آخر الأخبار

ما منظمة "زمالة بن فرانكلين"؟ وهل تسيطر على الخارجية الأميركية؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

واشنطن- في مايو/أيار الماضي، أبلغ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الكونغرس نيته خفض عدد العاملين في وزارته بنسبة 15%، أي ما يقرب من ألفي موظف، ضمن إعادة تنظيم شاملة.

واتهم روبيو بعض الإدارات داخل الوزارة بتبني "أيديولوجيا سياسية متطرفة"، وبالفعل قام روبيو في يوليو/تموز الماضي بتسريح 1300 دبلوماسي أميركي في خطوة أولى تتبعها خطوات أخرى.

وفي هذا الإطار، لفت دبلوماسي نالته حركة التسريحات الأخيرة نظر الجزيرة نت إلى وجود منظمة غير هادفة للربح، ومسجلة وتعمل على الملأ، وأصبحت مسيطرة على الوزارة، بما يشبه مفهوم "وزارة داخل الوزارة"، يطلق عليها "زمالة بن فرانكلين"، وتقف وراء كل ما تشهده الوزارة من تغيرات.

وقال الدبلوماسي -الذي تحفظ على ذكر هويته- "إذا كنت تريد معرفة من يدير وزارة الخارجية هذه الأيام بالفعل، فمن المفيد الاطلاع على الموقع الإلكتروني الخاص بمنظمة جديدة نسبيا ذات ميول محافظة تسمى زمالة بن فرانكلين".

وسجلت الجماعة نفسها منظمة غير ربحية معفاة من الضرائب بموجب القسم 501 (ج) (3) من قانون الضرائب، وهي ما يسمح لها بتلقي مساهمات مالية تخفض من الضرائب في ذلك الوقت. وتم تمويل المنظمة إلى حد كبير من مؤسسيها، لكنها تسعى للحصول على منح وتقبل التبرعات.

مصدر الصورة شعار منظمة "زمالة بن فرانكلين" (موقع المنظمة)

فتش عن "ماغا"

أسس زمالة بن فرانكلين 3 مسؤولين سابقين في أكتوبر/تشرين الأول 2024 قبل أيام من انتخابات العام نفسه، لكنها تطورت لتصبح جماعة أيديولوجية مغلقة تختار أعضاءها وتدعوهم للانضمام إليها، ولا يمكنك التقدم إليها من تلقاء نفسك سواء كنت دبلوماسيا من داخل وزارة الخارجية، أو من بين الدبلوماسيين السابقين، أو الذين انتهت فترة عملهم.

وتضم المنظمة أقل من 100 شخص، وأسسها 3 خبراء جمهوريين يمكن اعتبارهم من تيار "ماغا" اليميني الداعم للرئيس دونالد ترامب ، وهم:

إعلان

* مات بويز، الخبير في شؤون أوروبا وأوراسيا بمعهد هدسون.
* فيليب ليندرمان، وهو دبلوماسي متقاعد خدم في عدة دول، ويتبنى نهجا متشددا تجاه الهجرة وحماية الحدود.
* سايمون هانكينسون، وهو خبير بمؤسسة هيريتيج النافذة في الدوائر الجمهورية واليمينية.

واتخذت المنظمة الجديدة اسم بنجامين فرانكلين لها باعتباره الدبلوماسي الأول في التاريخ الأميركي، إلى جانب كونه أحد أكثر الآباء المؤسسين للدولة الأميركية نفوذا.

وكان فرانكلين، الذي تظهر صورته على العملة من فئة 100 دولار، كاتبا وعالما ومخترعا ورجل دولة ودبلوماسيا وطابعا وناشرا وفيلسوفا سياسيا، وساهم في كتابة الدستور الأميركي ، وكان أحد الموقعين على إعلان الاستقلال.

وبسبب كثرة المؤسسات والمنظمات التي تتخذ من بنجامين فرانكلين اسما لها، اختصرت المنظمة الجديدة اسمه الأول ليصبح "بن" فقط.

ماهية المنظمة

يرى البعض أن المنظمة جاءت ردا على تبني الإدارات الديمقراطية سياسية "التنوع والإنصاف والشمول"، وهي مبادرة صممت لخلق بيئة عمل عادلة وشاملة لضمان تكافؤ الفرص ولمعالجة أوجه عدم المساواة التاريخية للنساء والأقليات المختلفة.

ووصف الدبلوماسي السابق المنظمة بأنها "تجمُع ومظلة مؤيدة لحركة ماغا من الدبلوماسيين الحاليين والسابقين ذوي الأداء الضعيف والساخطين من الرجال البيض، ويتم ترقيتهم الآن داخل وزارة الخارجية بصورة استثنائية ومبالغ فيها، مع أن مؤهلاتهم الرئيسية هي أنهم يتفقون مع أجندة ترامب، ويتم استبدال الموالين السياسيين بالمهنيين المخضرمين، وتقويض أحد المبادئ الأساسية للدبلوماسية الأميركية".

في المقابل، يقول رئيس المنظمة فيليب ليندرمان إن المنظمة تسعى إلى تعزيز السيادة الأميركية، والحدود الوطنية القوية، والممارسات التجارية العادلة، وتشكك في جدوى سياسات التنوع والشمول.

ويرى أعضاء المنظمة أن السياسة الخارجية يجب أن تعكس إرادة الشعب في النظم الديمقراطية كما هي ممثلة في نتائج الانتخابات الحرة والنزيهة التي جاءت بترامب وبسياسية "أميركا أولا" للبيت الأبيض.

وفي تعليق بمدونته الخاصة، دافع المعلق المحافظ جيمس كاردن عن المجموعة، وقال إنها مجموعة جديدة وحيوية من الدبلوماسيين السابقين والموظفين المحترفين في وزارة الخارجية، لقد تم تنظيم الجماعة في الأشهر الأخيرة لتكون مستودعا بشريا للإدارة.

وأضاف أنهم النوع المناسب من الأشخاص الذين لديهم الأفكار الصحيحة والخبرة الصحيحة لوضعهم في أعلى مناصب صنع السياسة الخارجية.

مصدر الصورة مبنى وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن (الفرنسية)

أكثر من الولاء لترامب

يُنظر إلى العضوية في زمالة بن فرانكلين على أنها تعهد بالولاء للرئيس ترامب، الأمر الذي أثار غضب بعض منتسبي السلك الدبلوماسي الأميركي الذين يفتخرون بكونهم مهنيين بيروقراطيين غير مسيسين، ويشيرون إلى أنهم أقسموا على الولاء للدستور الأميركي ومصالح بلادهم، وليس لشخص الرئيس.

وشكك الدبلوماسي الأميركي في أن الزمالة أصبحت اختبارا للولاء في وزارة خارجية ماركو روبيو، واستشهد بحالة ليو أولوفسكي على أنه مثال صارخ "لزميل تم ترقيته بصوة غير طبيعية".

إعلان

وقال إنه "بعد 4 سنوات فقط قضاها الدبلوماسي الشاب أولوفسكي في الوزارة، ولم يكتسب فيها إلا خبرات متواضعة، أصبح فجأة مسؤولا رفيعا يقود قطاعا ويشرف على آلاف الموظفين في الوزارة متجاوزا المئات من المسؤولين ممن لهم خبرات تمتد لعقود".

من هنا يشك كثيرون أن هذه الجماعة تمثل اختراقا كبيرا من تيار "ماغا" لأحد أهم مؤسسات الدولة الأميركية العميقة المهمة. ويرى منتقدوها أنها منظمة تهدف للتخلص من الخبرات الدبلوماسية الصلبة لمصلحة المحسوبين على تيار "ماغا".

في حين تصف الجماعة نفسها بالقول: "نحن مجموعة من موظفي وزارة الخارجية الحاليين والسابقين وممارسي الشؤون الخارجية الملتزمين بتعزيز المصلحة الوطنية للولايات المتحدة، والمدرسة الواقعية في الشؤون الدولية".

مصدر الصورة مبادئ المنظمة تتلاقى مع أجندة الرئيس ترامب (أسوشيتد برس)

مبادئ المنظمة وأهم أعضائها

تقترب مبادئ المنظمة الثمانية -كما هو مدرج على موقعها الإلكتروني- بشدة من مبدأ أجندة ترامب المعروفة باسم "أميركا أولا" في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، وجاءت على النحو التالي:


* الاعتراف بأن السيادة الأميركية والالتزام بالدفاع عن الحدود الوطنية هي أهم أهداف السياسة الخارجية الأميركية.
* الغرض المركزي من الدبلوماسية الأميركية هو خدمة المصلحة الوطنية.
* معالجة عجز الميزانية وارتفاع حجم الدين العام لاستعادة ضبط الإنفاق والمسؤولية المالية والثقة الدولية بقيمة الدولار.
* عدم الإيمان بالتدخلات غير المحدودة في الصراعات الخارجية، دون اللجوء إلى موافقة الكونغرس.
* تخدم وزارة الخارجية الرئيس، الذي يوجّه السياسة الخارجية، لكن وزارة الخارجية، مثل جميع الوكالات التنفيذية، مسؤولة أمام الكونغرس والشعب الأميركي بموجب الدستور.
* تحديد سياسات الهجرة بما في ذلك إنفاذ قوانين اللاجئين واللجوء بما يصب في المصلحة الوطنية الأميركية.
* أن يخدم التعاون بين الدول في المحافل الدولية والمنظمات المتعددة الجنسيات المصالح الوطنية.
* يجب توظيف وترقية أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي المحترفين بناء على الجدارة من بين جميع الخلفيات دون تميز أو تفضيل على أساس العرق أو الجنس.

أهم الأعضاء:


* فيكتوريا كوتس: النائبة السابقة لمستشار الأمن القومي في إدارة ترامب الأولى، والخبيرة حاليا بمؤسسة هيريتيج، وسبق أن عملت في مكتب وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد.
* ألبرتو فرنانديز: نائب رئيس مؤسسة "ميمري" المعنية بتشويه صورة العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، وشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى غينيا الاستوائية والقائم بالأعمال الأميركي في السودان.
* جوي هود: السفير الأميركي الحالي لدى تونس، وقبل ذلك، شغل السفير هود مناصب قيادية في مكتب شؤون الشرق الأدنى بما في ذلك منصب مساعد وزير الخارجية.
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا