آخر الأخبار

جريدة القدس || المواطن عماد أبو بكر فقد مصدر دخل أسرته بعد تدمير محله

شارك الخبر
مصدر الصورة

بصدمة وغضب، جلست المواطنة الخمسينية أم محمد أبو بكر، قبالة مصدر معيشة أسرتها الوحيد "مخيطة ودراي كلين التقوى"، تراقب برفقة زوجها جرافات بلدية جنين وهي تزيل أنقاض الدمار والتجريف والتخريب التي سببتها قوات الاحتلال خلال عدوانها على شوارع مدينة جنين ومخيمها والتي طالت الشارع الفرعي المحاذي لمشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي والمحلات المجاورة له وأطراف المنازل وبينها محل أبو بكر، وقالت "لا حول ولا قوة إلا بالله، هذه كارثة كبيرة حلت بنا، فلا يوجد مبرر لهذا التدمير الذي كبدنا خسائر فادحة، فالاحتلال جمع مخلفات التجريف أيضا، وأغلق بها باب المحل الذي يعتبر مصدر دخلنا ورزقنا الوحيد".


وأفاد شهود عيان لـ "القدس" أن قوات الاحتلال وخلال اقتحامها لمدينة ومخيم جنين، فجر الثلاثاء، جرفت العديد من الشوارع الحيوية والهامة ودمرت البنية التحتية بشكل كامل، وقد طال العدوان مدخل واد الشهيد عز الدين القسام وشارع المدارس والملعب في مدينة جنين، ودوار الحصان المدخل الرئيسي لمخيم جنين والذي انتهت أعمال ترميمه وأعماره يوم الأحد الماضي، إضافة لتقاطع الشارع الممتد من الجهة الخلفية للمشفى والذي يعتبر حيوي وهام ويؤدي للمشفى وثلاجة الموتى وعدة مدارس ومؤسسات والمقاطعة، كما طال عدة محلات والحق بها خسائر فادحة.


ويقول مدير المشفى الدكتور وسام بكر لـ"القدس": "أصبح المشفى هدفاً للاحتلال في كل عدوان واجتياح، ولم يعد يكتفي بالإغلاق والحصار واستهداف الطواقم الطبية والمرضى، فدوما هناك إطلاق نار على حرم ومبنى المشفى، واستهداف لشبكات الكهرباء والمياه، وخلال العدوان الذي استمر 10 أيام، كما عانينا من انقطاع الكهرباء والمياه واضطررنا لاستخدام المولدات المحلية"، مضيفاً  "قبل يومين، وسع الاحتلال نطاق عدوانه الذي امتد لمحيط المشفى في هذه المنطقة التي تعتبر من أهم الشوارع الحيوية للمواطنين خاصة للمرضى وللموتى، فهو يؤدي لثلاجة الموتى، وأقسام مرضى الكلى والمزمنة والعيادات الخارجية، ويمر منه الجميع لسهولة الوصول للعلاج ولتلافي الأزمات والازدحات المرورية في الأيام العادية والحصار والإغلاق خلال الاجتياحات"، ويكمل "عملية التجريف كانت بشكل مروع وتؤكد حرص الاحتلال على التدمير وشل المشفى وإخراجه عن الخدمة، فحتى مركبات الإسعاف واجهت صعوبة في التحرك والتنقل في الشارع الذي باشرت بلدية جنين والوزارت المحلية بإصلاحه حتى بالحد الأدنى".


منذ سنوات، افتتح المواطن أبو عماد أبو بكر، مخيطته المحاذية للمشفى وثلاجة الموتى، ودرج وزوجته على العمل فيه كمخيطة وتجهيز الأكفان ولتنظيف وكي الملابس، ويقول لـ "القدس": "بسبب مرضي وعدم قدرتي على العمل، ولمسؤوليتي عن عائلة ولنعيش بكرامة، افتتحت المحل الذي أتعب وأشقى فيه مع زوجتي يداً بيد، ومن أعملنا تجهيز الأكفان لقربنا من ثلاجة الموتى إضافة لتنظيف الملابس، والحمد لله عشنا مستورين"، ويضيف "اتصل بي الناس، وأبلغوني أن الاحتلال استهدف محلي، فركضت وزوجتي لمعرفة ما حدث، وصدمنا من هول المناظر المروعة بسبب الدمار الكبير وتجريف الشارع نحو الأسفل بعمق متر لمنعنا من الإصلاح والتعمير، دمروا المدخل والآرمة وتعمدوا إلقاء آثار الدمار أمامه حتى أصبح من الصعب الدخول إليه، ونعيش الخوف والقلق من آثار الدمار الذي سببته الجرافات داخل المحل "، ويكمل "هذه كارثة كبيرة حلت بنا وبالمحلات المجاورة التي تكبدت خسائر فادحة، إضافة للدمار الذي حل بالشارع حتى مركبة الإسعاف لم تتمكن من المرور به، فلا يوجد أي مبرر لهذه الهجمة الشرسة التي هدفها تدمير مقومات حياتنا ومنعنا من العمل وطردنا من المنطقة ".


ونفى الأهالي وجود أي سبب لهذا الاستهداف والتدمير الكبير الذي خلفته جرافات الاحتلال، مؤكدين عدم وجود مسلحين أو مطلوبين أو وقوع أي أحداث، وقال رئيس الغرفة التجارية عمار أبو بكر لـ "القدس": "العدوان المستمر على جنين ومخيمها، أصبح دائماً ومستمراً، وهناك تركيز على تدمير مقومات الحياة للضغط على المواطنين والقضاء على موارد رزقهم ومعيشتهم، شارع المشفى لا يوجد فيه أي أهداف عسكرية ليقوم الاحتلال بتدميره بشكل كامل"، وأضاف "الشوارع التي استهدفت تعرضت للتدمير والتجريف عدة مرات خاصة مدخل المخيم، وبعد يومين من الانتهاء من عمليات الترميم والتأهيل، عاد الاحتلال لتجريف المنطقة وتدمير كل شيء، مما يفاقم معاناة المواطنين ويضاعف معدلات الخسارة والدمار الذي يحتاج اعماره لميزانيات ضخمة، الاحتلال يريد تهجير الناس والقضاء على وجودنا، لكن هذه السياسات لن تنال من عزيمتنا وإرادتنا وسنعيد الأعمار لتصبح جنين ومخيمها أجمل".


وقال المواطن أبو بكر "مهما كانت الخسائر، سأقوم بإصلاح وأعمار محلي والعودة للعمل فيه، هنا حياتنا وسنعيش بأبسط الظروف ولن نستسلم أو نرحل".

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا