الحدث الفلسطيني
وصف مصدر قيادي في حركة حماس المفاوضات التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة مع ممثل عن الإدارة الأميركية أخيراً بالاستطلاعية.
وقال القيادي بالحركة، لموقع "العربي الجديد"، إن المباحثات المباشرة التي جرت بحضور آدم بوهلر، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون الرهائن، جاءت مباشرة بعد حديث ترامب قبل أسبوعين، بشأن تقديم حماس بادرة حسن نية بإطلاق سراح أسرى يحملون الجنسية الأميركية.
وعقب دعوة ترامب حماس إلى تقديم بادرة حسن نية وبالمواكبة مع بدء المفاوضات، أطلقت الحركة سراح الأسير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية ساجوي ديكل تشين، ضمن ثلاثة أسرى في الدفعة السادسة من صفقة التبادل التي جاءت من ضمن المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وكشف القيادي بالحركة أن حماس طرحت خلال المحادثات صفقة شاملة تنتهي بوقف الحرب، مؤكداً أن الأسرى الذين تطالب الولايات المتحدة بإطلاق سراحهم كانوا جنوداً مقاتلين أُسروا من مواقع عسكرية وليسوا مدنيين، ولا كانوا في مواقع مدنية، وتراوح أعدادهم بين 4 و6 أسرى.
وكشف المصدر القيادي بالحركة أن تحرك إدارة ترامب لم يكن الأول من نوعه، لافتاً إلى محاولات لم تكتمل قامت بها إدارة الرئيس السابق جو بايدن قبل الانتخابات الأميركية، بعدما تأكدت من صعوبة التوصل إلى اتفاق في ظل وجود رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث سعت وقتها لصفقة جزئية يخرج بموجبها الأسرى الذين يحملون الجنسية الأميركية.
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، نقلاً عن مصدرين مطلعين، أنّ محادثات مباشرة وغير مسبوقة، جرت خلال الأسابيع الأخيرة بين حركة حماس والولايات المتحدة، وسعت لإطلاق سراح المحتجزين الأميركيين في غزّة، كذلك بحثت التوصل إلى اتفاق أوسع لوقف الحرب يضمن إطلاق جميع المحتجزين. لكن لم يجرِ التوصل إلى أي اتفاق حتى الآن. ولم يسبق مطلقاً أن أجرت الولايات المتحدة مباحثات مباشرة مع حماس التي تصنفها منظمة إرهابية منذ عام 1997.
من جهتها، أكدت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر لم تكشف عن هويتها إجراء هذه المحادثات، مشيرة إلى أن بوهلر التقى "حماس" لأن "دوره يسمح له بذلك". وأضافت المصادر أن المحادثات "ركزت بالأساس على إطلاق الرهائن الأميركيين وإن شملت كذلك جميع الرهائن"، معتبرة هذا التواصل بين واشنطن و"حماس" بمثابة "بادرة حسنة" تمهد الطريق لمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.