آخر الأخبار

السودان - بعثة أممية تكشف عن أهوال في الفاشر عقب زيارة نادرة

شارك
قالت براون منسقة الشؤون الإنسانية إن مدينة الفاشر التي كانت تضم أكثر من مليون نسمة هي الآن "بؤرة للمعاناة الإنسانية" بحرب السودان.صورة من: Marwan Ali/AP Photo/picture alliance

كشفت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان ، دينيس براون، عن تفاصيل مروعة حول الأوضاع في مدينة الفاشر ، غربي البلاد، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها.

ووصفت براون المدينة، التي كانت محاصرة لأكثر من 500 يوم، بأنها " مسرح للجريمة " و"شبح لما كانت عليه في الماضي"، مشيرة إلى أن المدنيين الناجين يعيشون في ظروف "غير كريمة وغير آمنة " وسط دمار واسع وشبح مجاعة يلوح في الأفق.

جاءت تصريحات براون، لوكالة فرانس برس اليوم الإثنين (29 ديسمبر/كانون الأول 2025)، عقب زيارة قصيرة ونادرة قام بها فريق إنساني صغير تابع للأمم المتحدة إلى المدينة يوم الجمعة الماضي، وهي الأولى منذ ما يقرب من عامين.

مدينة أشباح ومسرح للجريمة

وأكدت دينيس براون أن مدينة الفاشر، التي كانت تعد معقلاً للجيش في إقليم دارفور الشاسع، أصبحت "شبحاً لما كانت عليه في الماضي"، مشيرة إلى أن أجزاء كبيرة من المدينة قد دُمرت. وقالت براون إن المدينة التي كانت تضم أكثر من مليون نسمة، هي الآن "نقطة بؤرية للمعاناة الإنسانية " في حرب السودان.

يعيش المدنيون الذين بقوا في الفاشر، والذين وصفتهم براون بـ "المصابين بصدمات نفسية"، في ظروف بالغة الصعوبة.صورة من: Sarah Vuylsteke/NRC/AP Photo/picture alliance

وتشير التقارير وتحليلات صور الأقمار الصناعية التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس إلى أن سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2025، بعد حصار دام 18 شهراً، ترافقت مع فظائع جماعية شملت المذابح والتعذيب والعنف الجنسي. كما تظهر الصور ما يشتبه في كونه مقابر جماعية.

وفي إشارة إلى هذه الانتهاكات، وصفت براون المدينة بأنها "مسرح للجريمة"، مؤكدة أن التحقيقات في هذه الجرائم سيجريها خبراء حقوق الإنسان، بينما يركز مكتبها على استعادة المساعدات للناجين. كما حذرت براون من وجود عدد من المعتقلين داخل المدينة، قائلة: "لم نتمكن من رؤيتهم، لكننا واثقون من وجود محتجزين".

كارثة إنسانية وشبح المجاعة يطارد الناجين

ويعيش المدنيون الذين بقوا في الفاشر، والذين وصفتهم براون بـ "المصابين بصدمات نفسية"، في ظروف بالغة الصعوبة. وأوضحت المنسقة الأممية أن هؤلاء الأشخاص "يعيشون في أوضاع هشة للغاية"، بعضهم في مبانٍ مهجورة والبعض الآخر في "ظروف بدائية للغاية، مع أغطية بلاستيكية، ومن دون صرف صحي أو ماء".

وأشارت براون إلى أن هذه الظروف "غير كريمة وغير آمنة للناس"، مؤكدة أن المدينة لا تزال تعاني من مجاعة معلنة. وعلى الرغم من الزيارة القصيرة، لاحظ الفريق الأممي وجود سوق صغير واحد يعمل، يبيع كميات "صغيرة جداً" من المنتجات مثل الطماطم والبصل والبطاطس والأرز والبسكويت. وأضافت براون أن هذه الكميات القليلة تشير إلى أن "الناس لا يستطيعون تحمل تكلفة شراء المزيد".

وصول صعب وقيود على المساعدات

وأكدت براون أن الفريق الإنساني تمكن من الوصول إلى الفاشر بعد "مفاوضات شاقة" مع قوات الدعم السريع. ومع ذلك، كانت الزيارة محدودة للغاية، حيث استمرت بضع ساعات فقط، وتم تقييد حركة الفريق في المناطق التي تم الاتفاق عليها مسبقاً مع قوات الدعم السريع.

وخلال الزيارة، تمكن الفريق من تفقد مستشفى "السعودي" الذي لا يزال قائماً، ولكنه يعاني من نفاد الإمدادات. وأشارت براون إلى وجود بعض الكوادر الطبية، لكنها لا تعرف إنْ كانوا أطباء أم ممرضين، مؤكدة أن عدد المرضى قليل جداً. وشهد المستشفى هجوماً في أكتوبر/تشرين الأول 2025 أودى بحياة 460 شخصاً على الأقل، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

كما أعربت براون عن قلقها الشديد من "القنابل غير المنفجرة والألغام" المنتشرة في طرقات المدينة، والتي خلفتها ما يقرب من عامين من القتال، مما زاد من صعوبة تحرك فرق الإغاثة. وأكدت براون أن المساعدات الإنسانية ظلت ممنوعة من الدخول إلى الفاشر، مشددة على أنه "لا يوجد شيء جيد" حدث في المدينة.

عامان من الحرب الأهلية

واندلع الصراع في السودان بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في أبريل/نيسان 2023. وقد أدت هذه الحرب إلى أسوأ كارثة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة.

وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وتشريد أكثر من 11 مليوناً من منازلهم. وتسيطر قوات الدعم السريع حالياً على ما يقرب من ثلث مساحة السودان، وكانت سيطرتها على الفاشر، التي أدت إلى نزوح أكثر من 107 آلاف شخص، بمثابة انتصار استراتيجي لها.

تحرير: علي المخلافي

DW المصدر: DW
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا