آخر الأخبار

جريدة القدس || الزلزال وتوابعه!

شارك الخبر

في السياسة والأيديولوجيا، كما في الجيولوجيا، للزلازل والعواصف والبراكين توابع وارتداداتٌ واندفاعات، تتجاوز حدود التوقعات.


ليس ثمة شكّ بأنّ اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أحدث زلزالاً يفوق بمراتٍ قوة القنابل التي أُلقيت عليه لاصطياده، وستكون له ارتداداته في جميع أماكن حضوره وتأثيره، وفي مقدمتها حواضنه وخطوط إمداده، والتوازنات والهياكل التي ستتشكل طوعاً أو كرهاً على وقع ما سيتدحرج من توابع، قد تساوي أو تزيد عن قوة الفالق الزلزالي في درجاته، وتشظياته المرتقبة.


اكتسب الرجل حضوره وشعبيته من صدقية سرديته، ومهارته في توظيف لغة جسده لردع أعدائه، وتحذير خصومه.

كل ذلك كان محمولاً على هندامٍ لغويّ يقرن القول بالعمل، وجَرْسٍ خطابيّ يأسرُ مستمعيه، خصومَه وأعداءه، قبل مُحبيه.   


ما حدث للحزب في الأيام العشرة الأواخر أفقده بعضاً من هيبته، وشجّع أعداءه على النيل أكثر منه، ولم تنفعه حكمته في إبقاء تبادل الضربات ضمن قواعد الاشتباك، فوق الصفر تحت التوريط، عن كيل عدوّه المتربص به المزيدَ من الضربات لجميع الأذرع القيادية، حتى بلغت رأسَ الهرم.


ما ينسحب على الحزب ينسحب على الدولة الراعية له، التي تعتقد أنّ سياسة النأي بالنفس عن الحليف وتركه وحيداً في حالة انكشاف ستُجنّبها المواجهة المؤجلة لتصفية الحساب معها، بعد أن تكون قد فقدت أذرعها، وتم اختبار ردود فعلها، التي بدت مُغريةً أكثر للانقضاض عليها، وإجهاض جنينها النووي قبل ولادته.

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا