لحظة تدمير طائرات الاحتلال الإسرائيلي لبرج الغفري غربي مدينة غزة#حرب_غزة #الجزيرة #فيديو pic.twitter.com/1yDSA5vIyC
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) September 15, 2025
غزة- في ظل العدوان المستمرعلى قطاع غزة وما خلفه من دمار شامل للبنية التحتية ومختلف القطاعات الحيوية، تبرز الحاجة إلى تقييم موضوعي يستند إلى الأرقام والحقائق بعيدا عن الانطباعات العامة، فالخسائر لم تقتصر على المباني السكنية، بل امتدت لتطال الإنسان والاقتصاد ومجالات الإسكان والصحة والتعليم، إلى جانب قطاعات الصناعة والتجارة والزراعة والإعلام والنقل والمواصلات والكهرباء والخدمات الأساسية، بما يعكس حجم التأثير الكارثي على مفاصل الحياة كافة.
ولإلقاء الضوء على المشهد الكامل، نحاور مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة -الجهة التي ترصد وتوثق هذه الخسائر- ليضعنا أمام صورة شاملة لما جرى ويجري في غزة، وفيما يلي نص الحوار:
من المهم التأكيد على أن الخسائر البشرية تشكل الوجه الأكثر مأساوية في مشهد العدوان المتواصل على قطاع غزة، فحتى نهاية شهر سبتمبر/ أيلول 2025، تشير الإحصاءات الموثقة إلى ما يلي:
أما بخصوص النساء، فقد تجاوز العدد 12.500 شهيدة، منهن 8.990 أمّا فقدن حياتهن مع أطفالهن، وفيما يتعلق بالرجال أو الآباء، فقد استشهد أكثر من 22.404 رجلا، ما يعكس استهدافا مباشرا لبنية المجتمع.
وبخصوص الطواقم المهنية والخدمية، فقد استشهد 1.670 من الكوادر الطبية، 139 من عناصر الدفاع المدني، 252 صحفيا، إضافة إلى أكثر من 780 شرطيا وعنصر أمن مساعدات، و860 رياضيا.
كما توفي 41% من مرضى الكلى نتيجة انعدام الغذاء والرعاية الصحية، وأكثر من 12.000 حالة إجهاض بين النساء الحوامل بسبب الحصار الصحي والغذائي، في حين استشهد 17 نازحا بسبب البرد القارس في مخيمات النزوح، منهم 14 طفلا.
تشير التقديرات الأولية إلى أن الخسائر المباشرة للقطاعات الحيوية تجاوزت 60 مليار دولار، موزعة كالتالي:
تعكس هذه الأرقام حجم الدمار الشامل الذي أصاب مختلف القطاعات، وما يترتب عليه من تأثيرات اقتصادية وإنسانية طويلة الأمد على سكان القطاع.
يعاني القطاع الصحي في غزة من ندرة الوقود والتجهيزات الطبية الضرورية، بالإضافة إلى نقص الدواء ووحدات الدم، ونقص الكوادر الطبية أو استهدافها، بالإضافة لتكدس الإصابات الحرجة أمام قدرة علاجية منهكة.
كما يعاني القطاع الصحي من تعطل سلاسل التوريد، وسقوط موظفين صحيين وشهداء داخل المرافق الصحية، كل ذلك وغيره يشكل تحديات وانتهاكات بالمرافق الصحية ما يستدعي حماية فورية.
يعكس الواقع الصحي في غزة حالة انهيار منهجية، حيث تضررت البنية التحتية والخدمات الأساسية بشكل بالغ، فقد تم قصف أو إخراج 38 مستشفى و96 مركز رعاية صحية عن الخدمة، كما استُهدفت 197 سيارة إسعاف خلال عمليات الطوارئ.
وسجلت 788 عملية هجومية موثقة على خدمات الرعاية الصحية شملت المرافق والمركبات والكوادر الطبية وسلاسل الإمداد، فيما تعرضت 61 مركبة للدفاع المدني للضرر أثناء محاولات الإنقاذ.
هذه الأرقام تؤكد حجم الانهيار الذي يعصف بالقطاع الصحي ويعطل قدرته على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الطارئة.
مرّ القطاع التعليمي في غزة بدمار واسع، فقد تضررت حوالي 95% من المدارس، كما تم استهداف 662 مبنى مدرسيا بالقصف المباشر، ما أدى إلى تدمير 163 مدرسة بشكل كامل و388 أخرى جزئيا.
ونتيجة لذلك، حُرم نحو 785.000 طالب وطالبة من فرص التعليم، بينما ارتفع عدد الشهداء بين الطلاب إلى حوالي 13.500، إضافة إلى استهداف الكادر التعليمي بما يشمل 830 معلما، و193 أكاديميا جامعيا.
أما قطاع الإسكان والبنية التحتية الأساسية، فقد شهد دمارا هائلا، إذ تم تدمير 268.000 وحدة سكنية كليا، بينما أصبحت 148.000 وحدة أخرى غير صالحة للسكن نتيجة الأضرار البالغة، إضافة إلى تضرر جزئي لنحو 153.000 وحدة سكنية.
ونتيجة لذلك، يواجه أكثر من 288.000 أسرة فقدانا كاملا لمأواها، ما يزيد من معاناة المدنيين ويعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تشهدها غزة.
كما تضرر700.000 متر طولي من شبكات المياه، و700.000 متر طولي من شبكات الصرف الصحي و3 ملايين متر طولي من الطرق، إضافة إلى تدمير 725 بئرا مركزيا، واستهداف 134 مشروع مياه عذبة.
قدّرت الخسائر الأولية بـ 4 مليار دولار، مع توقف مئات المصانع والمعامل وورش العمل في عدة مجالات، كالصناعات الغذائية، والتحويلية، والتغليف، والصناعات الحرفية والخفيفة، ما أدى إلى شلل الإنتاج، وتعطل سلاسل الإمداد، وارتفاع البطالة.
شهد القطاع التجاري والاقتصادي في غزة خسائر أولية تُقدر بحوالي 4.3 مليار دولار، نتيجة تدمير آلاف المحال التجارية والأسواق، وإغلاق المنشآت الفندقية والسياحية.
كما تكبدت المخزونات والإمدادات خسائر كبيرة، ما أدى إلى إفلاس عشرات التجار من صغار ومتوسطي الحجم، مما أسهم في تفاقم الأزمة الاقتصادية وعرقلة دورة النشاط التجاري في القطاع.
تكبد القطاع الزراعي والثروة الحيوانية في غزة خسائر مباشرة تُقدر بحوالي 2.8 مليار دولار، فقد تضررت نحو 94% من الأراضي الزراعية، وتدمرت 1.223 بئرا زراعيا، كما أُتلفت 665 مزرعة بالكامل.
وانخفضت المساحات المزروعة من 93.000 دونم إلى 4.000 دونم فقط، ودُمرت حوالي 85% من الدفيئات الزراعية، فيما شهدت الثروة السمكية انهيارا شبه كامل.
وقد ترتب على هذه الخسائر تهديد شديد للأمن الغذائي لعشرات المدن والأحياء والمخيمات والقرى، ما جعل السكان يعتمدون بشكل شبه كامل على المساعدات والإغاثة الخارجية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
إن الاستهداف الممنهج للمؤسسات الإعلامية في قطاع غزة خلف خسائر بشرية ومادية فادحة، تجاوزت قيمتها الأولية 800 مليون دولار، وأدى إلى تدمير منظومة إعلامية متكاملة كانت تقوم بدور مركزي في توثيق الجرائم وكشف الحقيقة، حيث كان الاحتلال يهدف إلى إخراس صوت الحقيقة وإخماد الصوت الفلسطيني وكسر الرواية الفلسطينية.
ورغم ذلك، استطعنا عبر منظومة عمل متقدمة ومرنة أن نواصل رسالتنا إلى كل العالم.
تُقدر الخسائر الأولية لقطاع النقل والمواصلات بنحو 2.8 مليار دولار، كما جرى تدمير وإتلاف أكثر من 3 ملايين متر طولي من الطرق والشوارع، الأمر الذي أدّى إلى شلل شبه كامل في حركة النقل داخل محافظات قطاع غزة، فضلا عن تدمير عشرات آلاف المركبات والسيارات المدنية المملوكة للمواطنين أو البلديات أو المؤسسات الأهلية والعامة أو الجهات المختلفة.
شهدت البنية التحتية والخدمات البلدية في غزة خسائر فادحة، تضمنت استشهاد 173 موظفا بلديا بينهم 4 رؤساء بلديات، وتدمير 725 بئرا مركزيا و134 مشروع مياه، كما أُتلفت 5.080 كلم من شبكات الكهرباء، و2.285 محوّلا كهربائيا، و235.000 عداد كهربائي، ما أدى إلى فقدان أكثر من 2.123 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء.
وقد جعل هذا الواقع تقديم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة وجمع النفايات شبه مستحيل، ما يهدد بصحة عامة كارثية ويزيد من خطر انتشار الأوبئة والأمراض بين السكان.