آخر الأخبار

ما هي أبرز المعادن المهمة في أوكرانيا وآخر تطورات الصفقة مع إدارة ترامب؟

شارك

الحدث الاقتصادي

في الوقت الذي يخطط فيه إلى إطلاق مفاوضات من أجل إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أيضاً إلى الحصول على معادن مهمة ونادرة من كييف من أجل استمرار دعم الولايات المتحدة لها.

انتهت المحادثات الأميركية الأوكرانية في مدينة ميونيخ الألمانية، يوم الجمعة 14 فبراير/ شباط، دون الإعلان عن صفقة بشأن المعادن التي يريدها ترامب، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.

كرر ترامب اهتمامه، خلال مقابلة مع شبكة Fox News، والتي أذيعت يوم الاثنين الماضي، بالحصول على عائد من المساعدات الأميركية لكييف. وقال: "إنهم يمتلكون أراضي ذات قيمة هائلة من حيث المعادن النادرة، والنفط والغاز، وأشياء أخرى. أريد تأمين أموالنا".

وأضاف ترامب: "أخبرتهم أنني أريد ما يعادل 500 مليار دولار من المعادن النادرة، ووافقوا على ذلك، لذا على الأقل لا نشعر بالغباء. وإلا فإننا أغبياء. لقد قلت لهم، يتعين علينا الحصول على شيء. لا يمكننا الاستمرار في دفع هذه الأموال".

ما هي المعادن المهمة في أوكرانيا؟

تجعل المناطق الجيولوجية المتنوعة أوكرانيا من بين أكبر 10 موردي الموارد المعدنية في العالم، حيث تمتلك حوالي 5% من إجمالي الموارد المعدنية في العالم. تمتلك الدولة الواقعة في شرق أوروبا ما يقرب من 20 ألف موقع للاحتياطيات المعدنية تغطي 116 نوعاً. وقبل الحرب مع روسيا، كان يتم الإنتاج من 3055 من هذه المواقع (15%)، بما في ذلك 147 للمعادن الفلزية و4676 لغير الفلزية، بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي.

المعادن النادرة واستخداماتها

المعادن النادرة هي مجموعة تتألف من 17 معدناً تلعب دوراً أساسياً في صناعة المغناطيسات المستخدمة في تحويل الطاقة إلى حركة بمجال السيارات الكهربائية، والهواتف المحمولة، وأنظمة الصواريخ، والعديد من الأجهزة الإلكترونية الأخرى، مع عدم توفر بدائل عملية لها، وفقاً لوكالة رويترز.

وبحسب تصنيف هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، هناك 50 معدناً تعتبر بالغة الأهمية، وتشمل المعادن النادرة مثل النيكل والليثيوم. وتعد المعادن الحيوية مكوناً أساسياً في العديد من الصناعات الحيوية، بما في ذلك الصناعات الدفاعية، والأجهزة عالية التقنية، وقطاع الفضاء، والطاقة الخضراء.

الموارد المعدنية الموجودة في أوكرانيا

وفقاً للبيانات الأوكرانية، تمتلك أوكرانيا احتياطيات لـ 22 من أصل 34 معدناً صنفها الاتحاد الأوروبي على أنها معادن بالغة الأهمية. تشمل هذه الاحتياطيات المعادن الصناعية، ومواد البناء، والسبائك الحديدية، والمعادن النفيسة، والمعادن غير الحديدية، بالإضافة إلى بعض العناصر الأرضية النادرة.

ويشير معهد الجيولوجيا الأوكراني إلى أن أوكرانيا تمتلك عناصر أرضية نادرة مثل اللانثانوم والسيريوم، المستخدمين في تصنيع أجهزة التلفاز والإضاءة، والنيوديميوم، الضروري لتوربينات الرياح وبطاريات السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى الإربيوم والإيتريوم، اللذين يمتد استخدامهما من الطاقة النووية إلى تقنيات الليزر.

كما تُظهر أبحاث ممولة من الاتحاد الأوروبي أن أوكرانيا تمتلك أيضاً احتياطيات من عنصر السكانديوم.

وأفاد المنتدى الاقتصادي العالمي بأن أوكرانيا تعتبر أيضاً مورداً محتملاً رئيسياً لمجموعة من المعادن المهمة مثل الليثيوم، والبريليوم، والمنغنيز، والغاليوم، والزركونيوم، والغرافيت، والأباتيت، والفلوريت، والنيكل.

قالت هيئة الجيولوجيا الحكومية في أوكرانيا إن البلاد تمتلك أحد أكبر احتياطيات أوروبا المؤكدة، والتي تقدر بنحو 500 ألف طن متري من الليثيوم - والذي يعد عنصراً أساسياً للبطاريات والسيراميك والزجاج.

كما تملك أوكرانيا احتياطيات من التيتانيوم، معظمها موجود في مناطقها الشمالية الغربية والوسطى، في حين يوجد الليثيوم في الوسط والشرق والجنوب الشرقي.

وتمثل احتياطيات أوكرانيا من الغرافيت، المستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية والمفاعلات النووية، نحو 20% من الموارد العالمية، وتوجد هذه الاحتياطيات في وسط البلاد وغربها. أما الفحم، فرغم وفرة احتياطياته، فإن معظمها يقع حالياً تحت السيطرة الروسية في الوقت الحالي.

موارد أوكرانيا التي فقدت السيطرة عليها لصالح روسيا

تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في أضرار واسعة النطاق في جميع أنحاء أوكرانيا، وتسيطر روسيا في الوقت الحالي على حوالي خمس أراضيها.

يتركز الجزء الأكبر من احتياطات الفحم في أوكرانيا، والتي كانت تغذي صناعة الصلب قبل الحرب، في شرق البلاد وهي المنطقة التي فقدتها خلال الحرب.

وتشير تقديرات مؤسسات الفكر الأوكرانية: "نحن نبني أوكرانيا"، والمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية، نقلاً عن بيانات حتى النصف الأول من العام 2024، إلى أن نحو 40% من الموارد المعدنية الأوكرانية تقع في الوقت الحالي تحت السيطرة الروسية.

خلال الشهر الماضي، أغلقت أوكرانيا منجم الفحم الوحيد خارج مدينة بوكروفسك، التي تحاول قوات موسكو السيطرة عليها.

سيطرت روسيا على الأقل على اثنين من مناجم الليثيوم في أوكرانيا خلال الحرب - أحدهما في إقليم دونيتسك والآخر في منطقة زابوريزهيا في الجنوب الشرقي. ولا تزال كييف تسيطر على مناجم الليثيوم في منطقة كيروفوهراد الوسطى.

أوكرانيا مستعدة لعقد صفقة

في السابع من فبراير/ شباط، كشف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لوكالة رويترز، عن استعداده لعقد صفقة مع ترامب تتضمن مشاركة الولايات المتحدة في تطوير احتياطيات أوكرانيا الضخمة من المعادن الحيوية، بما في ذلك المعادن النادرة.

وكان رئيس أوكرانيا قد طرح هذه الفكرة في البداية في استراتيجيته "خطة النصر" التي قدمها لحلفاء كييف في الخريف الماضي.

وتقترح الخطة، من بين أمور أخرى، التوصل إلى اتفاقيات مع شركاء أجانب لتوفير إمكانية الوصول المشترك إلى الموارد ذات القيمة الاستراتيجية لأوكرانيا.

ويقول محللون اقتصاديون ومتخصصون في التعدين إن أوكرانيا لا تمتلك حالياً أي مناجم أرضية نادرة يمكن تشغيلها تجارياً. بينما تعد الصين أكبر منتج في العالم للمعادن النادرة والعديد من المعادن الحيوية الأخرى.

اقرأ أيضاً: مقابل ضمانات أمنية.. زيلينسكي يعرض على ترامب اتفاقاً للمعادن النادرة

فرص التعدين المتاحة في أوكرانيا والتحديات

تعمل الحكومة الأوكرانية على عقد صفقات مع حلفاء غربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، بشأن مشروعات تتعلق باستغلال المواد الحيوية، بحسب ما قاله النائب الأول لوزير الاقتصاد، أوليكسي سوبوليف، خلال يناير/ كانون الثاني.

وتقدر الحكومة الأوكرانية إجمالي إمكانات الاستثمار في القطاع بنحو 12 إلى 15 مليار دولار بحلول العام 2033.

وقالت هيئة الجيولوجيا الحكومية إن حكومة كييف تستعد لمنح تراخيص مشتركة لنحو 100 موقع وتطويرها، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

ورغم القوة العاملة المؤهلة والبنية التحتية المتطورة في أوكرانيا، يسلط المستثمرون الضوء على عدد من العوائق التي تحول دون الاستثمار. وتتضمن هذه العوائق العمليات التنظيمية غير الفعالة والمعقدة، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى البيانات الجيولوجية والحصول على أراضي الامتيازات.

وذكر المستثمرون أن مثل هذه المشروعات قد تستغرق سنوات لتطويرها، وتحتاج إلى استثمارات أولية ضخمة.

انتهاء المحادثات دون إعلان صفقة

انتهت المحادثات بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس في ميونيخ، يوم الجمعة، دون الإعلان عن صفقة جديدة بشأن تطوير إنتاج المعادن في الأراضي الأوكرانية.

كان وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، وصل إلى كييف، يوم الأربعاء، لمناقشة التوصل إلى اتفاق بشأن المعادن المهمة، وعرض مسودة أعدتها الولايات المتحدة، والتي قال زيلينسكي إن أوكرانيا ستدرسها بهدف التوصل إلى اتفاق في ميونيخ.

بعد ذلك عادت أوكرانيا إلى الولايات المتحدة في وقت سابق من يوم الجمعة بمسودة منقحة للاتفاق، وسط مخاوف بشأن النسخة الأميركية.

واجتمع زيلينسكي مع جيه دي فانس، لبحث المسودة لكن لم يتم الإعلان عن اتفاق. وقال الرئيس الأوكراني على منصة "X": "فرقنا ستواصل العمل على الوثيقة"، وذكر أنه أجرى "اجتماعاً جيداً" مع نائب الرئيس الأميركي، وأن كييف "مستعدة للتحرك بأسرع ما يمكن نحو سلام حقيقي ومضمون".

وعن سبب عدم التوصل لاتفاق حتى الآن، قال عضوان في الوفد الأوكراني، لوكالة رويترز، إن "بعض التفاصيل" لا تزال بحاجة إلى العمل على إنهائها.

ولم يتضح ما هي نقطة الخلاف، لكن كييف تضغط من أجل الحصول على ضمانات أمنية قوية من أوروبا وأميركا من أجل توفير الحماية لها من روسيا مستقبلاً في حالة التوصل إلى اتفاق سلام.

الحدث المصدر: الحدث
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا