آخر الأخبار

جريدة القدس || إسبانيا تقود القاطرة.. تنامي الدعوات الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية

شارك الخبر

د. دلال عريقات: إسبانيا التي حملت المسؤولية التاريخية لمؤتمر مدريد تجد نفسها أمام تحدي تنفيذ التزاماتها تجاه حل الدولتين

عدنان الصباح: الاعتراف بدولة فلسطين دون وجود دولة حقيقية على الأرض إنما هو مجرد بيع للوهم

سماح خليفة: الأحداث الدامية التي أعقبت 7 أكتوبر أعادت القضية الفلسطينية إلى محور الاهتمام العالمي

أنطوان شلحت: إسبانيا تستطيع أن تمارس تأثيراً كبيراً على المستويين الأوروبي والدولي 


تواصل إسبانيا جهودها الدبلوماسية في دعم حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، خاصة بعد حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال في غزة منذ 7 أكتوبر. ويأتي هذا التوجه في ظل تزايد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، وهو ما يعكس تحولاً في المواقف الأوروبية التقليدية التي طالما دعمت إسرائيل. 


ويرى كتاب ومحللون سياسيون، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أنه مع تزايد الدعوات الدولية لوضع حد للانتهاكات والجرائم الإسرائيلية، تسعى إسبانيا لتعزيز دورها في دفع العملية السياسية وتحقيق سلام عادل ودائم.


وأشار الكتاب والمحللون إلى أنه ومنذ استضافتها لمؤتمر مدريد للسلام قبل ثلاثة عقود، تظهر إسبانيا التزاماً متجدداً بحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث يبرز هذا الدور في دعمها المتواصل لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، ومشاركتها في اجتماعات دبلوماسية تهدف إلى تشكيل تحالفات دولية تضغط من أجل تنفيذ هذا الحل. 


ويُعد هذا التحرك وفق الكتاب والمحللين، جزءاً من استراتيجية أوسع لإحياء الثقة بين الفلسطينيين والمجتمع الدولي، خاصة بعد فشل المبادرات السابقة في تحقيق تقدم ملموس على الأرض، لكن الكتاب والمحللين، أكدوا أن تلك الجهود يجب ان تسبقها خطوات عملية لإلزام إسرائيل.


وتأتي الجهود التي تبذلها إسبانيا بالتوازي مع اجتماع عقد قبل أيام، في العاصمة الإسبانية، بمشاركة وزراء خارجية العديد من الدول الإسلامية والأوروبية، من أجل مناقشة كيفية تنفيذ حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بحضور مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل وأعضاء مجموعة الاتصال العربية الإسلامية بشأن قطاع غزة.


وكانت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترفت رسميا في 28 مايو/أيار الماضي، بدولة فلسطينية تضم قطاع غزة والضفة الغربية وتحكمها السلطة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، فيما تعترف الآن 146 دولة بالدولة الفلسطينية من أصل 193 عضواً بالأمم المتحدة.



الاعتراف بدولة فلسطين خطوة ذات أهمية سياسية


وقالت د. دلال عريقات، أستاذة الدبلوماسية وحل الصراعات في الجامعة العربية الأمريكية: إن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين يمثل خطوة رمزية وذات أهمية كبيرة على الصعيد السياسي. 


وأوضحت عريقات أن هذا الاعتراف يعكس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ويعزز شرعية النضال من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ويرمم الثقة بين الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي فيما يتعلق بإحياء حل الدولتين. 


وأضافت عريقات: إن تزايد هذا الاعتراف الدولي مؤشر على إدراك المجتمع الدولي لأهمية التوصل إلى حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، كما يعزز هذا الاعتراف موقف القيادة الفلسطينية في المطالبة بالحقوق الوطنية على الساحة الدولية، ما يزيد الضغط على إسرائيل لتغيير سياساتها الاستيطانية والعودة إلى إطار حل الدولتين.


وأكدت عريقات أن الدور الإسباني في الاعتراف بدولة فلسطين يعكس التزام أوروبا بتحقيق السلام في الشرق الأوسط، إذ أن إسبانيا، كدولة مؤثرة داخل الاتحاد الأوروبي، اتخذت موقفاً واضحاً بدعم حل الدولتين، ما يبرز إرادتها السياسية في دفع الجهود لتحقيق هذا الهدف. 


وبينت عريقات أن إسبانيا، التي استضافت مؤتمر مدريد للسلام قبل ثلاثة عقود، تدرك أهمية الحل العادل والمستدام الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، وتسعى عبر دورها الدولي للمساهمة في صياغة الحلول المستقبلية.


تعاون إسبانيا مع الدول العربية والإسلامية


وأوضحت عريقات أن الاجتماع الذي عقد في إسبانيا بحضور وزراء من الدول العربية والإسلامية يعكس جدية مدريد في الانخراط في ملف السلام الفلسطيني- الإسرائيلي. 


التعاون بين إسبانيا والدول العربية والإسلامية يشير، حسب عريقات، إلى رغبتها في بناء تحالف دولي يدعم حل الدولتين.


وقالت: هذا التحالف قد يكون أداة قوية للضغط على الأطراف الدولية لاعتماد حلول عملية تساهم في إقامة الدولة الفلسطينية. 


ونوهت عريقات إلى أن إسبانيا تدرك أن الحل السياسي يتطلب دعماً إقليمياً ودولياً واسعاً، وأن تحالفًا كهذا قد يسهم في إعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة لصالح السلام.


وأشارت عريقات إلى أن إسبانيا، التي حملت المسؤولية التاريخية لمؤتمر مدريد، تجد نفسها أمام تحدي تنفيذ التزاماتها تجاه حل الدولتين، مع ضرورة ترميم الثقة مع الشعب الفلسطيني. 


ولفتت عريقات إلى أن بعض الدول تدعم حل الدولتين لكنها تتجنب الاعتراف بدولة فلسطين، وهذا يعكس عدم الجدية في حل الصراع، وتبدو وكأنها تسعى لشراء الوقت لصالح المشروع الاستيطاني الإسرائيلي.


وأكدت عريقات أن هناك فرصة لتشكيل تحالفات دولية تدعم الجهود الإسبانية، وهذه التحالفات، التي قد تضم دولاً أوروبية، وعربية وإسلامية، بإمكانها خلق بيئة سياسية مؤاتية لدفع عملية السلام قدمًا. 


مؤتمر دولي للسلام


وترى عريقات أن الظروف الدولية قد تكون مهيأة لعقد مؤتمر دولي للسلام، شرط أن تتوافر الإرادة السياسية الدولية وتستمر الضغوط على جميع الأطراف المعنية للعودة إلى طاولة المفاوضات.


وأكدت عريقات أن مؤتمراً دولياً كهذا يمكن أن يكون خطوة حاسمة نحو التوصل إلى حل شامل وعادل يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والمبادئ الدولية.


وأشارت عريقات إلى أن هناك فرصة لتوقيع اتفاق تاريخي يخدم مصالح دول المنطقة، يقوم على أساس قاعدة "ربح-ربح" لجميع الأطراف، بعيداً عن المبادرات التطبيعية السابقة مثل التي طرحتها إدارة دونالد ترامب حينما كان رئيساً.


وأكدت عريقات أن الجهد الدبلوماسي الإسباني يعكس جدية التزامها بتطبيق حل الدولتين في ظل فشل الأدوات القانونية والدبلوماسية بمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها.



قضية الاعتراف بدولة فلسطين تعود لعقود طويلة


بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح: إن الاعتراف بدولة فلسطين مر بمراحل عديدة خلال العقود الخمس الماضية، لكن دون تحقيق أي نتيجة أو تقدم ملموس.


وأشار الصباح إلى أنه مع بدء قضية فلسطين في العام 1948 وصدور قرار الأمم المتحدة الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين لشعبين، استمرت إسرائيل في تجاهل هذا القرار، ما أدى إلى استمرار الاحتلال وتفاقم الصراع.


واعتبر الصباح أن فكرة الاعتراف بدولة فلسطين دون وجود دولة حقيقية على الأرض هي مجرد بيع للوهم، فالدول التي تعترف بفلسطين تسعى إلى تهدئة شعوبها، دون اتخاذ خطوات عملية لمحاصرة الاحتلال أو مقاطعته.


واستهجن الصباح فكرة الاعتراف بدولة غير موجودة، رغم ان الاعتراف الفعلي يجب أن يكون بما هو قائم، وهو ما يؤكد ضرورة العمل على فرض وقائع بإجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي عليها لصالح إقامة دولة فلسطين.


وأشار الصباح إلى أن الفلسطينيين لطالما أعلنوا قيام دولتهم في أكثر من مناسبة، لكن دون تحقيق أي تقدم حقيقي في هذا المجال، وأن بيع الأوهام بإمكانية الاعتراف بدولة فلسطين دون خطوات عملية سيعيد الفلسطينيين إلى نقطة الصفر إذا ما انتهت الحرب الحالية.


مطلوب إجراءات ملموسة لمحاصرة ومحاسبة دولة الاحتلال


وأشار الصباح إلى دور إسبانيا في الاعتراف بفلسطين، وبالرغم من أهمية هذه الخطوة، فإنها لن تكون ذات فاعلية إذا لم تتبعها إجراءات ملموسة لمحاصرة الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبته على الانتهاكات المستمرة وعدم التزامه بالشرعية الدولية.


وقال: إسبانيا لن تكون قادرة على تحقيق تقدم حقيقي نحو إقامة الدولة الفلسطينية دون مواجهة الاحتلال ووضع حد لتصرفاته غير القانونية.


ويرى الصباح أن غياب قرارات دولية حقيقية وملزمة لإقامة دولة فلسطينية يعيدنا إلى ذكرى مؤتمر مدريد للسلام، الذي انعقد قبل أكثر من ثلاثين عامًا، ولم يسفر إلا عن ضياع الوقت في وهم السلام، دون تحقيق أية نتائج ملموسة على الأرض. 


وأكد الصباح أن العالم بحاجة إلى قرارات جادة وإجراءات فعلية لتحقيق حلم إقامة الدولة الفلسطينية، وإلا فإن كافة المحاولات السابقة واللاحقة ستظل مجرد محاولات لشراء الوقت وكسب الهدوء دون تغيير الوضع القائم.


وشدد الصباح على ضرورة أن تكون هناك خطوات فعلية تتجاوز الاعتراف الدبلوماسي، بما في ذلك محاصرة إسرائيل دولياً، وفرض العقوبات عليها، ومحاسبتها على انتهاك القانون الدولي، إذا كان الهدف الحقيقي هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.



مسار القضية الفلسطينية لم يحقق النتائج المرجوة منذ 1974


من جانبها، قالت الكاتبة والمحللة سماح خليفة: إن المسار التاريخي للقضية الفلسطينية منذ العام 1974 لم يحقق النتائج المرجوة، فرغم إقرار الأمم المتحدة بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وسيادته على أرضه، واعترافها بمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1988 ممثلا شرعيا للفلسطينيين، ظل الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية محدوداً. 


وأضافت خليفة: بعد ذلك، ازداد عدد الدول التي اعترفت بفلسطين، لكن دون أي تأثير جوهري في النظام الدولي، وذلك بسبب غياب اعتراف مؤسسي رسمي بالدولة الفلسطينية، خاصة مع رفض دول مثل إسرائيل، وأغلب دول أمريكا الشمالية والاتحاد الأوروبي وأستراليا الاعتراف بها.


وتابعت: "مع توقيع اتفاق أوسلو في عام 1993، تفاقمت التحديات أمام الحلم الفلسطيني، إذ اعترفت الاتفاقية بالسلطة الفلسطينية ككيان مؤقت، بينما بقيت فلسطين دولة غير معترف بها، ما أدى إلى مزيد من الاستيطان الإسرائيلي وتهويد القدس، فيما تفاقم الوضع مع مبادرات التطبيع مع إسرائيل، ما عزز قوة الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة المطالب الفلسطينية".


الحصول على صفة مراقب في الأمم المتحدة في 2012


وأشارت خليفة إلى إنه ومنذ العام 2012، حصلت فلسطين على صفة مراقب في الأمم المتحدة، ما أعاد بعض الزخم إلى قضيتها، ولكن الأحداث الدامية التي بدأت في 7 أكتوبر أعادت القضية الفلسطينية إلى محور الاهتمام العالمي، وهذا الحدث دفع السلطة الفلسطينية إلى تكثيف جهودها لانتزاع اعتراف بدولة فلسطين، واستغلال التركيز العالمي المتزايد على الأزمة في غزة، حيث ان السلطة الفلسطينية تسعى اليوم إلى اعتراف دولي بدولة فلسطينية على حدود 1967.


غير أن خليفة أشارت إلى أن محاولات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن طرح حل سياسي للقضية الفلسطينية، يعتمد على قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، تحت سيطرة إسرائيل في المفاوضات، يجعل فكرة الدولة الفل ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا