آخر الأخبار

جريدة القدس || ماذا ‫بعد استشهاد السنوار؟ التصعيد أم عودة المفاوضات من جديد؟

شارك الخبر
مصدر الصورة

محمد هواش: استشهاد السنوار لن يؤثر تأثيراً جوهرياً على مجريات الحرب في غزة أو ‫على بنية "حماس"

‫سري سمور: خليفة السنوار المحتمل يرجح أنه من غزة سواء ممن يقيمون في الخارج أو داخل القطاع

‫د. قصي حامد: إسرائيل مستمرة في حربها و‫استشهاد السنوار قد يعيد القرار السياسي للحركة إلى الخارج

‫فراس ياغي: فكر المقاومة داخل "حماس" سيتعزز ومَن يعتقد أن قادة معتدلين سيأتون بعد السنوار مخطئ

‫عدنان الصباح: ليس من مصلحة "حماس" الإعلان عن خليفة للسنوار في التوقيت الحالي نظراً للأوضاع الحالية

 

يثير استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار مشتبكاً في ساحة المعركة الأربعاء الماضي، إمكانية أن يؤثر ذلك على الحرب في قطاع غزة وإمكانية إبرام صفقة تبادل بين إسرائيل وحركة حماس.

ويعتقد كتاب ومحللون سياسيون وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن استشهاده لن يؤدي إلى تأثير جوهري على مجريات الحرب على غزة، وكذلك لن يخلخل ذلك موقف حركة حماس من صفقة التبادل. 

ويرون أن استشهاد السنوار لن يؤدي إلى إضعاف حماس، لكنهم يشيرون إلى أن رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس المقبلة قد تعود إلى الخارج، كما كانت في السابق، وهذا قد يعكس تغييرات في توازنات الحركة الداخلية وتوجهاتها المستقبلية بالنظر إلى طبيعة المرحلة، مشيرين إلى أن تداعيات استشهاد السنوار قد تعزز من فكر المقاومة، خاصة   داخل حركة حماس، حيث أصبح نموذجاً للقادة القادمين، ما يجعل استمرار المقاومة أمراً مؤكداً.

 

استشهاد السنوار وهو يقاتل يؤكد زيف رواية الاحتلال

 

يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد هواش أن "الرواية الإسرائيلية التي كانت تصور رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار بصورة سلبية، مشيرة إلى أنه يختبئ في الأنفاق، قد تم دحضها بظهور حقيقة استشهاده وهو يقاتل في ساحة المعركة. فالحقيقة التي ظهرت بعد استشهاده أظهرت زيف الرواية الإسرائيلية، حيث تبين أن السنوار كان مقاتلاً في الميدان، وليس مختبئاً كما زعمت إسرائيل". 


ووفق هواش، فإنه "على الرغم من أن التفاصيل الدقيقة حول كيفية استشهاد السنوار ما زالت غير مؤكدة، فإن المعلومات المستندة إلى رواية الاحتلال، والتي تم تعديلها عدة مرات، أثبتت كذب المحاولات الإسرائيلية لتشويه صورته".


ويشير إلى أن الاحتلال كان يسعى إلى ترويج صورة الفلسطيني كإرهابي، لكن استشهاد السنوار وصوره التي أظهرت نضاله في ساحة القتال، أكدت أن الفلسطيني هو مقاوم ضد الاحتلال، وهذا يفند الدعاية الإسرائيلية بشكل واضح، ويعيد التأكيد على أن المقاومة هي حق للفلسطينيين ضد الاحتلال.


ومن ناحية تأثير استشهاد السنوار على سير المعركة في قطاع غزة، يؤكد هواش أن غيابه لن يؤثر تأثيراً جوهرياً على مجريات الحرب في غزة أو على بنية حركة حماس، فقد تحولت المعركة إلى مقاومة فردية تنتشر في كل مناطق قطاع غزة، ولم تعد تقتصر على قيادة مركزية كما كانت في بداية الحرب، وبالتالي، فإن غياب أي قائد لن يغير من مسار الحرب بشكل كبير، على الرغم من التأثير المعنوي الذي قد يخلفه استشهاده.


وبالنسبة لحركة حماس، يرى هواش أن استشهاد السنوار لن يؤثر على استمراريتها أو بنيتها التنظيمية، فقد شهدت الحركة اغتيالات عديدة لقادتها على مر السنين، ولم تؤد تلك الاغتيالات إلى إضعاف الحركة، بل بالعكس، كانت تدفع دائماً إلى بروز قادة جدد يقودون الحركة في مختلف المجالات، كما أن الاغتيالات السابقة لم تحقق الأهداف المعلنة لإسرائيل في هذه الحرب، ولن تؤدي إلى تأثير حقيقي على بنية الحركة.


وتطرق هواش إلى مسألة القيادة المستقبلية لحركة حماس، مشيراً إلى أن مجلس شورى الحركة، الذي يتكون من قطاعات واسعة داخل فلسطين وخارجها، سيبحث في مسألة تعيين قيادة جديدة بعد استشهاد السنوار. 

 

انتقال الثقل القيادي لـ"حماس‫" إلى الخارج

 

وعلى الرغم من أن قطاع غزة كان يتمتع بثقل كبير في رئاسة الحركة خلال السنوات العشر الماضية، فإن هواش يرى أن نتائج المعركة قد تؤدي إلى انتقال هذا الثقل خارج القطاع، خاصة أن المرحلة المقبلة قد تتطلب قائداً من الخارج، وليس قائداً عسكرياً ميدانياً.


أما بالنسبة للتوازنات داخل حماس، فيوضح هواش أن الحركة، بوصفها حركة سياسية متعددة الأطياف، تضم تباينات في الآراء، خاصة في ما يتعلق بالتحالفات الخارجية، فبينما هناك قيادات تسعى للابتعاد عن المحور الإيراني وتفضل تبني موقف متوازن بين إيران والدول العربية، فإن الجناح العسكري للحركة يميل أكثر نحو التحالف مع إيران، لكن هذه الخلافات يتم حسمها داخل إطار مجلس الشورى، حيث يتم الاتفاق على استراتيجية الحركة بشكل جماعي.

 

الإسرائيليون هم من يرفضون الصفقة

 

وفي ما يتعلق بملف صفقة تبادل الأسرى، يرى هواش أن الإسرائيليين، وتحديداً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته، هم من يرفضون إبرام الصفقة، وليس حركة حماس. 


ويؤكد هواش أن غياب السنوار لن يؤدي إلى تغيير في شروط الصفقة، حيث تتمسك حماس بالشروط التي تم الاتفاق عليها سابقاً، التي وضع السنوار خطوطها الحمراء قبل استشهاده، وقد أكد ذلك نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية في تصريحاته التي تلت الإعلان عن استشهاد السنوار، مما يدل على أن الحركة لن تتراجع عن مواقفها السابقة فيما يتعلق بصفقة التبادل.

 

إسرائيل ماضية في إصرارها على الإبادة في غزة

 

يشير الكاتب والمحلل السياسي والمتابع لشؤون الأحزاب السياسية الفلسطينية، سري سمور، إلى أن محرقة غزة ما زالت مستمرة سواء قبل أو بعد استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار. 


ويؤكد سمور أن إسرائيل ماضية في إصرارها على إبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، رغم التوقعات التي أثيرت بأن استشهاد السنوار قد يكون مقدمة لوقف إطلاق النار.


ويوضح سمور أن استشهاد السنوار وهو في حالة اشتباك مباشر مع العدو يبرهن على كونه شخصية نادرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، بل وفي تاريخ الثورات العالمية، فقد كان بإمكان السنوار، بحكم موقعه وسنه، أن يتجنب المشاركة في المواجهات الميدانية، لكنه فضل أن يكون في الصفوف الأمامية، وهو ما يعكس تفانيه وإلهامه للكثيرين. 


ويعتبر سمور أن السنوار رجل استثنائي ومعجزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مشيراً إلى أنه بعد إطلاق سراحه من سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد 23 عامًا، كان بإمكانه أن يختار حياة هادئة سواء في غزة، أو الخروج إلى خارج قطاع غزة دون أن يلومه أحد، إلا أنه فضّل البقاء في الميدان، مبرهناً على أن أفعاله تعكس أقواله وأنه كان صادقاً ومخلصاً في توجهاته.

 

تباين في الرؤى داخل الأوساط الإسرائيلية

 

 

ويتحدث سمور عن التصورات التي ظهرت فور إعلان استشهاد السنوار، في ما يتعلق بإبرام صفقة تبادل، حيث توقع البعض أن هذا الحدث قد يسرّع من إبرام صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، مشيراً إلى أن بعض الأصوات في الولايات المتحدة وأوروبا دعمت هذه الفكرة، فيما أثارها أيضاً بعض المسؤولين الإسرائيليين. 


ومع ذلك، يوضح سمور أنه لم يتوقف العدوان الإسرائيلي، ما يشير إلى وجود تباين في الرؤى داخل الأوساط الإسرائيلية، فبينما يرى بعضهم ضرورة وقف الحرب، يعتقد آخرون أن استمرار العمليات العسكرية يحقق إنجازات ملموسة.


ويتطرق سمور إلى نقطة مهمة تتعلق بتسريب الجيش الإسرائيلي صورًا للسنوار قبل الإعلان رسمياً عن استشهاده، مرجحًا أن هذا التسريب قد يكون متعمدًا من الجيش لتسريع الأمور نحو إبرام صفقة تبادل الأسرى.

وفي ما يتعلق بخليفة السنوار المحتمل، يرجح سمور أن يكون القائد القادم من قطاع غزة، سواء يقيم في الخارج كخليل الحية، أو من داخل القطاع مثل محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار. 


وبالرغم من استشهاد السنوار، يؤكد سمور أن تأثير استشهاد السنوار على حركة حماس ليس كبيراً، نظراً لأن الحركة تعتمد على مؤسسات وهيكل تنظيمي متين، مما يضمن استمرارها، بالرغم من فقدان قادتها في الميدان.

 

استشهاد السنوار لا يعني نهاية الحرب ولا بداية السلام بغزة

 

يرى د. قصي حامد، ‫أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة، أن استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لن يؤدي إلى تغييرات كبيرة في قطاع غزة على المدى القريب. 


ويوضح حامد أن إسرائيل مستمرة في حربها الشاملة التي تهدف إلى فرض واقع جديد على القطاع، وأن استشهاد السنوار لا يعني نهاية الحرب ولا بداية السلام في غزة، فالحرب مستمرة.


ومن ناحية تأثير استشهاد السنوار على حركة حماس، يرى حامد أن غيابه يعتبر ضربة كبيرة للحركة، خصوصاً بالنظر إلى مكانته كأحد القيادات التي جمعت بين القوة السياسية والعسكرية، ويعتبر السنوار من القيادات التاريخية والأكثر تأثيراً في الحركة، سواء على مستوى اتخاذ القرار في قطاع غزة أو على مستوى الهيكل التنظيمي لحماس. 


وبحسب حامد، فإن السنوار كان شخصية استثنائية داخل الحركة، ما يجعل استبداله أمراً صعباً للغاية في الفترة القريبة.


لكن في المقابل، يشير حامد إلى أن حماس لديها آليات تنظيمية تتيح لها إعادة إنتاج القيادات بشكل مستمر، فمنذ تأسيسها اعتادت الحركة على التعامل مع استشهاد أو اغتيال قياداتها، وهي دائماً ما تجهز قادة بديلين من الميدان لتحمل المسؤولية. 


ومع ذلك، يعتقد حامد أن استبدال شخصية بوزن وقيمة السنوار في المستقبل القريب سيكون صعباً، نظراً لتأثيره الكبير على الحركة.


من جانب آخر، يشير حامد إلى أن استشهاد السنوار قد يعيد قيادة المكتب السياسي للحركة إلى الخارج، فاختياره كقائد للحركة من الداخل كان استثناءً للقاعدة التي اتبعتها حماس منذ تأسيس مكتبها السياسي، حيث كانت قيادة المكتب السياسي دائمًا تتمركز في الخارج. 


ويرى حامد أن غياب السنوار قد يعيد هذا التقليد، مشيراً إلى أن إسماعيل هنية، الذي تولى قيادة الحركة في الداخل لفترة، خرج لاحقاً إلى الخارج، وتحديداً إلى قطر، ما سهّل عليه إدارة الأمور من الخارج.


وبالنسبة لدور السنوار في المعركة الأخيرة، يوضح حامد أن استشهاده أثناء اشتباك ميداني يشير إلى مدى انخراطه الشخصي في قيادة العمليات اليومية. 


ويشير حامد إلى أن السنوار لم يكن فقط العقل المدبر لضربة "طوفان الأقصى" الأولى، بل كان أيضاً يدير العمليات الميدانية بشكل مباشر ويشرف على تفاصيلها الدقيقة، حيث ان هذا الالتزام بالمشاركة الميدانية يعكس مدى التزام السنوار بالعمل العسكري، ويجعل استشهاده مشتبكاً في الميدان أمراً غير مفاجئ بالنظر إلى تاريخه كقائد ميداني قبل أن يكون قائداً سياسياً أو عسكرياً.

 

استشهاد السنوار لن يسرع من إتمام الصفقة

 

وفي ما يتعلق بتأثير استشهاد السنوار على مجريات إبرام صفقة تبادل الأسرى، يرى حامد أن استشهاد السنوار لن يسرع من إتمام الصفقة، بل قد يؤدي إلى تشبث حماس بشروطها. 


ويشير إلى ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا