أكدت حماس التزامها باتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وأعربت عن حرصها على تطبيقه وتسليم جثامين جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة، محملة حكومة نتنياهو المسؤولية "الكاملة" عن تأخير العملية "بعرقلة ومنع توفير الإمكانيات اللازمة".
وجاء في بيان نشرته في وقت متأخر من الخميس، أن إعادة جثامين الرهائن "قد تستغرق بعض الوقت، حيث إن بعض هذه الجثامين دُفن في أنفاق دمرها الاحتلال، وأخرى ما زالت تحت أنقاض الأبنية التي قصفها وهدمها".
وجددت حماس اتهامها للجيش الإسرائيلي بأنه المسؤول عن مقتل الرهائن ودفنهم تحت الركام، مشددة على أن استخراج باقي الجثامين يتطلب معدات وأجهزة لرفع الأنقاض غير متوافرة حالياً وتمنع إسرائيل دخولها القطاع.
في ذات السياق، أفادت مصادر في وزارة الدفاع التركية، الخميس، بأن أنقرة ستشارك في البحث عن جثث رهائن بين أنقاض المباني في قطاع غزة عبر إرسال فريق من الاختصاصيين.
وسيقوم بهذه العملية مسعفون من "أفاد"، الوكالة التركية لإدارة الكوارث والحالات الطارئة.
وتطالب إسرائيل حماس بالوفاء بالتزاماتها وتسليم جثث 28 رهينة قتلوا في الحرب. وقالت الحركة إنها سلمت 10 جثث، لكن إسرائيل قالت إن إحداها ليست جثة رهينة.
في الوقت نفسه، اتهم مسؤول كبير في حماس، الخميس، إسرائيل بخرق وقف إطلاق النار عندما قتلت 24 شخصاً على الأقل في عمليات إطلاق نار منذ يوم الجمعة، وقال إنه تم تسليم قائمة بهذه الانتهاكات إلى الوسطاء.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي حتى الآن على اتهامات حماس. وقال في وقت سابق إن بعض الفلسطينيين تجاهلوا تحذيرات من الاقتراب من مواقع وقف إطلاق النار الإسرائيلية وأن القوات "أطلقت النار للقضاء على التهديد".
يأتي ذلك في الوقت الذي هدد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، عناصر حركة حماس بالـ "قتل اذا استمرت الحركة في قتل الناس في غزة".
وقال ترامب على منصته تروث سوشال "إذا واصلت حماس قتل الناس في غزة، وهو أمر لم يكن ضمن الاتفاق، فلن يكون أمامنا أي خيار سوى الدخول (إلى القطاع) وقتلهم".
وأظهر مقطع مصور نُشر، في وقت سابق، مقاتلين من حركة حماس وهم يعدمون مجموعة من ثمانية رجال.
وبعد إجبار مقاتلي حماس الرجال على الركوع، تُسمع الحشود وهي تهتف، قائلة: "متعاون" أو "عميل".
ثم أطلق بعدها مقاتلو حماس المتجمعون النار على الرجال المُقيدين، ليسقطوا بعدها على الأرض. وبعدها أطلق المقاتلون النار في الهواء وهتفوا "عاشت كتائب القسام" - الجناح العسكري لحماس.
قالت إسرائيل، الخميس، إنها تستعد لإعادة فتح معبر رفح مع مصر للسماح بدخول وخروج الفلسطينيين من قطاع غزة، لكنها لم تحدد موعداً لذلك.
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الهيئة الإسرائيلية المعنية بتنسيق المساعدات، في بيان، الخميس، إن تنسيقاً جارياً مع مصر لاتخاذ قرار بشأن تاريخ إعادة فتح معبر رفح أمام الأفراد بعد استكمال الإعدادات اللازمة.
وأضافت أن معبر رفح لن يفتح أمام المساعدات لأن ذلك لم يتضمنه اتفاق وقف إطلاق النار في أي مرحلة، لكن كل السلع الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة ستمر من معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية بعد خضوعها لعمليات التفتيش الأمنية.
وفي ظل ظروف مجاعة قائمة في أجزاء من غزة، قال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لرويترز في مقابلة، الأربعاء، إن الآلاف من المركبات المحملة بالمساعدات يجب أن تدخل قطاع غزة أسبوعياً للتخفيف من وطأة الأزمة.
ودخلت شاحنات تحمل مساعدات إلى قطاع غزة الأربعاء وقالت إسرائيل إنها أقرت دخول 600 منها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. ووصف فليتشر ذلك بأنه "أساس جيد" لكنه لا يقترب حتى من أن يكون كافياً في ظل ندرة المتاح للرعاية الطبية وتشرد أغلب سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة بلا مأوى.
وقال إسماعيل الثوابتة مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة التابع لحركة حماس إن الكميات التي دخلت قطاع غزة من المساعدات منذ توقف القتال لا تشكل إلا "نقطة في محيط" مما هو مطلوب.
وقال لرويترز "المنطقة بحاجة ماسة إلى تدفق كبير، مستمر ومنظم للمساعدات، والوقود وغاز الطهي والإمدادات الإغاثية والطبية".
حذرت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية حنان بلخي في مقابلة أجرتها معها فرانس برس، من أن انتشار الأوبئة في قطاع غزة أصبح "خارجاً عن السيطرة" فيما لم يعد يعمل في القطاع بأكمله سوى 13 مستشفى من أصل 36 وبشكل جزئي.
وقالت بلخي إن القطاع الصحي في غزة "تم تفكيكه.. لم يتبق سوى القليل جداً من نظام الرعاية الصحية في غزة".
وأكدت في المقابلة التي جرت الأربعاء أن "انتشار الأمراض المعدية أصبح خارجاً عن السيطرة، سواء التهاب السحايا أو متلازمة الاضطراب المناعي الذي يصيب الأعصاب، والإسهال والأمراض التنفسية".
وحذرت بلخي من أن "الأطفال الذين وُلدوا خلال العامين الماضيين، الكثير منهم -على ما أتصور- لم يتلقوا أي جرعات من التطعيمات".
على الصعيد السياسي، أفادت القناة 14 الإسرائيلية بأن المشاورات الأمنية التي يعتزم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إجراءها مساء الخميس لبحث الخطوات القادمة بشأن قطاع غزة، تُجرى وسط تقديرات تفيد بأن إسرائيل لا تتعجل "كسر قواعد اللعبة" في تعاملها مع حركة حماس.
وبحسب القناة، فإن صورة الوضع التي ستُعرض خلال الاجتماع، ستشير إلى أن حماس "تكذب"، وأنها قادرة على إعادة مزيد من جثث الرهائن.
وأطلقت حماس سراح من تبقى من الرهائن الأحياء، وعددهم 20، يوم الاثنين مقابل إفراج إسرائيل عن آلاف السجناء الفلسطينيين.
وفي وقت لاحق من اليوم، قالت وزارة الصحة في غزة إن إسرائيل سلمت جثث 30 فلسطينياً قتلوا خلال الصراع، ما يرفع إجمالي الجثث التي تلقتها منذ يوم الاثنين إلى 120.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة خليل الدقران لبي بي سي، إن بعض الجثامين قد ظهرت عليها علامات تشير لتعرضها للضرب وتكبيل الأيدي.
في الوقت ذاته، قال الدقران إن الوزارة "لا تملك الإمكانات اللازمة للتعرف على الجثامين، تاركين الأمر لأهالي الضحايا للتعرف عليهم من خلال الصور أو متعلقاتهم أو بعض العلامات التي تم نشرها".
أما البنود التي ستتم على مدى أطول من الخطة، ومن بينها تشكيل "قوة دولية لتحقيق الاستقرار" في القطاع والتحرك نحو إقامة دولة فلسطينية، لم تتبلور بعد. وترفض إسرائيل إقامة دولة فلسطينية.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الخميس، إن السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب ستعمل مع مؤسسات دولية وشركاء للتعامل مع التحديات الأمنية واللوجستية والمالية والحكومية التي تواجه غزة.
وأضاف لصحفيين أن مؤتمراً مقبلاً في مصر بشأن إعادة إعمار غزة سيحتاج إلى توضيح كيفية تنظيم أموال المانحين ومن سيتسلمها وكيفية إنفاقها.
على صعيد آخر، أعلنت جماعة الحوثي، الخميس، مقتل رئيس هيئة الأركان العامة التابعة لها اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري وهو "في سياق عمله الجهادي وأداء واجبه الإيماني".
ولم يتهم الحوثيون صراحة إسرائيل بقتله، لكنهم قالوا إن الصراع معها لم ينته، وسيتلقى "العدو الصهيوني بما ارتكبه من جرائم جزاءه الرادع".
واستهدفت إسرائيل في أغسطس/آب رئيس الأركان ووزير الدفاع وشخصيات بارزة أخرى في الجماعة بغارات جوية شنتها في العاصمة صنعاء وأسفرت عن مقتل رئيس الحكومة التي يديرها الحوثيون وعدة وزراء آخرين.
وقالت إسرائيل آنذاك إن الغارة الجوية استهدفت الغماري ووزير الدفاع ومسؤولين كباراً آخرين، وإنها تتحقق من النتائج.
وكان الغماري عضواً في مكتب الجهاد التابع للحوثيين، المسؤول عن الإشراف على العمليات العسكرية والذي يقوده زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الخميس أنه تم استهداف الغماري في غارة إسرائيلية.
وأضاف "سنفعل الشيء نفسه أيضا ضد أي تهديد في المستقبل".