ترجمة الحدث
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن اتهامات وجهها مسؤولون في الإدارة الأميركية لحكومة الاحتلال الإسرائيلي بعرقلة مفاوضات سرية بين الولايات المتحدة وحركة حماس في الدوحة، كانت تهدف إلى بحث إطلاق سراح الأسرى الأميركيين المحتجزين في غزة.
بحسب مصادر مطلعة تواصلت مع عائلات الأسرى الإسرائيليين، لم تُطلع واشنطن حكومة نتنياهو على تفاصيل لقاء الوفد الأميركي مع ممثلي حماس، بعدما أُحبطت جولة محادثات سابقة بسبب تدخلات إسرائيلية. المسؤولون الأميركيون أشاروا إلى أن حكومة الاحتلال تخشى أن يُفضي نجاح القناة السرية إلى ترتيبات مستقبلية تخص غزة، بعيدًا عن دورها كوسيط أساسي بين حماس والإدارة الأميركية.
ووفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت، عندما علمت حكومة الاحتلال بترتيبات اللقاء عبر قنواتها الاستخباراتية، سارعت إلى الضغط على مجلس الأمن القومي الأميركي لإلغاء الاجتماع، وفقًا لتقرير الصحيفة العبرية. هذا التدخل دفع الوفد الأميركي إلى التكتم على المحاولة الثانية لتجنب تكرار العرقلة، إلا أن التسريبات الإعلامية لاحقًا كشفت ما حدث، وأدت إلى توتر أكبر بين الطرفين.
في السابق، كانت القوانين الأميركية تحظر أي اتصال مباشر بين المسؤولين الأميركيين وحماس، المصنفة كمنظمة إرهابية في واشنطن. لكن يبدو أن الإدارة الحالية أعادت تفسير النصوص القانونية أو وجدت ثغرات تتيح لها فتح قناة تواصل مباشرة في إطار السعي لتحرير مواطنيها المحتجزين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم تقدم المحادثات، ترى حكومة نتنياهو أن إتمام صفقة أميركية منفصلة قد يؤدي إلى مطالب داخلية ودولية بتقديم تنازلات أكبر في المفاوضات الشاملة. كما تخشى من رد فعل عائلات الأسرى الإسرائيليين إذا تم الإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل الأميركيين فقط، ما يزيد الضغط السياسي على نتنياهو الذي يواجه بالفعل أزمة داخلية متصاعدة.
المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف يستعد لزيارة المنطقة مجددًا، حيث يخطط للبقاء في الدوحة أسبوعًا في محاولة لإحياء المحادثات، سواء لإتمام صفقة جزئية أو لدفع مفاوضات أوسع، رغم أن فرص نجاح الخيار الثاني تبدو محدودة في ظل الوضع الحالي.
واعتبرت الصحيفة أنه إذا نجحت الوساطة القطرية في التوصل إلى تفاهم مع حماس، فقد يتفاقم الخلاف بين واشنطن وتل أبيب، خصوصًا إذا اضطرت الأخيرة للموافقة على صفقة لم تكن طرفًا مباشرًا فيها. في المحصلة، تمثل هذه المفاوضات اختبارًا معقدًا لقدرة الإدارة الأميركية على التحرك بمفردها في ملف غزة، في ظل حكومة إسرائيلية ترفض أي اتفاق لا يمر عبرها.