الحدث الاقتصادي
استعاد المشترون الصينيون اهتمامهم بسوق خام "إسبو" الروسي، بعد انخفاض الأسعار وسط عثور شركات الشحن والوسطاء على طرق تحد من تأثير العقوبات الأميركية.
تُعرض شحنات أبريل المُحملة من ميناء كوزمينو الروسي المطل على المحيط الهادئ والمُتجهة إلى الصين بعلاوة سعرية قدرها 2.50 دولار للبرميل مقارنة بسعر خام برنت القياسي، وذلك بعد أن كانت تبلغ 3 دولارات تقريباً لشحنات مارس، وفقاً لتجار يتعاملون مع هذا النوع من النفط.
يشكل انخفاض التكلفة مكسباً كبيراً للمصافي الصينية المستقلة الأصغر حجماً، المعروفة باسم "أباريق الشاي". ففي ظل هوامش الربح الضئيلة، سعت هذه المصافي جاهدة للحصول على بدائل النفط الإيراني، الذي أصبح وصوله أكثر صعوبة بسبب تشديد العقوبات الأميركية. وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد تعهدت بممارسة "أقصى ضغط" على طهران.
النفط الروسي والعقوبات الأميركية
أدت العقوبات الأميركية الواسعة التي فرضتها إدارة بايدن المنتهية ولايتها في أوائل يناير إلى اضطراب تدفقات خام "إسبو" إلى الصين، بعد إدراج 161 ناقلة نفط على القائمة السوداء، من بينها العديد من السفن التي كانت تنقل هذا الخام. ومنذ ذلك الحين، ساهمت السفن غير الخاضعة للعقوبات في سد الفجوة، بينما استُخدمت أرصفة صينية خاصة صغيرة لضمان استمرار استقبال الشحنات القادمة من السفن المشمولة بالعقوبات.
مع ذلك، أدى امتناع بعض أكبر المستوردين الصينيين المدعومين من الدولة عن التعامل مع خام "إسبو"، خشية التعرض لعقوبات ثانوية إلى بقاء بعض شحنات مارس دون بيع، حتى مع تنامي دورة التداول لشهر أبريل، وفقاً لما ذكره تجار طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
بعد فرض العقوبات في يناير، قفزت تكاليف شحن خام "إسبو" إلى الصين بشكل كبير، مما دفع المشترين إلى اعتماد آلية تسعير مزدوجة غير مسبوقة. وكان على المشترين الاختيار بين المجازفة باستخدام ناقلة مدرجة في القائمة السوداء بسعر أقل، أو دفع علاوة سعرية باهظة قدرها 5 دولارات أو أكثر على برميل النفط المنقول عبر سفن غير خاضعة للعقوبات.
تعافي صادرات النفط الروسي
لا تزال درجات النفط الروسي الأخرى القادمة من الشرق الأقصى، مثل مزيج "سوكول" و"سخالين بليند"، متأثرة بالقيود الأميركية، إلا أن الحلول البديلة المطبقة على خام "إسبو" ساهمت في إعادة التجارة والتسعير إلى المستويات الطبيعية، وبالتالي تعزيز إجمالي تدفقات الخام الروسي.
من المتوقع أن تصل صادرات روسيا إلى الصين هذا الشهر إلى نحو 1.15 مليون برميل يومياً، بزيادة 16% عن فبراير، وهو أعلى معدل يومي منذ ديسمبر، وفقاً لبيانات تتبعها شركة "كبلر" (Kpler). ويشكل خام "إسبو" الحصة الأكبر من هذه التدفقات.
المصدر: بلومبرغ