آخر الأخبار

جريدة القدس || المقاول بالباطن!

شارك الخبر
مصدر الصورة

بالردّ الإسرائيلي "الـمُعَقّم" على الهجوم الإيراني، قُطع الشك باليقين بخطأ الاعتقاد السائد بين العامة منذ سنين؛ بأنّ إسرائيل هي صاحبة التأثير الأكبر، وأنها تمارس سلطتها في تحريك هواء السياسة الأمريكية، بما يملأ أشرعتها، لتفعل ما تشاء، كيفما تشاء، وأنّى تشاء.


الرد الإسرائيلي، الذي قلّلت طهران من أهميته، يُثبت أنّ إسرائيل ليست سوى المقاول بالباطن للمتعهد الأصيل، لتنفيذ رؤيته برسم وجه الشرق الأوسط الجديد، وهي إذ رسا عليها العطاء، بلا منافس، لتنفيذ المهمة، حتى لو تجاوزت المواعيد المحددة، فقد نجحت بتدمير المنازل والمنشآت، وتجريف الشوارع والأسواق، وتحويل المناطق المستهدَفة بالعطاء إلى خراب، وأرضٍ يباب، وضاعفت من معاناة أصحاب تلك الديار بالقتل والترويع والتجويع والتهجير، وفق الخطة الموضوعة، وعنوانها "هندسة الجغرافيا والديموغرافيا".


منحت أمريكا وقتاً مُستقطَعاً للمقاول، ليقوم بجولاتٍ جديدةٍ من القتل، تنفيذاً لما تسمى "خطة الجنرالات"، وقد أظهر المتعهّد الكبير سخاءً لافتاً مع المقاول بمنحه ثلاثين يوماً، قابلة للتمديد، يستخدم خلالها وسائل التجويع والترويع والتهجير والتقتيل.


المقاول وجد نفسه منتدَباً للقيام بالمهمة على أكمل وجه، ملتزماً بمعايير "الآيزو الأمريكية" في فنون الإبادة الجماعية، حتى لو لزم الأمر تقديم "الرضاعة الطبيعية" للطائرات الـمُغيرة على الأهداف البعيدة، في حال تطلّب الأمر توسيع قوس النار، كما حدث الليلة قبل الماضية في "الرد" على إيران.


لم يتجاوز المقاول مواصفات المتعهّد الكبير ومعاييره، بالرغم مما صدّع نتنياهو به الرؤوس منذ سنين، عن تربّصه بالمنشآت النووية الإيرانية، وما إن لاحت له الفرصه حتى نفّذ ضرباته بعيداً عنها، ما يؤكد أنّ الولايات المتحدة هي الممسكة بخيوط اللعبة، وأنّ تل أبيب ليست سوى مخلب قطّ يُنفذ مخططاتها، ولا يتجاوز مواصفاتها.


أوقفوا حرب الإبادة الآن...!

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا