آخر الأخبار

أحمد الشرع يقول إنَّ "التطبيع" ليس مطروحاً، لكنَّ الأيام المقبلة قد تفضي لنتائج بشأن "اتفاق أمني" مع إسرائيل

شارك
مصدر الصورة

قال رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، يوم الأربعاء، إن المفاوضات الجارية مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني قد تُفضي إلى نتائج "في الأيام المقبلة".

وأبلغ الصحفيين في دمشق أن الاتفاق الأمني "ضرورة"، على أن يحترم الأجواء السورية ووحدة الأراضي، وأن يخضع لرقابة الأمم المتحدة، وفقاً للشرع.

وقال الشرع إن سوريا وإسرائيل كانتا على بُعد "أربعة إلى خمسة أيام" فقط من التوصل إلى أساس لاتفاقٍ أمني في يوليو/تموز، لكن التطورات في محافظة السويداء الجنوبية عطّلت تلك المحادثات.

وتجري سوريا وإسرائيل حالياً محادثات للتوصل إلى اتفاق تأمل دمشق أن يكفل وقف الضربات الجوية الإسرائيلية وانسحاب القوات الإسرائيلية التي توغلت في جنوبي سوريا.

وقالت رويترز هذا الأسبوع إن واشنطن تضغط على سوريا لإبرام اتفاق قبل اجتماع زعماء العالم في نيويورك الأسبوع المقبل لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

لكن الشرع، في إحاطةٍ للصحفيين بينهم مراسل رويترز، قبيل رحلته المتوقعة إلى نيويورك لحضور الاجتماع، نفى أن تكون الولايات المتحدة تمارس أي ضغوط على سوريا، وقال إنها تؤدي بدلاً من ذلك دور الوسيط.

وقال إن إسرائيل نفّذت أكثر من ألف ضربة في سوريا، وأجرت أكثر من 400 توغّل بري منذ الثامن من ديسمبر/كانون الأول، وهو التاريخ الذي أطاح فيه الهجوم الذي قاده الشرع بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

وأضاف الشرع أن التحركات الإسرائيلية تناقض السياسة الأمريكية المعلنة الداعية إلى سوريا "مستقرة وموحّدة"، واصفاً ذلك بأنه "خطير للغاية".

وقال إن دمشق تسعى إلى اتفاقٍ مشابه لاتفاق فصل القوات الموقّع عام 1974 بين إسرائيل وسوريا، والذي أنشأ منطقة منزوعة السلاح بين الجانبين.

وأوضح أن سوريا تطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية، بينما تريد إسرائيل البقاء في مواقع استراتيجية سيطرت عليها بعد الثامن من ديسمبر/كانون الأول، بما في ذلك جبل الشيخ.

وصرّح وزراء إسرائيليون علناً بأن إسرائيل تعتزم الإبقاء على السيطرة على تلك المواقع.

وأشار إلى أنه إذا نجح الاتفاق الأمني، فيمكن التوصل إلى اتفاقاتٍ أخرى لم يقدّم تفاصيل بشأنها، لكنه قال إن اتفاق سلام أو صفقة تطبيع على غرار "اتفاقات أبراهام" التي توسّطت فيها الولايات المتحدة، ليست مطروحة حالياً.

وأضاف أنه من المبكر للغاية مناقشة مصير هضبة الجولان المحتلة لأنها "قضية كبيرة".

وقال الشرع للصحفيين مبتسماً: "هي حالة صعبة أن تكون مفاوضات بين شامي ويهودي".

مصدر الصورة

"القوات السورية سحبت سلاحها الثقيل من الجنوب السوري"

في الأثناء، قال مسؤول عسكري سوري مفضّلاً عدم كشف هويته لفرانس برس إن "القوات السورية سحبت سلاحها الثقيل من الجنوب السوري"، موضحاً أن العملية "بدأت منذ شهرين"، فيما أكد مصدر دبلوماسي في دمشق لفرانس برس أن عملية سحب السلاح الثقيل شملت جنوب البلاد "وصولاً إلى نحو 10 كيلومترات جنوب دمشق".

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكّد أواخر آب/أغسطس الماضي أن "مناقشات" تجري بهدف إقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا.

وقد شهدت السويداء أعمال عنف دامية في تموز/يوليو الماضي بين مسلحين من العشائر وقوات تابعة للسلطات السورية من جهة ومسلحين دروز من جهة أخرى، تدخلت فيها إسرائيل عسكرياً عبر قصف مقار رسمية في دمشق والقوات الحكومية في محافظة السويداء، بدعوى "حماية الأقلية الدرزية ومنع استهدافهم".

"خارطة الطريق"

مصدر الصورة

وأعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الثلاثاء، خريطة طريق بدعم من الولايات المتحدة والأردن لإرساء المصالحة في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، حيث وقعت أعمال عنف دامية في تموز/يوليو.

وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأمريكي توم باراك: "وضعت الحكومة السورية خارطة طريق واضحة للعمل... تدعم العدالة وتقوم على بناء الثقة وتعزيز الصلح المجتمعي".

وتشمل هذه الخطوات وفقا للشيباني "محاسبة كل من تلطخت يداه بالاعتداء على المدنيين وممتلكاتهم بالتنسيق الكامل مع المنظومة الأممية للتحقيق والتقصي".

وأضاف أنها تضمّ كذلك "تعويض المتضررين وترميم القرى والبلدات وتسهيل عودة النازحين"، و"نشر قوات محلية من وزارة الداخلية لحماية الطرق وتأمين حركة الناس والتجارة".

وقال الشيباني إن الخريطة تشمل "العمل على كشف مصير المفقودين واعادة المحتجزين المخطوفين الى عائلاتهم من جميع الأطراف" و"إطلاق مسار للمصالحة الداخلية يشارك فيه أبناء المحافظة بكل مكوناتهم".

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان 516 مختطفا من الدروز في محافظة السويداء، بينهم 103 نساء منذ بدء أعمال العنف في المحافظة في تموز/يوليو.

من جهته أشار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى أن "جزءاً من الخريطة التي وضعت... هي آلية مشتركة سورية أردنية أمريكية، من أجل ضمان تطبيق كل ما أعلنه (وزير الخارجية السوري) حتى نحل هذه المشكلة".

وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا وسفير الولايات المتحدة في تركيا توم باراك إن "الخطوات التي اتخذت اليوم من حكومتكم، تاريخية".

وأضاف أن الولايات المتحدة تسعى مع الدول المجاورة لسوريا إلى جمع "خيوط المساعدة والتفاهم والدعم معا في نسيج جديد، وأعتقد أن اليوم يشكّل محطة أساسية في هذا المسار".

وأعلنت السلطات السورية الثلاثاء استحداث منصب قائد الأمن الداخلي في مدينة السويداء، وعيّنت فيه قائداً محلياً درزياً.

"إسرائيل تُهجّر سكاناً في جنوب سوريا قسراً"

اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" القوات الاسرائيلية بتهجير سكان قرى في جنوب سوريا "قسراً".

وجاء ذلك بينما أفاد التلفزيون السوري الرسمي عن اعتقال القوات الاسرائيلية أربعة أشخاص في محافظة القنيطرة جنوب سوريا يوم الأربعاء، قال الجيش الاسرائيلي إنهم تورطوا في "أنشطة إرهابية.

وأورد تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش أن "القوات الإسرائيلية التي تحتل أجزاء من جنوب سوريا منذ كانون الأول/ديسمبر 2024 ارتكبت سلسلة من الانتهاكات ضد السكان".

ونقلت المنظمة عن الجيش الاسرائيلي قوله إن أنشطته "تتوافق مع القانون الدولي" وإنه يعمل في جنوب سوريا "لحماية مواطني دولة إسرائيل".

وقالت هيومن رايتس ووتش في تقريرها: "صادرت القوات الإسرائيلية المنازل وهدمتها، وحرمت السكان من ممتلكاتهم وسبل عيشهم، واحتجزت السكان تعسفاً ونقلتهم إلى إسرائيل".

مصدر الصورة

وقالت المنظمة إنها أجرت مقابلات مع السكان المحليين وقامت بمراجعة صور ومقاطع فيديو وتحليل صور أقمار اصطناعية.

وقال الجيش الاسرائيلي من جهته رداً على سؤال مكتب فرانس برس بالقدس إن قواته أوقفت خلال الليل "عدداً من الأفراد المشتبه بتورطهم في أنشطة إرهابية استهدفت (قواته) في عدة مناطق من سوريا... وجرى نقل المشتبه بهم لمزيد من الاستجواب داخل الأراضي الإسرائيلية".

ويشار إلى أنه في مطلع أيلول/سبتمبر، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" بأن القوات الاسرائيلية اعتقلت سبعة أشخاص من المنطقة، في حين قال الجيش الاسرائيلي إن قواته "أوقفت عدداً من الأشخاص يُشتبه في قيامهم بأنشطة إرهابية... في جنوب سوريا".

ويذكر أنه منذ إطاحة تحالف فصائل مسلّحة بحكم نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024 بعد نزاع استمر حوالى 14 عاماً، تقدمت القوات الإسرائيلية إلى المنطقة العازلة في الجولان، التي أقيمت بموجب اتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974.

وقد شنّت إسرائيل مئات الغارات على مواقع عسكرية سورية منذ سقوط نظام الأسد، قائلة إن هدفها الحيلولة دون استحواذ السلطات الجديدة على ترسانة الجيش السابق، كما أعلنت مراراً تنفيذ عمليات برية وتوقيف أشخاص قالت إنها تشتبه بقيامهم بأنشطة "إرهابية" في الجنوب السوري.

فيما وصفت سوريا الضربات والتوغلات الإسرائيلية بأنها محاولات "لتفكيك الشعب" وتحويل سوريا إلى "أرض نزاع"، مؤكدة أنَّ الدروز "جزء أصيل من نسيج (سوريا)"، وأن الدولة تتعهد بحماية حقوقهم وحرياتهم.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا