في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب 83 مرة خلال حملته للعودة إلى السلطة، بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في يوم واحد، ولكن بعد مرور عام من المحاولات المتعثرة، تحول الوعد الواثق إلى مسار تفاوضي معقّد اتسم بالتناقضات والصراعات الداخلية والنتائج المحدودة.
هكذا استهلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريرا استعرضت فيه، عبر 6 نقاط، القصة الخفية لمسار المفاوضات والقرارات التي اتخذها ترامب ومساعدوه وانعكاساتها على جبهات القتال.
طلب مايكل والتز مستشار الأمن القومي السابق لترامب من إدارة الرئيس السابق جو بايدن رسالة رسمية تمنح فريق ترامب "الغطاء القانوني" لبدء مفاوضات مع روسيا خلال الفترة الانتقالية.
وكانت الرسالة ضرورية لتجنب تكرار اتهامات بتواطؤ ترامب مع موسكو، مثل ما حصل في ولايته الأولى، إلا أن بايدن رفض الطلب، خشية أن يقدم ترامب تنازلات على حساب أوكرانيا، ما دفع فريقه للبحث عن قنوات بديلة، وفق التقرير.
وفي زيارة للرياض لمناقشة ملف غزة، أسفرت وساطة سعودية عن فتح قناة اتصال سرية بين ويتكوف و كيريل ديمترييف، الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار السيادي الروسي، بحسب التقرير.
في الوقت نفسه، عيّن ترامب، كيث كيلوغ مبعوثا رسميا لأوكرانيا، لكن مواقفه الداعمة لكييف أثارت اعتراضات داخلية لدى قاعدة ترامب، مما أدى لاحقا إلى تهميشه في المفاوضات لصالح ويتكوف، وفق الصحيفة.
كشفت نيويورك تايمز أن جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي، عمل مع شبكة من المسؤولين على زراعة قناعة داخل وزارة الحرب الأميركية (بنتاغون) بأن أوكرانيا "خاسرة"، وأن على البلاد تركيز إنفاقها الدفاعي لردع التهديد الصيني.
ودفع ذلك -وفق الصحيفة- وزير الحرب بيت هيغسيث إلى تعليق شحنات ذخيرة حيوية في سلسلة قرارات غير معلنة، مما انعكس مباشرة على خسائر القوات الأوكرانية.
اعتقد ترامب أن علاقته الشخصية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستُسهم في التوصل إلى صفقة سريعة، إلا أن بوتين قابله بالتعنت وصعّد القصف على المدن الأوكرانية، مما أصاب ترامب بالإحباط ودفعه للتفكير في فرض عقوبات اقتصادية لم ينفذها لشهور، حسب الصحيفة.
يذكر أن ترامب فرض أخيرا عقوبات على روسيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مستهدفا شركتي النفط "لوك أويل" و"روسنفت"، وذلك في ظل تنامي استيائه من بوتين بسبب الحرب.
رغم تردد ترامب السياسي، إلا أنه سمح سرا لوكالة الاستخبارات الأميركية والجيش الأميركي بدعم أوكرانيا استخباراتيا، خصوصا في استهداف مصافي النفط الروسية.
وألحقت الضربات بالاقتصاد الروسي خسائر بلغت 75 مليون دولار يوميا، وفق تقدير استخباراتي أميركي نقله التقرير.
بعد توتر شديد، شهدت العلاقة بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انفراجا غير متوقع، عبر مواقف شخصية عفوية وحديث عن زواج صديق ترامب من ملكة جمال أوكرانيا السابقة.
جاء ذلك بعد مشادة كلامية علنية بين الرئيسين في أواخر فبراير/شباط الماضي، أثارت حفيظة أوروبا وتسببت بتوتر عال بين الحلفاء.
وخلصت الصحيفة إلى أن مساعي ترامب لإنهاء الحرب اصطدمت بتعقيدات سياسية عميقة، وعجز واضح عن فرض تسوية على موسكو، رغم الوعود المتكررة.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة