في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة ، لم يغادر جيش الاحتلال الإسرائيلي مشهد الميدان، بل أعاد رسمه بطريقة مختلفة، إذ شرع في وضع مكعبات إسمنتية مطلية باللون الأصفر لتحديد ما يعرف بـ"الخط الأصفر" داخل القطاع، وهو نطاق تمركز قواته في المرحلة الأولى من الاتفاق الذي وقع بوساطة قطرية ومصرية وتركية وأميركية.
في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، انسحب الجيش الإسرائيلي من عمق محافظات قطاع غزة إلى هذا الخط الجديد الذي لا يزال يشكل حدودا فعلية لانتشاره، رغم الحديث عن "انسحاب تدريجي".
ووفقا للخرائط التي نشرت لخطوط الانسحاب، يبقى جيش الاحتلال مسيطرا على نحو 50 إلى 58% من مساحة القطاع، على أن تستكمل المراحل التالية لاحقا، من دون تحديد مواعيد واضحة لتنفيذها.
وقد أثار انتشار مقاطع فيديو وصور تظهر الجرافات الإسرائيلية وهي تنقل مكعبات إسمنتية مطلية باللون الأصفر ولافتات معدنية تحذيرية جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.
ورأى مدونون أن الاحتلال يسعى لتكريس وجود دائم داخل غزة تحت غطاء اتفاق وقف إطلاق النار، وأن المرحلة الأولى من الاتفاق ستستمر مدة طويلة في ظل غياب جدول زمني واضح للمرحلة الثانية.
#الكيان_الصهيوني يبدأ بوضع كتل خرسانية لتعليم مايسمى بالخط الاصفر وهو اخر حد احتله من قطاع #غزة مايعد انتهاكاً صارخاً لشروط وقف اطلاق النار pic.twitter.com/4COomYyFvT
— نـ ــ.ـورس مـ ـ.ـ ـ هاجـ ــ. ـر (@bb_ii26) October 20, 2025
وأوضح آخرون أن شروع الجيش الإسرائيلي في وضع كتل خرسانية بارتفاع يتجاوز 3 أمتار على طول الخط يعدّ انتهاكا واضحا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، ومحاولة لفرض واقع ميداني جديد قبل الانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاق.
وأكد مدونون أن هذه الخطوة تمثل استمرارا لسياسة الاحتلال القائمة على ترسيخ السيطرة من دون إعلان حرب شاملة أو تهدئة حقيقية، في مشهد يعيد إنتاج معادلة "لا حرب كاملة.. ولا سلام ممكن".
تساءل عدد من الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي عن طبيعة "الخط الأصفر" الذي وضعه الجيش الإسرائيلي في غزة، وذكّرهم المشهد بـ" الخط الأخضر " الذي رسم حدود إسرائيل عام 1948.
وأشاروا إلى أن الخط تحول إلى حاجز فعلي يمنع الفلسطينيين من الاقتراب، بعد نشر الجيش مكعبات إسمنتية مطلية باللون الأصفر ولافتات تحذيرية على طول امتداده.
الجيش الإسرائيلي يبدأ بوضع حواجز لتحديد الخط الأصفر داخل قطاع #غزة والتي يمنع على الفلسطينيين تجاوزها#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/x0OrIZrkYr
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 20, 2025
وكتب أحد الناشطين: "الخط الأصفر في 2025 توأم الخط الأخضر عام 1948″، في إشارة إلى أن الاحتلال يعيد إنتاج فكرة ترسيم الحدود بالقوة.
بينما علق آخر بالقول إن "هذا الخط الأصفر ليس مجرد فاصل ميداني، بل استمرار لحرب الإبادة بأدوات جديدة".
واعتبر مغردون أن "الخط الأصفر" لم يعد مجرد مؤشر على نهاية الحرب، بل تحول إلى رمز لمرحلة جديدة من الاحتلال الهادئ المموّه بالاتفاقات، تدار فيها غزة من بعيد عبر خرائط وتحذيرات ميدانية بدلا من الاجتياحات العسكرية المباشرة.
الاحتلال الصهيوني ينشر مكعبات أسمنتية تحمل إشارات باللون الأصفر على طول الخط الأصفر داخل قطاع #غزة حيث يسيطر الجيش على نحو 60% من مساحة قطاع #غزة.
يبدو بأن الأحتلال الصهيوني لن ينسحب من #غزة خلال الفترة الحالية. pic.twitter.com/l5j2NueRBD
— Talal Ibrahim (@Talal81ibrahim) October 21, 2025
ورأى آخرون أن هذا الخط يمثل نموذجا لاحتلال جزئي طويل الأمد، يبقي غزة تحت السيطرة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية من دون تحمل تبعات الإدارة المدنية، في مشهد يعكس -بحسب وصفهم- "انسحابا شكليا يخفي بقاء فعليا".