آخر الأخبار

جريدة القدس || عندما زار عمرو موسى حسن نصر الله

شارك الخبر
مصدر الصورة

في مذكراته "سنوات الجامعة العربية"، الصادرة عن دار الشروق عام 2020، يستذكر عمرو موسى، وزير الخارجية المصري، الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، أول زيارةٍ قام بها إلى بيروت، عقب حرب العام 2006، وذهب إلى معقل زعيم حزب الله حسن نصر الله، مُهنئاً بـ"النصر الإلهي"، الوصف الذي أطلقه الحزب على نتائج تلك الحرب.

يصف موسى الإجراءات الأمنية المعقدة التي أحاطت بالزيارة، من اللحظة التي استقل فيها السيارة ذات الزجاج الداكن والستائر السوداء، التي ستوصله إلى مقر زعيم الحزب في الضاحية الجنوبية:

 "تشعر وأنت تستقلها كأنها عربة موتى"، مضيفاً أنه ما إن ينزل من سيارةٍ حتى يستقل أُخرى بالمواصفات ذاتها، ثم سرعان ما ينزل في مرآب سياراتٍ في منطقةٍ ما، حتى يستقل سيارةً ثالثةً تنزل إلى مرآبٍ آخرَ يوصله إلى مصعد، ما إن يخرج منه حتى يجد نصر الله في استقباله.


يقول عمرو موسى إنه مع تكرار الزيارة لنصر الله، بدأ يركز في الطريق ويتفحّصها، بالرغم من الزجاج الداكن والستائر السوداء، فأمامه زجاجٌ مكشوف. استقرت السيارة أمام بقالةٍ عليها لافتةٌ تحمل اسمها، فظنّ أنها للتمويه، وعندما تيقّن أن الأمر ليس كذلك، قال لمرافقيه ممازحاً: سأحضر المرة المقبلة بمفردي، لأنني عرفت الطريق، مشيراً إلى بقالة "أبو فلان"، فردّ الحراس عليه وقد أُسقط في أيديهم: "لا، غير صحيح، نحن لا نأتي إلى هنا في كل مرة".


ويصف موسى اللقاءات مع زعيم الحزب بالودودة؛ تتخللها الضحكات والقفشات، حيث كانت الجلسة معه تمر بعدة مراحل قبل أن يدخل في صلب الموضوع، إذ يبدأ حديثه بالتحفظ، ولا يعطيك إجابةً فوريةً قبل أن يتحدث إلى مستشاريه ومساعديه وحلفائه.


يقول موسى: شكوتُ له مرةً من الإجراءات الأمنية شديدة التعقيد، وموضوع الستائر السوداء، وسردت له أسماء البقالات والمتاجر المترامية على جانبَي الطريق، فضحك نصر الله، وقال: "لولا أنك عمرو موسى، لقبضوا عليك لأنك عرفتَ السر".


يختتم موسى مذكراته بوصف النقاشات والحوارات مع نصر الله بالودية والمفيدة، فالرجل مستمعٌ جيد، وكلما طال الحوار كانت صواني الحلوى اللبنانية تروح وتجيء مع الشاي والقهوة.


للحديث بقية...

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا