آخر الأخبار

جريدة القدس || أحمد الدلو يروي لـ"القدس".. كيف كانت النار تلتهم أجساد أبنائه وزوجته أمام عينيه

شارك الخبر
مصدر الصورة

شعبان الحافظ لكتاب الله نجا من قصف مسجد قريب وقضى احتراقا في الخيمة

عبد الرحمن قضى متأثرا بحروقه.. فرح ورهف في العناية المكثفة وبحاجة ماسة للعلاج

الأب المفجوع وقف أمام ابنه شعبان عاجزاً باكياً: "سامحني يابا، مشقادر أعملك حاجة"


"رأيت جسد ابني شعبان وهو يذوب ولم أستطع فعل شيء.."، بهذه الكلمات عبر الأب المفجوع أحمد الدلو عن لحظات العجز والانكسار والوجع التي عاشها وهو يرى بأُم عينيه النيران تلتهم أجساد ابنيه وزوجته.


فاجعة كبرى ألمت بعائلة الدلو حين قصف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة، حيث استشهدت زوجته وابناه شعبان وعبدالرحمن.


وقال الدلو لـ"القدس" و"القدس" دوت كوم: "لم أتخيل أن أكون وعائلتي هدفاً للاحتلال الإسرائيلي، خاصةً بعدما نزحت بهم من بيتي بمدينة غزة إلى المكان الذي يدعي الاحتلال أنه آمن، خوفاً عليهم وحتى لا يصيبهم أذى".


وأضاف: "أردت أن أزيد أمانهم أماناً، وقررت نصب خيمة على اعتبار أن المستشفى مكان آمن لن يستهدفه الاحتلال، لا سيما وأنني التجأت إليه منذ عام".


أما عن الفاجعة التي لم يتخيلها الدلو في أسوأ كوابيسه، قال: "استيقظت الساعة الواحدة فجراً، وذهبت لدورة المياه، كان صوت طائرة الاستطلاع مخيفاً جداً، أصابني الخوف والقلق، ولم أعرف النوم، فجلست على الكرسي الحديدي بخيمتي".


فجأة ودون سابق إنذار، كتلة كبيرة من اللهب سقطت على زوجته وأبنائه. وتابع: "في تلك اللحظة مال الكرسي الذي كنت أجلس عليه خارج الخيمة، فلم أصب بأي أذى، لكنني رأيت عائلتي والنار تلتهم أجسادهم".


جلس ورفع سبابته


مشهد تقشعر له الأبدان، فكيف يمكن أن يكون شعور أب حين يشاهد ابنه يحترق أمام عينيه ولا يستطيع فعل شيء. وأضاف الدلو: "كان ابني شعبان ينام على السرير، جلس ورفع سبابته، ظننت أنه قادر على إنقاذ نفسه، فسارعت إلى إنقاذ أطفالي الصغار النائمين".


تمكن الدلو من إخراج ابنه عبد الرحمن (11 عاماً)، والنار تشتعل في جسده، ثم بعدها بلحظات أخرج ابنته فرح (19 عاماً)، واستطرد قائلاً: "استشهد البارحة عبد الرحمن متأثراً بإصابته، أما فرح فقد وقفت وسط النيران بنفسها، ووضعت على جسدها غطاء وأخرجتها، كنت أعتقد أنها زوجتي لأنهما كانتا تنامان بجوار بعضهما".


لحظات تنحبس لها الأنفاس، لا تعرف أين توجه نظرك، ومن تنقذ أولاً، وأضاف: "توجهت بنظري نحو شعبان، كان وجهه وجسده يذوبان من لهيب النار".


وقف الدلو أمام ابنه شعبان وهو في قمة عجزه وضعفه وأخبره: "سامحني يابا، مشقادر أعملك حاجة"، ثم جلس في زاوية أمامه وانفجر بالبكاء.


في العناية المكثفة ولكن دون علاج!

وحسب شهادة والده، كان شعبان الابن البار والحافظ لكتاب الله. وتابع الدلو: "في احدى الليالي كان يتواجد في المسجد القريب من المستشفى ويقرأ القران الكريم، وحينئذ قصف الاحتلال المسجد في تلك اللحظة، وسمعت أن هناك 25 شهيداً، أدركت حينها أن شعبان ارتقى شهيداً، لكن بحمد الله نجى منها وأصيب إصابة طفيفة".


لا تزال ابنتا الدلو تعانيان من حروق خطيرة، ففرح ترقد في مستشفى ناصر الطبي داخل قسم العناية المكثفة، دون دواء أو علاج، أما رهف فوضعها الصحي لا يقل خطورةً عن اختها، فهي ترقد في المستشفى الأمريكي الميداني بدير البلح بلا علاج أيضاً.


الدلو ناشد كافة المؤسسات المعنية وأصحاب الضمائر الإنسانية العمل على إنقاذ ابنتيه، قائلاً: "أنقذوا أبنائي من الموت المحقق، مستشفيات غزة تفتقر لأدنى مستويات العلاج".

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا