تعد مدينة أمستردام عاصمة هولندا واحدة من أبرز الوجهات السياحية في أوروبا، حيث تستقطب الزوار بطابعها المعماري الفريد وشبكة قنواتها المائية الساحرة، ومعالمها السياحية المدهشة والرائعة، وتشهد المدينة منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي وإلى غاية 27 أكتوبر/تشرين الأول المقبل عدة أحداث ومعارض وفعاليات ثقافية وفنية لتخليد ذكرى مرور 750 عاما على تأسيس المدينة.
وستكون هذه الاحتفالات التي تستمر لمدة عام فرصة لزوار أمستردام للتعرف على أبرز معالم المدينة، ومنها ساحة الدام، التي تعد القلب النابض للمدينة، وتقع أمام قصر الملكة، بالقرب من النصب التذكاري للجندي المجهول، وعلى بُعد خطوات من محطة القطارات المركزية.
وأيضا من أماكن الجذب السياحي في العاصمة الهولندية حدائق المدينة مثل فونديل بارك، وهي أكبر الحدائق العامة التي توفر متنفسا أخضر في قلب المدينة، فضلا عن حديقة كيوكنهوف الموسمية، وهي الشهيرة بزهور التوليب التي ترمز لهولندا.
إضافة إلى المتاحف الفنية، تضم المدينة مجموعة من أهم المتاحف العالمية مثل متحف فان غوخ، الذي يحتوي على أكبر مجموعة من أعمال الفنان الهولندي الشهير، ومتحف الشعب ومتحف الفن الحديث.
وتتوفر في العاصمة الهولندية خيارات إقامة متنوعة تناسب جميع الميزانيات، من الفنادق الفاخرة إلى المتوسطة والاقتصادية، جميعها معروفة بالنظافة والخدمة الجيدة.
ومن بين الأهداف وراء الاحتفالات الضخمة لذكرى تأسيس المدينة إبراز غنى المدينة التاريخي وتنوّعها الثقافي، إلى جانب تقديم رؤى مبتكرة لمستقبلها الحضري والبيئي.
وتسعى بلدية أمستردام من خلال هذا العام الاستثنائي إلى تعزيز مكانة المدينة كمثال عالمي للتسامح والانفتاح والابتكار، إذ تعتبر مدينة متعددة الثقافات، يعيش فيها أكثر من 180 جنسية مختلفة، وتواصل احتضانها للتجديد دون أن تفقد صلتها بجذورها التاريخية.
يضم برنامج الذكرى الـ750 سلسلة واسعة من الفعاليات الثقافية والفنية والترفيهية تمتد على مدار عام كامل، ومن أبرزها:
ترجع جذور أمستردام إلى القرن الـ12 حينما كانت قرية صغيرة لصيادي الأسماك على نهر "أمستل"، غير أن اكتشافات أثرية حديثة، حدثت خلال بناء مترو الأنفاق شمال المدينة، أظهرت وجود سكان في المنطقة منذ نحو 2600 قبل الميلاد، إذ عثر على أدوات حجرية وقطع فخارية من العصر الحجري.
وتعود أول إشارة رسمية لتأسيس مدينة أمستردام إلى وثيقة مؤرخة في 27 أكتوبر/تشرين الأول 1275، وهي صادرة عن الكونت فلوريس الخامس، وتنص هذه الوثيقة على إعفاء سكان سد نهر أمستل من رسوم عبور الجسر، والتي بموجبها أصبحت مدينة عالمية ومركزا للتجارة والابتكار، ولعب المهاجرون دورا كبيرا في تحقيق هذا النجاح.
وتُعدّ هذه الوثيقة أول سجل مكتوب يذكر اسم أمستردام، مما يعتبر بمثابة شهادة ميلاد المدينة.
وقالت رئيسة بلدية أمستردام "فيمكي هالسيما" إن الاحتفال بالذكرى السنوية الـ750 للمدينة يحدث مرة واحدة فقط. و"لذلك نحتفل بشكل كبير في موقع رائع، في أطول يوم في السنة، جميع الأشخاص مدعوون للاحتفال بعيد ميلاد أمستردام".
كما اقترح سكان أمستردام فكرة إقامة احتفال كبير يمكن الوصول إليه مجانا على الطريق الدائري بمناسبة الذكرى الـ750، وسيقوم المجلس البلدي بتطوير هذا الحدث بشكل أكبر العام المقبل.
وسيكون الاحتفال هو الجزء الأخير من حدث يستمر لمدة 10 أيام يركز على المستقبل والابتكار.
في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2025، سيصبح عمر أمستردام رسميا 750 عاما، وسيتم الاحتفال بهذا الأمر عن طريق حفل موسيقي في قاعة زيغو دو، وسيتم تنظيم أكثر من 200 نشاط في جميع أنحاء المدينة على مدار العام.
وتعد "قصص الوصول" أحد المعارض البارزة هذا العام في العاصمة الهولندية، حيث يتم عرض جدارية في مركز للاجئين تعكس دور المهاجرين في تاريخ المدينة.
ويسرد المعرض ماضي أمستردام وحاضرها من خلال دمج قصص طالبي اللجوء مع صور تاريخية، وذلك ليتم إبراز مساهمة المهاجرين في ازدهار المدينة.
المكان الذي يحتضن معرض "قصص الوصول" (غيتي)ويمثل هذا المعرض ردا غير مباشر على تصاعد الخطاب المعادي للهجرة في هولندا، وذلك بعد صعود اليمين المتشدد إلى الحكم.
ويقول المؤرخ الفني توم فان دير مولن إن تاريخ المدينة يظل مرتبطا بالمهاجرين الذين أسهموا في تشكيل هويتها، وأضاف أن النقاش حول الهجرة جزء من نقاش طويل بدأ منذ قرون، وترى الفنانة أليينا يلدز، التي أسهمت في إنشاء جدارية مركز اللاجئين، أن تنوع الثقافات في المدينة جعلها أكثر غنى وتماسكا.