آخر الأخبار

جريدة القدس || نتنياهو في حروبه المتناسلة.. يرفع سقوف مطالبه ليُضاعف من أرصدته

شارك الخبر
مصدر الصورة

معين الطاهر: أمريكا وإسرائيل نجحتا في تحقيق إنجاز استراتيجي بفصل الملف اللبناني عن الفلسطيني

حاتم الفلاحي: الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه حزب الله أثبتت فشلها ومنظومة القيادة والسيطرة لا تزال متماسكة

د. خالد العزي: حديث هاغاري عن قرب وقف النار يعكس خطة إسرائيلية لإنهاء الحرب قبيل الانتخابات الأمريكية 

د. منذر حوارات: مؤشرات على إسرائيل قد تُنهي عملياتها البرية في جنوب لبنان استجابةً للضغوط الأمريكية

 

بخلاف المعطيات والوقائع في ميدان القتال في جنوب لبنان، ترفع دولة الاحتلال سقف مطالبها للقبول بوقف إطلاق النار، بحيث لم يعد يقتصر على إبعاد مقاتلي حزب الله إلى وراء نهر الليطاني، بل تعداه إلى إعادة رسم الخريطة السياسية في لبنان، وانتخاب رئيس جديد وفق اعتبارات مغايرة عن تلك التي كان يضعها الحزب والاتجاه السياسي الذي يمثله.


فعلى الرغم من مرور نحو عشرين يوماً، لم يُفلح جيش الاحتلال في تسجيل اختراقات برية في الأراضي اللبنانية، بل على العكس فإنه يتكبد خسائر غير مسبوقة في جنوده وضباطه ودباباته، الأمر الذي يُلح على رئيس الحكومة الإسرائيلية من أجل تحقيق مكاسب سياسية وبدعم من حلفائه الأمريكيين والأوروبيين، أكبر بكثير من إنجازات جيشه على جبهات القتال.


لكن السؤال المطروح: هل يمكن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على جبهة لبنان بمعزل عن جبهة قطاع غزة؟ أم أن ما ردده مراراً وتكراراً الأمين العام لحزب الله الشهيد حسن نصر الله ومن بعده نائبه نعيم قاسم، عن تلازم المسارين، وأن لا وقف لجبهة الإسناد إلا بوقف العدوان على قطاع غزة، فما بالك بعدما اتسعت المواجهة على جبهة لبنان ولم تعد مجرد جبهة إسناد؟

 

مفاوضات جادة لوقف إطلاق النار على جبهة لبنان

 

وأكد الباحث في المركز العربي للأبحاث معين الطاهر لـ"ے" أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل نجحتا في تحقيق إنجاز استراتيجي بفصل الملف اللبناني عن الملف الفلسطيني، وذلك في ظل التطورات الأخيرة. 


وأشار الطاهر إلى أن شعار ربط وقف إطلاق النار على جبهة الشمال بوقفه على جبهة الجنوب بدأ بالتلاشي، حيث تجرى مفاوضات جادة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.


وأوضح الطاهر أن هناك توافقاً بين الولايات المتحدة وإسرائيل على أن هذه الحرب يجب أن لا تنتهي بمجرد إضعاف قدرات حزب الله العسكرية، بل يتعدى ذلك إلى إعادة رسم الخارطة السياسية والطائفية في لبنان. 


وبيّن أن المطالب المتعلقة بانسحاب قوات حزب الله إلى خلف نهر الليطاني أو نهر الأولي، واشتراط عدم عودة مقاتليهم إلى الجنوب، لا قيمة فعلية لها من الناحية العسكرية، إذ إن معظم المقاتلين هم من سكان هذه المناطق الجنوبية، ما يجعل من الصعب تحقيق مثل هذه الشروط دون إعادة صياغة المعادلة السياسية والطائفية في لبنان.


وأكد الطاهر أن وقف إطلاق النار المرتقب قد يكون هشاً ومؤقتاً، وقد يمتد فقط حتى انتهاء الانتخابات الأمريكية ووضوح مستقبل الإدارة الأمريكية المقبلة.

 

رد إسرائيلي منضبط على إيران

 

من ناحية ثانية، قال الطاهر إن الرد الإسرائيلي على إيران فجر أمس كان منضبطاً وفق الاتفاق الأمريكي الإسرائيلي، وأن نتنياهو قد رضخ للضغوط الأمريكية عليه لجعل رده على إيران منضبطاً، لذلك فإن احتمالات الرد الإيراني على هذا الهجوم قد لا تكون عالية.


وأضاف: إن لإيران حجة في ذلك وهو ازدياد الحديث عن وقف إطلاق نار في لبنان وغزة، وهو ما تبذله الإدارة الأمريكية في هذه المرحلة لتحقيقه، وهي ذات الحجة التي استخدمت عندما استشهد إسماعيل هنية في إيران، وامتنعت عن الرد لفترة طويلة بذريعة أن هناك مفاوضات لتحقيق وقف إطلاق النار في تلك المنطقة وأنها لا تريد أن تظهر بمظهر من يعيق مثل هذه المحاولات.


وتطرق الباحث الطاهر إلى الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق نار في غزة، قد يمتد لأسبوعين أو أكثر، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق مدفوع بطلب من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تفضل تهدئة الأوضاع ووقف التصعيد خلال فترة الانتخابات الأمريكية. 


وأوضح الطاهر أن الإدارة الأمريكية ترى أن استمرار المعارك وحرب الإبادة قد يؤثران سلبًا على فرصها في الفوز بالانتخابات المقبلة.


كما أشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يستغل وقف إطلاق النار المؤقت ليصور ذلك كنصر أولي، خاصة بعد استشهاد يحيى السنوار والضغط عليه بشأن صفقة التبادل الأخيرة، إلى جانب ما اعتبره إنجازاً بترحيل سكان مخيم جباليا. 


وأوضح الطاهر أن نتنياهو قد يميل للموافقة على هدنة مؤقتة، لكنها تبقى رهينة تطورات الوضع الإقليمي ونتائج الانتخابات الأمريكية، وكذلك مدى تحقيق الأهداف الإسرائيلية على الأرض، ما يجعل وقف إطلاق النار احتمالية مؤقتة مع إمكانية استئناف القتال لاحقاً.

 

حزب الله بدأ في استعادة قدراته القتالية

 

بدوره، قال المحلل العسكري حاتم كريم الفلاحي إن الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه حزب الله أثبتت فشلها في تحقيق الأهداف المرجوة، حيث اعتمدت إسرائيل على انهيار منظومة القيادة والسيطرة لحزب الله بعد استهداف قيادات بارزة من بينهم الأمين العام للحزب. ولكن حزب الله بدأ في استعادة قدراته القتالية.


وأوضح الفلاحي لـ"ے" أن المعركة على الجبهة اللبنانية تختلف بشكل كبير عن جبهة غزة، وهو ما قد يكون أحد الأخطاء التقديرية للقيادة العسكرية الإسرائيلية بشأن قوة حزب الله في لبنان.


 وأشار إلى أن الخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي آخذة في الارتفاع، مع فشل الجيش في تحقيق اختراقات مهمة، حيث ما زال يتراوح في الشريط الحدودي بين الأراضي المحتلة ولبنان.


وأكد الفلاحي أن طبيعة التضاريس الجبلية تفرض نوعاً آخر من القتال، تفتقده القوات الإسرائيلية، ما جعلها عاجزة عن التقدم السريع. 


وأضاف: إن قدرات الفرق العسكرية الإسرائيلية تختلف بشكل واضح، حيث تمكنت فرقة واحدة (فرقة 98) من تحقيق بعض الإنجازات، في حين فشلت الفرق الأخرى في التقدم باتجاه المناطق اللبنانية مثل مارون الراس واللبونة.


وأشار الفلاحي إلى أن إسرائيل بدأت تتحدث عن القرار الأممي 1701، الذي ينص على نزع سلاح حزب الله، كوسيلة لتحقيق أهدافها من دون استكمال العمليات العسكرية. ورغم محاولات التصعيد الإسرائيلية من خلال القصف المستمر على الضاحية الجنوبية والبقاع، إلا أن حزب الله يواصل إطلاق صواريخه بكثافة متزايدة نحو حيفا وتل أبيب، ما يزيد من الضغط على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ويؤثر سلباً على الاقتصاد ودعم الجمهور لرئيس الوزراء نتنياهو.


وأضاف الفلاحي: "إن الخطة الإسرائيلية التي وضعت بداية الحملة العسكرية باتت غير قابلة للتطبيق، ما دفع القيادات العسكرية الإسرائيلية للحديث عن المراحل النهائية للعملية. 


ومع ذلك، يرى الفلاحي أن أي وقف للقتال يتطلب شروطاً سياسية، حيث لن يقبل حزب الله بوقف المعارك ما دامت إسرائيل تسيطر على أجزاء من الشريط الحدودي، ما يشير إلى ضرورة وجود توافق سياسي بين الطرفين حول المرحلة المقبلة.

