انضمت ماليزيا إلى قائمة الدول الساعية لتعزيز شراكاتها مع أفريقيا، إذ أجرى رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم زيارة رسمية إلى أديس أبابا أعلن خلالها انطلاق مرحلة جديدة من التعاون الماليزي الأفريقي.
الزيارة اتسمت بالزخم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والديني، إذ شهدت توقيع 7 اتفاقيات تعاون مع إثيوبيا، إلى جانب محادثات مع رئيس الوزراء آبي أحمد ورئيس الجمهورية تاي أطقي سيلاسي، فضلا عن تنظيم منتدى شبابي أفريقي ماليزي ولقاءات مع قيادات المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البلاد.
وفي جميع محطاته، شدد أنور إبراهيم على أهمية العلاقة مع مسلمي الحبشة، مستحضرا الهجرة الأولى والثانية إلى أرض إثيوبيا، ومذكّرا بدور الملك النجاشي في استقبال الصحابة، كما أشار إلى شخصيات تاريخية مثل بلال الحبشي وأم أيمن، مؤكدا عمق الروابط بين مسلمي الحبشة وماليزيا.
كما وجّه رسائل متعددة حول رؤيته للعلاقات الجديدة مع أفريقيا، مسلطا الضوء من أديس أبابا على الوضع في السودان وفلسطين، وداعيا إلى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وإنهاء الحرب في السودان.
المحطة الأبرز في الزيارة كانت مقر الاتحاد الأفريقي، إذ أصبح أنور إبراهيم أول رئيس وزراء ماليزي يزور المؤسسة القارية.
وقد حظي باستقبال رسمي، وأجرى جولة تفقدية داخل المقر، قبل أن يعقد محادثات مع رئيس المفوضية محمود علي يوسف.
وتركزت المباحثات على تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأفريقي وماليزيا، وتوسيع التعاون بين آسيا وأفريقيا.
ووصف يوسف الزيارة بأنها تاريخية، مؤكدا أنها تأتي في وقت تتطلع فيه أفريقيا إلى توسيع شراكاتها مع القارات الأخرى، وأن ماليزيا تمثل إحدى أهم بوابات القارة إلى آسيا.
وأشار رئيس المفوضية إلى أن التبادل التجاري بين أفريقيا وماليزيا تجاوز 7.5 مليارات دولار العام الماضي، بينها أكثر من 600 مليون دولار من صادرات زيت النخيل الماليزي إلى أفريقيا.
كما أشاد بدور ماليزيا في استقبال الطلبة الأفارقة، حيث درس أكثر من 40 ألف طالب أفريقي في جامعاتها خلال العقد الأخير.
وأضاف يوسف أن تولي ماليزيا رئاسة رابطة دول جنوب شرق آسيا العام المقبل سيشكل نقلة نوعية في الشراكة مع أفريقيا، من خلال تعزيز الحوار المؤسسي وتوسيع الاستثمارات وتعميق التعاون.
كما لفت إلى أن طلب ماليزيا الانضمام إلى مجموعة "بريكس" سيعزز الدعوة المشتركة نحو نظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة، ويفتح المجال أمام إنشاء مراكز تصنيع وسلاسل غذائية مشتركة، إلى جانب التعاون في التعليم وتطوير القدرات عبر برامج شبابية بين ماليزيا وأفريقيا.
من جانبه، أكد أنور إبراهيم رغبة بلاده في إقامة شراكة إستراتيجية مع أفريقيا في مختلف المجالات، مشددا على ضرورة بناء تكتل اقتصادي آسيوي أفريقي يعيد التوازن إلى الاقتصاد العالمي.
وأعرب عن ارتياحه لزيارة مقر الاتحاد الأفريقي، مثمنا جهود المؤسسة في تعزيز التعاون بين القارة وبقية العالم، ومؤكدا قدرة أفريقيا على تجاوز التحديات الموروثة من الاستعمار.
وأوضح أن ماليزيا ستضع خبراتها وعلاقاتها في خدمة هذه الشراكة، سواء عبر الاتحاد الأفريقي أو من خلال التعاون الثنائي مع الدول الأفريقية.
كما شدد على التزام بلاده بتعميق التعاون في مجالات الابتكار الرقمي، والتجارة بين دول الجنوب، وتعزيز الاستثمارات، وتطوير القطاع الزراعي الصناعي، والتعليم وبناء القدرات.
وأشاد بالنمو المتسارع في العلاقات بين ماليزيا وأفريقيا في قطاعات التجارة والأعمال الزراعية والتعليم، معربا عن تفاؤله بأن الطرفين سيواصلان الاستفادة من توسيع التعاون، والاستناد إلى تجربة ماليزيا التنموية والأسواق الأفريقية الديناميكية، في إطار أجندة التكامل القاري ضمن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
وشارك في المحادثات الرسمية بمقر الاتحاد الأفريقي رئيس المفوضية ونائبته والمفوضون الستة، في حين ضم الوفد الماليزي وزير الاستثمار والتجارة والصناعة، ووزير الولايات الفدرالية، والأمين العام لوزارة الخارجية، إلى جانب المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة