في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
سلّط الفيلم الوثائقي "مفاتيح دمشق" الذي عرضته قناة الجزيرة الضوء على التحولات التي شهدتها سوريا، وعلى تفاصيل سيطرة قوات " ردع العدوان " على العاصمة، وذلك من خلال شهادة شخصيات شاركت في صنع هذا التحول وأبرزها، الرئيس أحمد الشرع وبعض وزرائه.
وشكّل دخول قوات عمليات "ردع العدوان" دمشق فجر 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 لحظة فارقة في تاريخ سوريا الحديث، وهي اللحظة التي احتفظ بها السوريون باعتبارها إيذانا بنهاية مرحلة وبداية أخرى جديدة.
وفوجئت " هيئة تحرير الشام " وإدارتها العسكرية بسرعة الانهيارات التي أصابت النظام (المخلوع) وحلفاءه، حيث جاءت التطورات أسرع من المتوقع وانتهت بتحولات سياسية وعسكرية جديدة في سوريا.
ويؤكد وزير الداخلية السوري أنس خطاب، في حديثه ضمن الفيلم الوثائقي "مفاتيح دمشق "، أن "عملية ردع العدوان كانت الحل الوحيد في ذلك الوقت للحفاظ على ما تم إنجازه خلال 14 عاما من الثورة".
وبحسب وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة ، فقد سميت عملية "ردع العدوان"، لأن هدفها كان الرد على اعتداءات نظام بشار الأسد (المخلوع) على المناطق المحررة طيلة 5 سنوات من خلال القصف اليومي.
ولم تكن الصدمة في انهيار النظام، بل في السرعة التي تحقق بها ذلك، وفي إدراك الحلفاء قبل الخصوم لهذا الواقع، ويقول تشالز ليستر، مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط إن الدبلوماسية الدولية كانت في حالة صدمة، ولا أحد توقع أن يحصل ذلك في سوريا.
وأشار الفيلم الوثائقي إلى التحركات الدبلوماسية التي سبقت انهيار النظام السوري المخلوع، حيث كان المشهد السياسي يتحرك بوتيرة متسارعة في الدوحة لمجاراة التطورات الميدانية داخل سوريا.
وجاء في شهادة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أنهم تعرضوا لضغوط من بعض الأطراف -لم يسمها- لإصدار بيان موقع باسمه أو باسم قائد عمليات "ردع العدوان" وهو الرئيس الحالي لسوريا، يؤكد موافقتهم على الحل السياسي.
وبحسب رئيس الوزراء السوري السابق محمد غازي الجلالي، فقد كان يتردد حينها في كواليس مجلس الوزراء أن هناك شكلا من أشكال التسوية السياسية.
أما الرئيس أحمد الشرع فتحدث في شهادته عن الدور الروسي، وكشف أن رسالة وصلته من الطرف الروسي بعد أن سيطرت قوات "ردع العدوان" على الريف الغربي لحلب، جاء فيها "توقفوا عند هذا الحد وخذوا ما أخذتم وإلّا سيتم تصعيد الموقف". ويقول الشرع إنه فهم من الرسالة الروسية أن الوضع بات منهارا بالنسبة لنظام الأسد.
وكشف الشيباني من جهته عن محادثات أجرتها المعارضة السورية حينها مع الطرف الروسي، تحدثا فيها عن مصالح الطرفين وعن شراكة محتملة بين سوريا وروسيا في المستقبل.
وبعد تحرير مدينة حمص في 7 ديسمبر/كانون الأول 2024، بدأ السباق نحو العاصمة دمشق، ومع وصول طلائع قوات "ردع العدوان" إلى تخوم العاصمة تحرك الفيلق الثامن بقيادة أحمد العودة المدعوم من روسيا وبعض الأطراف العربية في محاولة للتقدم نحو دمشق.
ويكشف الرئيس السوري أحمد الشرع في شهادته أنه أعطى أمرا الساعة الواحدة والنصف ليلا، فتحركت القوات باتجاه العاصمة، وقال إنه تواصل مع رئيس الوزراء السوري السابق محمد غازي الجلالي وأخبره بأن مؤسسات الدولة تبقى كما هي لأن الهدف تغيير النظام.
في حين أوضح وزير الطاقة محمد البشير أنه في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 قابل الرئيس الشرع الذي أمر بنقل السلطة لحكومة الإنقاذ السورية التي كانت تعمل في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
ويروي الرئيس الشرع في شهادته ضمن الفيلم الوثائقي "مفاتيح دمشق" أنه ذهب إلى قاسيون بعد دخوله دمشق، وزار المسجد الأموي الذي يحمل رمزية كبيرة بالنسبة للسوريين. ويقول إن دمشق تعني له الكثير فهي "تاريخ عظيم وأحداث كبرى ومفرق تاريخ في مراحل التاريخ وتُعَنْوِن دائما لمرحلة جديدة ولأفول مرحلة ماضية".
ويظهر الفيلم الوثائقي كيف أن النظام السوري الجديد بقيادة الرئيس الشرع حرص على الحفاظ على البنية التحتية في سوريا وعلى الأمن والاستقرار والتنمية، وعدم الثأر باتباع شعار "نصر لا ثأر فيه"، بالإضافة إلى تجنيب سوريا الدخول في صراعات.
وبعد أن طوت دمشق مع غروب يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 آخر فصول حكم عائلة الأسد، صدرت أوامر إلى قوات "ردع العدوان" بالتوجه نحو الساحل السوري، الذي بقيت فيه آخر رموز النظام المنهار. ويؤكد وزير الدفاع أن التوجه العام لدى قيادة العمليات كان منع نشوب حرب أهلية بين السوريين.
ومع فجر 9 ديسمبر/كانون الأول 2024 كانت وحدات "ردع العدوان" تدخل أطراف طرطوس و اللاذقية ، في مشهد يطوي ما تبقى من الجغرافيا القديمة للنظام المخلوع، ليمتد خط التحرير من الشمال إلى العاصمة إلى الساحل السوري .
وفي الجانب الآخر من المشهد كانت إسرائيل تمثل خطرا حقيقيا على الجمهورية الجديدة في سوريا، فقد استغلت الفرصة للقيام بشن هجمات داخل الأراضي السورية ويقول الرئيس الشرع إن ما حصل كان مفاجئا لها، فذهبت لاستهداف مواقع عسكرية حساسة في سوريا، مشيرا إلى أن المشهد السوري لا يزال مجهولا في نظر إسرائيل.
ويكشف عبد القادر الطحان، معاون وزير الداخلية السوري، أن إسرائيل شنت أكثر من 500 غارة جوية طالت كل المطارات العسكرية السورية، ومنصات إطلاق الصواريخ وألوية الدفاع الجوي، كما قصفت مراكز البحوث وكل البنية العسكرية.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة