آخر الأخبار

بعد رد حماس وترحيب ترامب.. سيناريوهات خطة ترامب

شارك

شكل ترحيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بموافقة حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) على مبادرته مفاجأة للعديد خاصة إسرائيل، التي التزم سياسيوها الصمت في محاولة منهم لفهم ما يجري وترك العنان للمحللين والمعلقين الإسرائيليين للتعبير عن صدمتهم من الموقف الأميركي.

مواقف ترامب

منذ توليه منصبه في البيت الأبيض لم يخف ترامب أنه صاحب إنجازات وأنه تمكن من وقف العديد من الحروب والأزمات في العالم وهو ما عبر عنه في العديد من المناسبات.

كان آخرها ما قاله للقناة الـ13 الإسرائيلية: "هذا ليس الاتفاق الوحيد الذي حققته خلال ولايتي، بل حققت عدة اتفاقات قبله"، ويبدو أن حماس عملت على منح الرئيس الأميركي فرصة لتحقيق ما يصبوا إليه من تحقيق السلام في المنطقة.

إلا أنه وفي خضم هذا الاحتفاء من قبل حماس وآخرين بموقف ترامب يجب ألا يتم التغاضي عن أن سيد البيت الأبيض تضبطه سياسات الدولة العميقة واللوبيات ودائرة العلاقات.

وقد ظهر ذلك في تصريحاته اليوم؛ إذ أكد أنه لن يتهاون مع أي تأخير من جانب حماس وأن على الحركة التحرك بسرعة "وإلا ستصبح كل الاحتمالات واردة".

احتفاء ترامب بموقف حماس مساء أمس ومطالبته إسرائيل بوقف قصف قطاع غزة ، والتلويح اليوم بمعاقبة الحركة إذا تأخرت في تنفيذ الخطة، يطرح تساؤلا عن السيناريوهات المستقبلية بشأن تطبيق الخطة.

نعم ولا

رد حركة حماس الذي لم يكن لا تامة ولا نعم لازمة أظهر نضج الحركة الذي ما فتئت تفاجئ به داعميها قبل أعدائها، واقترن موقفها بطلب توضيحات وتفاوض على بعض البنود.

وبذلك ألقت الكرة بملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووضعته في الزاوية، خاصة بعد موجة الترحيب الدولي بموافقة الحركة، الأمر الذي يمنح الحركة هامشا من المناورة يمكنها من وقف الحرب وانسحاب الاحتلال من القطاع.

موافقة حماس على الإفراج عن الأسرى دفعة واحدة هو من الأساس عرض تقدمت به منذ بداية العدوان على القطاع.

إعلان

في حين أنها أبقت باب التفاوض مفتوحا حول التفاصيل والجدول الزمني والضمانات، كما أكدت رفض الوصاية من خلال المطالبة بإدارة محلية فلسطينية في إطار توافق وطني.

كما لم تتطرق الحركة في ردها لمسألة تسليم سلاحها وهو ما أظهر أن الحركة سعت أن لا مانع لديها بالموافقة على كافة ما طرح إلا مسألة السلاح الذي أخضعته لإنشاء الدولة التي اعترفت فيها العديد من دول العالم مؤخرا.

"نعم" حماس و"لاؤها" وضعتا خطة ترامب أمام سيناريوهين.

السيناريو الأول: صفقة توقف الحرب

يعتمد هذا السيناريو على موقف ترامب في التعامل مع هذا الملف، إذ قد يعتمد الرئيس الأميركي على ضرورة إظهار هذا الإنجاز أنه صانع سلام والمتسبب بوقف الحروب، وهذا يجعله مرشحا محتملا ل جائزة نوبل التي كثيرا ما عبر عن ضرورة منحها له. خاصة مع ما تحظى به الحرب على غزة من تفاعل دولي لم تشهده القضية الفلسطينية من قبل.

وعند هذه النقطة قد يضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقبول بوقف الحرب للإفراج عن الجنود الأسرى، وإنهاء ملف الأسرى وترك باقي النقاط للمفاوضات التي لن تجرى تحت النار كما كان يريد نتنياهو.

ويدعم حماس في هذا، الموقف العربي والإسلامي، وذلك بعد تصريح وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار الذي قال فيه إن الخطة التي أعلنها ترامب لإنهاء الحرب لا تعكس الوثيقة التي اطلعت عليها باكستان والدول العربية والإسلامية خلال اجتماعها معه في نيويورك. وتصريح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني من أن بعض بنود الخطة تحتاج لنقاش وتوضيح.

السيناريو الآخر: تراجع ترامب والضغط على حماس

يمكن القول إن نتنياهو سيعمل على استمالة موقف ترامب لصالحه، وهو الذي لطالما تباهى بدعم ترامب له ووقوفه بجانب مطالبه بشأن الحرب على غزة.

ومن شأن هذا الموقف أن يضغط على حماس ويجعلها في موقف صعب أمام حلفائها إذا ما تماهوا مع الموقف الأميركي. كما يوجب على حماس المناورة مرة أخرى وإظهار قدرتها على تدوير الزوايا وتحميل إسرائيل المسؤولية عن الفشل في التوصل لاتفاق.

ومن شأن هذا السيناريو أن يعيد الحرب سيرتها الأولى ويعطي نتنياهو الضوء الأخضر لاستمرار الإبادة الجماعية في القطاع وهو ما تسعى حماس لوقفه.

وهو الأمر الذي يفضله نتنياهو؛ إذ نقلت مراسلة الشؤون السياسية في قناة كان الإسرائيلية عن مكتب نتنياهو، أن إسرائيل تستعد في ضوء رد حماس لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب للإفراج الفوري عن جميع الأسرى، وأنهم سيواصلون "العمل بتعاون كامل مع الرئيس ترامب وفريقه لإنهاء الحرب وفقا للمبادئ التي وضعتها إسرائيل، والتي تتوافق مع رؤية الرئيس ترامب".

لكن هذا الخيار لن يكون سهلا على ترامب ونتنياهو بذات الوقت، إذ من شأنه أن يزيد من عزلة إسرائيل دوليا ويعمق أزمتها الداخلية.

كما أن ترامب لن يظهر بمظهر مخلص العالم من حروبه ورجل السلام الذي يستحق نوبل.

ولا يبدو حتى الساعة أن ترامب يفضل هذا الخيار خاصة بعد تصريحه للقناة الـ12 الإسرائيلية من أن "نتنياهو ذهب بعيدا في غزة وإسرائيل أضاعت كثيرا من الدعم الدولي وأنا سأعيد هذا الدعم".

إعلان

من هنا تبقى كافة الاحتمالات مرتبطة برجل البيت الأبيض للضغط على نتنياهو لوقف الحرب، أما حماس فلم يعد لديها ما تقدمه في المفاوضات سوى إدارتها بحنكة واقتدار كما دأبت على ذلك من بداية التفاوض، لكنها في الوقت نفسه ستكون تحت ضغط سعيها لوقف قتل الفلسطينيين وهي الورقة الوحيدة التي بيد نتنياهو للضغط بها على المقاومة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا