الحدث الفلسطيني
أكد معالي الوزير موسى أبو زيد، رئيس مجلس إدارة شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لبحوث الإدارة العامة (مينابار)، أن انعقاد المؤتمر الدولي التاسع للشبكة في العاصمة الأردنية عمّان يعكس الدور الريادي للمملكة الأردنية الهاشمية في تحديث الإدارة العامة وترسيخ مبادئ الحوكمة الرشيدة في المنطقة.
وفي كلمة له خلال حفل افتتاح المؤتمر، الذي جاء برعاية ممثل دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، وبحضور معالي وزير الدولة لتطوير القطاع العام الدكتور خير أبو صعيليك، وعدد من كبار المسؤولين وصناع القرار والخبراء من أكثر من عشرين دولة عربية ودولية، قال أبو زيد: "يشرفني، باسمي وباسم شبكة مينابار، أن أرحب بكم جميعاً في هذا الحدث الدولي الكبير، الذي بات محطة سنوية رئيسية لتطوير الإدارة العامة في منطقتنا والعالم."
وأعرب معالي الوزير أبو زيد عن شكره وتقديره للمملكة الأردنية الهاشمية، قيادةً وحكومةً وشعباً، لاستضافتها هذا المؤتمر النوعي، مؤكداً أن اختيار عمّان لعقد المؤتمر ليس مجرد قرار جغرافي بل هو تقدير لدور الأردن الريادي في الإصلاح الإداري.
وأشار معاليه إلى أن عنوان المؤتمر هذا العام: "الإدارة العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: التحولات، المرونة، وآفاق المستقبل" جاء انعكاساً لوعي جماعي بالتحديات العميقة التي تواجهها الإدارة العامة، وإيماناً بضرورة التحول الجوهري في القيم وأدوات صنع القرار والمؤسسات والكفاءات.
وقال أبو زيد: "نحن اليوم بحاجة إلى إدارات عامة مرنة قادرة على التعلّم والتغيير وإعادة ابتكار ذاتها في مواجهة تحديات الرقمنة والذكاء الاصطناعي والهجرة وتغير المناخ."
ولفت إلى أن المؤتمر يناقش أربعة محاور رئيسية: التحولات المؤسسية، المرونة الإدارية، الرقمنة والتحول الذكي، وآفاق بناء إدارات مُمكِنة للشباب وحاضنة للابتكار.
وأكد رئيس شبكة مينابار أن المؤتمر يشهد مشاركة نوعية من أكثر من 20 دولة عربية ودولية، وتقديم أكثر من 129 ورقة بحثية وعلمية، وتنظيم جلسات حوارية تسلط الضوء على التجارب الناجحة والإصلاحات الحديثة.
وأضاف: "لقد أثبتت شبكة مينابار منذ تأسيسها أنها ليست مجرد مظلة بحثية، بل محرك للتحديث الإداري، ومنصة حوارية تجمع بين الشرق والغرب، وبين صناع السياسات والممارسين، وبين الحكومات والمجتمع المدني."
وشدد أبو زيد على أن الإدارة العامة اليوم مطالبة بأن تكون منحازة لقيم العدالة والمساواة والشمول، وأن تكون أداة لصناعة التغيير الاجتماعي العادل والنمو الاقتصادي الشامل، قائلاً: "لا تنمية بلا إدارة، ولا إدارة بلا قيم، ولا قيم بلا إنسان."
واختتم أبو زيد كلمته بالدعوة إلى إطلاق منصة دولية تفاعلية لتبادل المعرفة والخبرات، وتعزيز التعاون عبر الحدود لمواجهة التحديات المشتركة، قائلاً: "دعونا نجعل من هذا المؤتمر منصة لتوليد الأفكار الجديدة ورسم ملامح المستقبل، ولنمضِ معاً نحو إدارة عامة تكون فيها الحوكمة نبراساً، والرقمنة أداة، والإنسان جوهراً."