قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر إنَّ "الحرب في غزة يمكن أن تنتهي غداً إذا أُطلق سراح الرهائن وألقت حماس سلاحها".
واعتبر الوزير الإسرائيلي، في تصريحات نقلتها رويترز، أنَّ إقامة دولة فلسطينية من شأنه أن يُعرّض أمن إسرائيل للخطر، مضيفاً أنَّه حثَّ الدنمارك على عدم الاعتراف بدولة فلسطينية، إذ إنَّ "اعتراف دول أخرى بدولة فلسطينية لا يُقرّب السلام... لا يمكن تحقيق السلام الإسرائيلي مع الفلسطينيين إلا بشكل ثنائي"، وفقاً للوزير الإسرائيلي.
ورداً على ذلك، قال القيادي في حماس، باسم نعيم، وفقاً لما نقلته رويترز، إن الحركة لن تلقي سلاحها، لكنها ستفرج عن جميع المحتجزين إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب قواتها من غزة، وفقاً لنعيم.
يأتي هذا فيما أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد، أنه رصد إطلاق قذيفتين صاروخيتين من وسط قطاع غزة نحو الأراضي الإسرائيلي، مشيراً إلى اعتراض إحداهما.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة إكس: "متابعة للإنذارات التي تم تفعيلها في منطقة غلاف غزة وبلدة نتيفوت فالحديث عن إطلاق قذيفتين صاروخيتين من وسط قطاع غزة حيث تم اعتراض إحداهما بينما سقطت الثانية في منطقة مفتوحة".
من جهتها، تبنت سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، إطلاق الصاروخين باتجاه نتيفوت وذلك "رداً على جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا" حسبما قالت عبر منصة تلغرام.
وهذه المرة الأولى منذ أشهر التي تهدد عمليات إطلاق صواريخ من غزة بلدة نتيفوت التي يبلغ عدد سكانها قرابة 50 ألف نسمة وتقع على بعد نحو عشرة كيلومترات عن القطاع.
ويأتي الهجوم على وقع تكثيف إسرائيل عملياتها في محيط مدينة غزة التي قال الجيش إنه ينوي السيطرة عليها لهزم حماس وإعادة الرهائن.
ونفّذ الجيش الإسرائيلي السبت، ضربة سوّت بالأرض برجاً في المدينة كان الثاني خلال يومين، مبرراً الاستهدافات بأنها ضد مواقع تستخدمها حماس، فيما ألقى آلاف المناشير على الأحياء الغربية تدعو السكان إلى إخلائها، بحسب ما أفاد شهود عيان.
واتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسرائيل باستهداف الأبراج السكنية ضمن "مخطط تهجير قسري ممنهج".
في غضون ذلك، جددت حركة حماس "التزامها وتمسكها بالموافقة التي أعلنتها مع الفصائل الفلسطينية على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار في الثامن عشر من أغسطس/آب الماضي".
وأكدت الحركة "انفتاحها على أي أفكار أو مقترحات تحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً شاملاً لقوات الاحتلال من القطاع، ودخولاً غير مشروط للمساعدات، وتبادل أسرى حقيقياً من خلال مفاوضات جادّة عبر الوسطاء".
ولاحقاً، قالت الحركة إن وفداً قيادياً من حماس اختتم مساء السبت، زيارة إلى مصر، "ضمن جهود العمل من أجل إنهاء حرب الإبادة على قطاع غزة، ووقف تصاعد العدوان الصهيوني في الضفة الغربية والقدس المحتلة".
والتقى الوفد "فصائل فلسطينية ومؤسسات مجتمع مدني وشخصيات فلسطينية ورجال أعمال في القاهرة، بهدف تعزيز التشاور وتطوير العمل المشترك ورسم خارطة طريق وطنية، إلى جانب التأكيد على أن وحدة الموقف والميدان هي الضمانة لإنهاء الحرب وتعزيز الصمود".
واتفقت الفصائل الفلسطينية على "استدامة البحث عن سبل إنهاء الحرب، وإسناد صمود أهالي قطاع غزة، ومواجهة ما تتعرض له الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب تعزيز العمل المشترك لإدارة المعركة، ورسم خارطة طريق وطنية لما بعد الحرب" بحسب بيان لحماس.
وقال مصدر مصري لبي بي سي، إن وفد حماس "ناقش مقترحاً مصرياً طُرِحَ منذ أسبوعين، يتضمن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، وإعادة انتشار القوات الإسرائيلية، وإدخال مساعدات إنسانية مكثفة إلى غزة، وتبادل الرهائن والمحتجزين والسجناء".
وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، قد أكد خلال اتصال مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، يوم الجمعة، ضرورة تجاوب إسرائيل مع المقترح المطروح.
ميدانياً، أحصت وزارة الصحة في غزة خلال 24 ساعة ماضية، 5 حالات وفاة جديدة "نتيجة المجاعة وسوء التغذية من بينهم 3 أطفال، ليرتفع إجمالي وفيات سوء التغذية إلى 387 شهيداً، من بينهم 138 طفلاً"، وفق بيان للوزارة الأحد.
ومنذ إعلان المجاعة في مدينة غزة من قبل مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي IPC المدعوم من الأمم المتحدة، سُجلت 109 وفيات، بينهم 23 طفلاً، بسبب "المجاعة وسوء التغذية".
وقالت وزارة الصحة، الأحد، إنها سجّلت 87 قتيلاً، بينهم 4 انتشلت جثثهم من تحت الأنقاض، و409 مصابين، وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة.
ووصل إجمالي عدد الضحايا في غزة منذ بدء الحرب حتى اليوم إلى أكثر من 64,368 قتيلاً و162,776 مصاباً، فيما وصل عدد القتلى بين الساعين للحصول على مساعدات إلى 2,416 قتيلاً وأكثر من 17,709 مصاباً، بعد مقتل 31 شخصاً وإصابة 132 آخرين في آخر 24 ساعة، وفق بيانات الوزارة.
وفي السياق، دعت الوزارة سكان القطاع إلى المبادرة بشكل عاجل للتوجه إلى المستشفيات وجمعية بنك الدم المركزي من أجل التبرع بالدم.
وفي السياق، تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين في القدس وتل أبيب مساء السبت، موجهين نداءات مباشرة إلى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لوضع نهاية لحرب غزة والإفراج عن الرهائن.
وتجمع المتظاهرون في ميدان عام خارج مقر الجيش في تل أبيب، ملوحين بالأعلام الإسرائيلية ورافعين لافتات بصور الرهائن. ورفع بعضهم لافتات كتب على إحداها "استمرار الحرب على غزة ينتقص من هيبة ترامب". وكُتب على لافتة أخرى "أيها الرئيس ترامب.. أنقذ الرهائن الآن!".
وفي القدس، أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بأن المتظاهرين انطلقوا بالقرب من مدخل المدينة باتجاه مقر إقامة نتنياهو في شارع عزة، رافعين لافتة كُتب عليها "حكومة ظل الموت"، ومرددين هتافات: "لماذا لا يزالون في غزة؟".
ويُقدّر عدد المحتجزين المتبقين في غزة بـ 48، يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن نحو 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة.
من ناحية أخرى، تأجّل حتى يوم الأربعاء إبحار أسطول المساعدات المتّجه من تونس إلى غزة الذي كان مقرّراً الأحد، وفق ما أعلنت، السبت، الجهة المنظمة؛ هيئة أسطول الصمود العالمي، التي عزت الأمر إلى "أسباب تقنية ولوجستية" وصفتها بالخارجة عن إرادتهم.
الأسطول الذي يحمل مساعدات إنسانية ويقلّ ناشطين مؤيدين للفلسطينيين، سبق أن أرجأ موعد الإبحار من برشلونة في إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوية.
وكان من المفترض أن ينضم المشاركون من تونس إلى السفن والمراكب المتجّهة إلى غزة التي انطلقت من إسبانيا وإيطاليا، بهدف "فتح ممر إنساني ووضع حد لإبادة الشعب الفلسطيني المتواصلة" في غزة، بحسب ما أفاد الأسطول الذي يتوقع أن يصل إلى غزة منتصف الشهر الحالي.
ويشارك في الأسطول ناشطون من عشرات الدول، منهم السويدية غريتا تونبرغ والممثلان الإيرلندي ليام كنينغهام والإسباني إدوارد فرنانديز، إلى جانب نواب أوروبيين وشخصيات عامة بينها الرئيسة السابقة لبلدية برشلونة آدا كولاو.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت الأمم المتحدة "المجاعة" في غزة، وحذّرت من أن 500 ألف فلسطيني يواجهون "ظروفاً كارثية".
وسبق أن منعت إسرائيل محاولتين سابقتين للناشطين في هذه المبادرة لإيصال مساعدات بحراً إلى القطاع الفلسطيني في يونيو/ حزيران، ويوليو/تموز.