آخر الأخبار

15 ألف زائر يومياً.. لبنان يعلق آماله على الأعياد

شارك
الأعياد في لبنان (أرشيفية- رويترز)

تشهد حركة الحجوزات السياحية في لبنان خلال فترة الأعياد، وخصوصاً الكريسماس ورأس السنة، ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بالأشهر السابقة، وسط مؤشرات إيجابية على صعيد الوافدين وحجم الإنفاق، بحسب الباحث في "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدين.

فقد أشار شمس الدين للعربية.نت/الحدث.نت إلى ضرورة التمييز بين الأرقام المتداولة إعلامياً والأرقام الفعلية، موضحاً أن الحركة اليومية الطبيعية في مطار بيروت الدولي تتراوح بين 6,500 و7,500 وافد، فيما تُسجَّل خلال هذه الفترة أرقام تصل إلى 14 و15 ألف وافد يومياً. وبذلك الـ15 ألف وافد الذين يدخلون لبنان في يوم واحد لا يعني أن كلهم جاؤوا بسبب الأعياد، بل إن الزيادة الفعلية تُقدَّر بنحو 7 إلى 8 آلاف وافد إضافي يومياً.

80 ألف زائر

وبناءً على هذا المعدل، قدّر شمس الدين عدد الوافدين الذين سيقصدون لبنان لقضاء عطلة الأعياد بنحو 75 إلى 80 ألف زائر، وليس مئات الآلاف كما يُروَّج أحياناً، لافتاً إلى أن هؤلاء يأتون لفترات قصيرة تمتد بين 15 و20 يوماً، وليس لأشهر طويلة.

أما على صعيد الأثر الاقتصادي، فقدّر متوسط إنفاق الوافد الواحد بما يتراوح بين 1,000 و1,500 دولار، ما يعني أن حجم الأموال المتدفقة إلى السوق اللبنانية قد يصل إلى نحو 100–110 مليون دولار، وهو رقم يُشكّل "أوكسيجيناً حقيقياً" للاقتصاد اللبناني في ظل الظروف الراهنة. وأكد أن هذا الانتعاش انعكس بشكل واضح على نسب الإشغال في المطاعم والحفلات، حيث تجاوزت الحجوزات في بيروت وجبل لبنان نسبة 80%، مع امتلاء عدد كبير من المؤسسات السياحية بالكامل وبدء النشاطات الاحتفالية اعتباراً من الأيام القليلة المقبلة.

الأعياد في لبنان (أرشيفية- رويترز)

إشغال فندقي مرتفع

فيما سجّلت الفنادق في بيروت خلال فترة الأعياد نسبة إشغال مرتفعة قاربت 86%، بينما تراوحت نسب الإشغال في عدد من المناطق خارج العاصمة، ولا سيما في جبل لبنان بين 60 و70%، بحسب أمين عام المؤسسات السياحية جان بيروتي. وقال بيروتي للعربية.نت/الحدث.نت إن هذه النسب تُعدّ مؤشراً واضحاً على تحسّن ملحوظ في الحركة السياحية هذا العام مقارنة بالفترات السابقة، لافتاً إلى أن الإقبال على الفنادق خلال موسم الميلاد ورأس السنة جاء أعلى من التوقعات، ما انعكس مباشرة على نسب الإشغال، خصوصاً في بيروت.

من مطار بيروت (أرشيفية- رويترز)

أسعار مستقرة

وفي ما يتعلق بالأسعار، أوضح أن ارتفاع الطلب لا يعني بالضرورة قفزات كبيرة في أسعار الغرف، مشيراً إلى أن معظم الفنادق تعمل ضمن سقوف سعرية محددة، حتى في فترات الذروة. ويضيف أن العروض الترويجية تُستخدم عادة في الفترات التي تشهد حركة خجولة، أما في حال امتلاء الفنادق أو اقترابها من الحد الأقصى للإشغال، فلا يكون هناك مبرر لتقديم عروض إضافية.

كما لفت إلى أن الزيادة التي طرأت على أسعار الحجوزات هذا الموسم تبقى "منطقية ومحدودة"، ومرتبطة بارتفاع الطلب الطبيعي خلال الأعياد، وليس نتيجة استغلال أو مضاربات، مؤكداً أن السوق الفندقية في لبنان باتت أكثر التزاماً بالتوازن بين العرض والطلب. وختم بيروتي بالتأكيد أن هذا التحسّن يشكّل عاملاً داعماً للقطاع السياحي ككل، ويعكس عودة تدريجية للثقة، رغم استمرار التحديات الاقتصادية والأمنية.

الاعياد في لبنان (أرشيفية- رويترز)

حجوزات من أوروبا والخليج

إلى ذلك أوضح مازن نداف، صاحب مكتب سفريات في بيروت، للعربية.نت/الحدث.نت أن الحركة السياحية خلال فترة الأعياد هذا العام شهدت ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بالعام الماضي، مع كثافة كبيرة في الحجوزات من مختلف الوجهات نحو العاصمة اللبنانية. وأشار إلى أن جميع شركات الطيران العربية والأوروبية حجوزاتها كاملة، لافتا إلى أن شركات عدة مثل طيران الإمارات والخطوط الجوية التركية، قامت بتسيير رحلات إضافية إلى بيروت لمواجهة الطلب المتزايد.

من مطار بيروت (أرشيفية- رويترز)

كما أوضح أن الحجوزات ارتفعت بنسبة تتراوح بين 60 و70%، خاصة في التواريخ الممتدة بين 22 و24 كانون الأول وفترة رأس السنة، مؤكداً أن مصادر هذه الحجوزات متنوعة، إذ تأتي من وجهات عدة منها أوروبا والخليج.

وتعكس هذه المؤشرات مجتمعة انتعاشاً واضحاً للقطاع السياحي في لبنان خلال فترة الأعياد، سواء من حيث حركة الركاب في مطار بيروت، أو نسب الإشغال الفندقية، أو حجم الإنفاق السياحي. وأكد الخبراء وأصحاب مكاتب السفر أن هذه الحركة، وإن كانت محدودة زمنياً، تُعد مؤشراً إيجابياً على قدرة السوق السياحي على التعافي سريعاً عند توفر الحد الأدنى من الاستقرار الاقتصادي والأمني.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا