في محطة جديدة تعكس متانة العلاقات الثنائية، يقوم رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بزيارة رسمية إلى روسيا، الخميس، حيث يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين لبحث آفاق التعاون الاستراتيجي بين البلدين.
وتأتي هذه الزيارة في ظل تنامي الشراكة الإماراتية الروسية على مختلف المستويات، سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا، لا سيما بعد سلسلة من الزيارات الرسمية المتبادلة والتفاهمات التي تمخضت عنها اتفاقيات نوعية، شملت قطاعات حيوية مثل الطاقة والتجارة والاستثمار.
وتبرز الإمارات اليوم كشريك فاعل في الملفات الإقليمية والدولية، وهو ما تجلى في دورها الإنساني والدبلوماسي في عدد من الأزمات، من بينها الأزمة الأوكرانية، حيث نجحت في لعب أدوار وساطة مؤثرة.
الإطار الاستراتيجي
اتسمت العلاقات الإماراتية الروسية بتوازن دبلوماسي وحوار بناء، تخللته زيارات رفيعة المستوى من الجانبين، وشراكة فعالة في القضايا الدولية مثل مكافحة الإرهاب، والتغير المناخي، وتعزيز الاستقرار العالمي.
وتؤكد الزيارة أهمية التنسيق المستمر في دعم الحلول السلمية واحترام سيادة الدول، بما يعكس الرؤية المشتركة في ترسيخ التعددية وتعزيز الأمن العالمي.
تطور العلاقات الاقتصادية
شهدت العلاقات الاقتصادية تطورا ملحوظا، حيث بلغت قيمة التجارة غير النفطية بين الإمارات وروسيا 11.5 مليار دولار في عام 2024، بزيادة 5 بالمئة عن عام 2023.
وفي الربع الأول من عام 2025 سجلت التجارة غير النفطية نموا استثنائيا بنسبة 76.3 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وبنسبة 55.6 بالمئة مقارنة بالربع الأخير من 2024، ما يعكس ديناميكية الشراكة الاقتصادية وعمقها.
ولا تقتصر المشاريع بين البلدين على المشاريع الاستثمارية والاقتصادية، بل تمتد لتشمل البناء الاجتماعي والمعرفي والثقافي.
الإمارات.. الشريك الموثوق
ترتبط الإمارات وروسيا بعلاقات راسخة بنيت على مبادئ الاحترام وعدم التدخل، والتعاون متعدد الأبعاد، وتؤكد الزيارة اليوم التزام الإمارات بتوسيع دائرة شراكاتها الدولية وتنويع علاقاتها الاقتصادية والسياسية.
وتأتي زيارة رئيس دولة الإمارات إلى موسكو لتؤكد انفتاح الدولة على جميع القوى العالمية بما يخدم المصالح الوطنية ويعزز الاستقرار العالمي.
كما تبرز قدرة الإمارات على الحفاظ على علاقات إيجابية ومتوازنة مع مختلف الأطراف الدولية، مع الحفاظ على ثوابتها السيادية، وتعزز مكانة الإمارات كشريك موثوق في مساعي التهدئة وبناء جسور التواصل بين الشعوب.