 

تقييد قدرات الحزب وإضعاف نفوذه في لبنان

 

من جهته، قال المحلل السياسي اللبناني الدكتور خالد العزي: إن تصريح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، حول احتمال وقف إطلاق النار في غضون أسبوع أو أسبوعين، يعكس خطة إسرائيلية متعمّدة تهدف إلى إنهاء العمليات العسكرية قبيل الانتخابات الأمريكية. 


وأوضح العزي أن هذه العمليات ترتبط ببنك أهداف يتضمن ضرب كل البنية العسكرية والأمنية والصحية واللوجستية لحزب الله، موضحًا أن الهدف هو تقييد قدرات الحزب وإضعاف نفوذه في لبنان.


وأضاف العزي: "إن الاستراتيجية الإسرائيلية تركز أيضاً على تدمير الأنفاق والخنادق والبنية التحتية التي أنشأها حزب الله، ما يعزز سيطرة إسرائيل في المناطق الحدودية ويتيح لها فرض "منطقة آمنة". 


وأكد أن الهجمات المكثفة تهدف إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، والذي يتضمن نشر الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية في الجنوب اللبناني ومنع وجود حزب الله في تلك المناطق.


 وفي هذا السياق، أشار العزي إلى أن إسرائيل تسعى لتحقيق هذه الأهداف بالحديد والنار في ظل ضغط أمريكي ودعم من الدول الأوروبية.


وأشار العزي إلى أن تحركات إسرائيل العسكرية، إلى جانب الضغوطات الدولية، تأتي في إطار رغبة واشنطن وحلفائها بترتيب الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان، ما قد ينعكس على الوضع الاقتصادي هناك، خاصة مع عدم استجابة لبنان للشروط الدولية المرتبطة بالدعم المالي، بعد وضعه على القائمة الرمادية عالمياً. 

 

لقاءات سرية في باريس

 

وأشار العزي إلى لقاءات سرية جرت مؤخرًا في باريس، مارست خلالها فرنسا ضغطاً كبيراً على الوفد اللبناني، في سبيل تعزيز الأمن وإعادة هيكلة السلطة السياسية اللبنانية.


وذكر العزي أن إسرائيل تتوقع أن تسلّم الإدارة الأمريكية الجديدة ملفًا يشمل كافة التفاصيل حول التحديات العسكرية والأمنية مع حزب الله، ما يسمح للإدارة الجديدة بالتفاوض بشكل ملائم مع الأطراف المعنية.


 ويشير هذا المسعى الإسرائيلي إلى أنه في حال توقفت العمليات العسكرية، فإن وقف إطلاق النار لن يعني نهاية الأزمة؛ بل هو تمهيد لتفاهمات مستقبلية طويلة الأمد تستهدف استقرار المنطقة الحدودية، وربما إيجاد حلول جذرية للتوتر القائم.


وأوضح العزي أن تصريح إسرائيل حول وقف العمليات العسكرية هو تصريح استراتيجي "ملغوم" يحمل نوايا متعددة، بينها تمكين المفاوض الإسرائيلي من فتح أبواب التفاوض وفرض شروط إسرائيلية على لبنان بما يتناسب مع الواقع العسكري والسياسي المستجد.

 

 

ضغوط دولية على واشنطن لوقف الحرب 

 

أما الكاتب والمحلل السياسي الأردني د. منذر حوارات، فقال لـ"ے": إن هناك مؤشرات على أن إسرائيل قد تنهي عملياتها العسكرية البرية في جنوب لبنان استجابة للضغوط الأمريكية.


وأشار حوارات إلى أن هذا التوجه جاء نتيجة لتزايد الضغط الدولي على الولايات المتحدة لوقف الحرب في لبنان، ما دفع إسرائيل للقبول جزئيًا بهذه الضغوط.


وأوضح حوارات أن إسرائيل، على ما يبدو، حققت بعض أهدافها العسكرية في لبنان وبدأت تلمس بوادر تفكك في التحالفات الداعمة لحزب الله، حيث انقلب بعض الحلفاء السابقين، مثل جبران باسيل، ضده. كما بدأت شخصيات محسوبة على الحزب بالمطالبة بقبول تطبيق القرار الدولي رقم 1701.


وأضاف: إن هناك تساؤلات حول ما إذا كان الحل في لبنان سيعتمد على تنفيذ القرار 1701 وحده، مشيراً إلى أن استجابة إسرائيل للضغط الأمريكي قد ظهرت أيضًا في الضربة المحدودة التي وجهتها إلى إيران، والتي جاءت بعد استشهاد يحيى السنوار.


وأكد حوارات أن هذه التطورات قد تشير إلى بداية تحول استراتيجي في مسار العدوان الإسرائيلي على كل من غزة ولبنان، لكنه يرى أن تفاصيل هذا التحول ستبقى غير واضحة وربما تحت ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا