصويت لصالح حلّ الكنيست، كثّف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو جهوده السياسية في محاولة أخيرة لتفادي انهيار الائتلاف. وبحسب ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت، يجري نتنياهو محادثات مكثفة في الكواليس بهدف كسب الوقت، بينما حسمت “يهدوت هتوراه” موقفها مسبقًا: “إذا لم يُعرض قانون تجنيد متفق عليه، سنصوّت مع الحلّ”.

وتفيد الصحيفة بأن مكتب نتنياهو يتحرّك في مسارين متوازيين، قانوني وأمني، لتليين الموقف الحريدي حيال الصيغة الجديدة لقانون التجنيد. وقد عُرض مساء الثلاثاء على ممثلي الأحزاب الحريدية مخطط محدث، أُعد بالتنسيق مع المستشارين القانونيين للكنيست، مع تجاوز متعمد للمستشارة القانونية للجنة الخارجية والأمن، في خطوة تكشف عن نية لتسريع الإجراءات حتى على حساب الأطر المهنية.

في محاولة لتليين موقف رئيس لجنة الخارجية والأمن يولي إدلشتاين، اقترح نتنياهو تأجيل تطبيق العقوبات الواردة في القانون، فيما أوفد سكرتير الحكومة يوسي فوكس لمحاولة إقناع الحريديم بتأجيل التصويت على حلّ الكنيست لأسبوع إضافي.

وبحسب يديعوت أحرونوت، فإن نتنياهو يركّز جهوده على موشيه غفني، رئيس “ديجل هتوراه”، وعلى قيادات “شاس”، بعد أن تخلّى عن محاولة التأثير على يتسحاق غولدكنوبف، الذي أعلن دعمه الصريح لحلّ الكنيست، كما هو موقف أعضاء “أغودات يسرائيل”. ويبرز اسم موتي ببتشيك، مساعد غولدكنوبف، كمحرك للخط المتشدد داخل المعسكر الحريدي، رغم تواجده حاليًا في بورو بارك بنيويورك، حيث يرافق الحاخام الأكبر لطائفة غور في جولة جمع تبرعات.

تُظهر موازين القوى داخل الكتلة الحريدية أن حزب “شاس” يمسك بمفتاح الحسم: “أغودات يسرائيل” ممثلة بثلاثة نواب، و”ديجل هتوراه” بأربعة، مقابل أحد عشر نائبًا لـ”شاس”. وفي حال صوتت الأخيرة ضد الحل، ستتعادل الأصوات، مما يؤدي إلى إسقاط المقترح.

رغم محاولات نتنياهو التهدئة، لا تزال “ديجل هتوراه” متمسكة بموقفها الصارم. وقد أكّد الحاخامان دوف لندو وموشيه هليل هيرش خلال اجتماع ليلي في بني براك ضرورة التصويت لصالح الحلّ، حتى لو أدى ذلك إلى أزمة حكومية. وعلى العكس، تسعى “شاس” لإبقاء الباب مفتوحًا أمام التسوية، حيث أُجّلت جلسة مجلس حكماء التوراة إلى اليوم، في خطوة اعتُبرت محاولة من درعي لطرح رواية بديلة تقنع القيادة الدينية بتأجيل التصويت.

وأشارت الصحيفة إلى أن ثلاثة من كبار حاخامات “شاس” وجّهوا قبل يومين رسالة شديدة اللهجة إلى درعي، دعوه فيها إلى رفض أي قانون تأجيل لا يتضمن حصصًا أو أهدافًا واضحة، محذرين من “الميل إلى التنازل كما يفعل العماليق”. لكنهم عادوا في رسالة لاحقة صباح أمس إلى لهجة أكثر تصالحًا، ودعوا إلى انتظار قرار المجلس بعد نقاش موسّع.

في المقابل، تتواصل التوترات داخل المعارضة. ففي حين أبدت “يش عتيد” استعدادها لسحب مقترح حلّ الكنيست إذا ظهرت بوادر اتفاق ائتلافي، تصرّ “يسرائيل بيتينو” على التقدم بالمقترح دون تأجيل. وتهدف هذه الخطوة، بحسب مصادر في الحزب، إلى إحراج “شاس” ومنعها من ترك “يهدوت هتوراه” تواجه القرار منفردة.

لكن هذا التكتيك محفوف بالمخاطر، إذ ينصّ النظام الداخلي للكنيست على عدم جواز إعادة طرح قانون حلّ البرلمان خلال ستة أشهر إذا فشل في التصويت الأول، ما لم يمنح رئيس الكنيست أمير أوحانا إذنًا خاصًا بذلك. وترى “يسرائيل بيتينو” أن التأجيل لأسبوع لن يغير من المآلات شيئًا، لأن النقاشات ستتواصل، ما يعني تأجيل الانتخابات من نوفمبر إلى ديسمبر.

تحت السطح، تدور محادثات مكثفة هدفها الرئيسي التأجيل. ووفق مصادر يديعوت أحرونوت، يخشى نتنياهو من أن التصويت على حلّ الكنيست سيطلق ديناميكية لا يمكن وقفها، ويقود البلاد إلى انتخابات مبكرة. ونُقل عن أحد المقربين منه قوله: “اقتراح الحل ليس مجرد إجراء قانوني، بل كرة ثلج سياسية”.

وتنقل الصحيفة عن أوساط حريدية خشيتها من المجهول في حال أُجريت الانتخابات. وقال مصدر حريدي: “حتى لو تم تمرير قانون، فقد يكون سيئًا لنا. وإن ذهبنا إلى انتخابات، لا أحد يعرف كيف ستتشكل الحكومة القادمة، أو موقفها منا. لكن إذا بقينا بلا قانون واضح – جمهورنا لن يسامح”.

وسط هذا كله، يواصل الحريديم اتهام نتنياهو بالمراوغة، معتبرين أنه يستخدم القضايا الأمنية كوسيلة لإطالة عمر حكومته. وقال مسؤول حريدي آخر للصحيفة بسخرية: “بالأمس حاول السفير الأمريكي منع الانتخابات، ثم فجأة قصف نتنياهو إيران، وبعدها أعاد رهائن. كل ساعة حدث جديد، ولا شيء يتحقق. فقط لتشتيت الانتباه عن قانون التجنيد وكسب وقت إضافي. نحن نعرف ألاعيب نتنياهو، القانون الحقيقي هو ما لا يجلبه”.

الحدث المصدر: الحدث
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا