آخر الأخبار

جريدة القدس || الكلام القابل للاشتعال!

شارك الخبر

قيل قديماً: "الحرب أولها الكلام". وقال زهير بن أبي سلمى، وهو ثالث ثلاثةٍ من فحول شعراء الجاهلية، بعد امرئ القيس والنابغة الذبياني: "وما الحربُ إلا ما علمتم وذقتم، وما هو عنها بالحديث المرجّم".


هي الحرب إذن، تلك التي ما زالت نارُها مستعِرةً في غزة، وتقترب من إيقاد شعلتها الثانية، دون أُفقٍ بانطفائها أو خمود أوارها، فيما يتراءى وميضُ نارٍ أُخرى من خلف أعمدة الدخان الذي يلفّ الشمال، وسط ستارٍ كثيفٍ من الكلام القابل للاشتعال، على وقع تبادل الردود بما يتجاوز الحدود، وينفلت من أيّ قيود.


"حرب سلامة نتنياهو" ذلكم هو التوصيف الدقيق الذي خلص إليه كاتب عمود في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمس، في معرض قراءته لتداعيات التفجيرات التي طاولت أجهزة الاتصالات في لبنان، خلال اليومين الماضيين.


 ودعا بـ"حنجرة مخنوقة" الإسرائيليين إلى عدم الاستجابة لنوازع نتنياهو الشخصية في الذهاب مثل القطيع إلى الذبح.


جميع الشواهد المرئية على الأرض، وفي التصريحات النارية التي تتقاذفها الألسنة، توحي باقتراب المواجهة المؤجلة، التي كانت بحاجةٍ للاحتكاك الذي يقدح الشرارة في كومة القش، قبل دخول الشتاء، لكي يُسوّقَ نتنياهو نفسه كرجلٍ يفي بوعده للفارّين من مستوطنات الشمال، بأن يضمن لهم "حق العودة" إلى منازلهم التي غادروها قبل نحو عام.


الكذّاب المخادع يقول الشيءَ ونقيضَه، يدّعي حرصه على المفاوضات، ويضع العصيّ في دواليبها، يعد الأمريكيين بعدم الذهاب إلى الحرب مع حزب الله، ويستدعي رداً بتفجيرات أجهزة الاتصالات، ليظهر بصورة الضحية، ويتغطى بالشرعية الدولية، إذا ما ردّ الحزب على ما تعرض له في هذه العملية الكبيرة وغير المسبوقة، كما جاء في خطاب نصر الله أمس.


في التقديرات، سيستغل نتنياهو أيّ ردّ مهما كان حجمه من الحزب، ليردّ بقصفٍ جويّ ٍكثيف، يتدحرج إلى حربٍ واسعةٍ تخرج عن السيطرة، لن يحصد منها سوى الأوهام وقبض الريح.

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا