آخر الأخبار

جريدة القدس || بلغت القلوب الحناجر!

شارك الخبر
مصدر الصورة

هل ثمة ما هو أصعبُ وأقسى على قلبك، وأنت ترى أرواح أبنائك وبناتك تسيل جوعاً وعطشاً بين يدَيك؟!


هل ثمة ما هو أكثر ألماً ووجعاً، وأنت تُلملم نَثار أشلاء أولادك وبناتك من الشوارع والطرقات؟!


هل ثمة ما هو أكثر تفجّعاً وتوجّعاً لقلبك من أن ترى ابنك يتضور ألماً من جرحٍ غائرٍ في جسده، وتعجز عن بلسمته، أو نقله بسيارة إسعافٍ نفد منها الوقود، وتضطر لنقله على عربةٍ يجرها حصان، فيلفظ أنفاسه قبل أن يصل إلى المستشفى؟!


هل ثمة ما يحرق قلبك ويهد حيلك ويجعل النوم يُجافي عينيك أكثر من أن تجد نفسك حائراً في مَن تُنقذ من أبنائك وبناتك، بينما ألسنة اللهب تبتلع أجسادهم كأفعى متوحشة، كما حصل مع الأب أحمد الدلو الناجي من المحرقة.


كل تلك المشاهد مجتمعةً تحدث في جباليا... نعم في جباليا النازفة الراعفة المصلوبة على أعواد المحرقة منذ خمسة عشر يوماً.


في جباليا، لا يجد الناس غير ما تبقّى من فتات الخبز المغموس بالشاي، ليسدّوا به جوعهم.


في جباليا، يقف الناس في الطابور نساءً وأطفالاً وشيوخاً، بانتظار دورهم على الموقدة.


في جباليا، تُهدَم المنازل على رؤوس العائلات، فتُكتَم أنفاسهم تحت الركام وهم أحياء.


في جباليا، لا محرمات في شريعة الجنرالات.

 

لقد بلغت القلوب الحناجر، وانتهت حلول الأرض، وليس للمحشورين في المحرقة غير الله.

 يا الله...!

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا