نستعرض في جولة عرض الصحف الخميس، تحليلات الصحف العالمية حول تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة واستراتيجيتها الجديدة، مع التركيز على الدعم الأمريكي لنتنياهو، وتحديات ترامب في الضغط على قادة إسرائيل وروسيا لإنهاء الحروب.
ونستهل جولتنا مع مقال بعنوان "سيناريوهان محتملان لإسرائيل بعد استئناف الحرب على غزة" في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، للكاتب يوسي يهوشوا.
يوضح الكاتب تفاصيل تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس.
ويعرض التحولات في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، التي تشمل الهجمات الجوية المركزة على الأهداف المدنية والسياسية لحماس، وليس فقط الأهداف العسكرية.
يقول الكاتب إن "الهدف من قصف المدفعية الثقيلة باتجاه شمال غزة هو دفع السكان العائدين إلى الجنوب"، مضيفاً "هذه أيام رمضان، وعمليات الجيش الإسرائيلي لا تُسهّل الأمور، بل قد تزيد الضغط على حماس".
ويشير إلى الدعم السياسي الأمريكي المستمر لإسرائيل في هذه العمليات، خاصة تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، والذي "يعول عليه مسؤولو الأمن الإسرائيليون".
ويبيّن الكاتب التحديات العسكرية التي تواجهها إسرائيل في غزة، بما في ذلك إصرار حركة حماس على التمسك بمواقفها، ما قد يتسبب في استئناف العمليات العسكرية الكبيرة.
كما يناقش التأثيرات الإنسانية لوقف المعونات الإنسانية وإغلاق المعابر، مع تزايد الضغط على المدنيين الفلسطينيين، "على الرغم من أن حماس تواصل توزيع ما دخل غزة بالفعل، وهو أمر يجب إيقافه، وفقاً لمسؤولين عسكريين".
يشكك الكاتب "بجهود الجيش الإسرائيلي لتفكيك البنية التحتية المدنية في غزة"، مشيراً إلى "الاحتفالات التي نظمتها حماس قبل إطلاق سراح الرهائن".
ويؤكد أن "الضغط العسكري يمكن أن يحقق بعض النتائج، إلا أنه من الصعب مفاجأة حماس أو فرض نتيجة حاسمة تدفعها إلى طاولة المفاوضات"، مبيناً أنه "ولهذا السبب تزيد إسرائيل الضغط".
ويعرض الكاتب في ختام مقاله سيناريوهين اثنين للوضع في غزة؛ "الأول، أن تذعن حماس وتوافق على صفقة شاملة وسريعة. والثاني، أن ترفض التراجع، ما يدفع الجيش الإسرائيلي إلى استئناف العمليات البرية واسعة النطاق".
وننتقل إلى افتتاحية صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، التي جاءت بعنوان "إذا أراد ترامب إنهاء الحروب، فعليه الضغط على بوتين ونتنياهو".
تؤكد الصحيفة في مستهل مقالها على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه تحديات كبيرة في محاولاته لوقف الحروب في غزة وأوكرانيا، وهما نزاعان كان قد وعد بإنهائهما بسرعة عند توليه منصبه.
وتشير إلى أن ترامب يواجه مقاومة من قادة كل من إسرائيل وروسيا، اللذين يرفضان تقديم التنازلات الكبيرة في كلا النزاعين.
وتقول "يشعر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الدعم الكامل من ترامب يعزز موقفه العسكري في غزة، ويثق بأن أي عمل عسكري إضافي قد يقضي على حماس المنهكة".
وتضيف أن "لدى نتنياهو أيضاً اعتبارات داخلية: فقد حذّر المتشددون في ائتلافه من أنهم سيتخلون عن حكومته إذا وافق على إنهاء الحرب بشكل دائم طالما بقيت حماس تُشكّل تهديداً".
وترى أن "حماس تتوق إلى اتفاق ينهي الهجمات الجوية المدمرة والعمليات البرية الإسرائيلية التي دمرت جزءاً كبيراً من البنية التحتية للأنفاق وترسانات الأسلحة لحماس".
وتقول "يريد نتنياهو تدمير حماس بالكامل، وعدم وجود أي دور لقوات حفظ السلام الخارجية، وعدم وجود أي دور للسلطة الفلسطينية التي تسيطر حالياً على الضفة الغربية، واستمرار الوجود العسكري الإسرائيلي".
ونختتم جولتنا مع رأي صحيفة القدس العربي، والتي جاءت بعنوان "لماذا استأنف نتنياهو حرب الإبادة؟".
وتسلط الصحيفة الضوء على تصعيد الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة، والتأكيد على أن ما يحدث يعد نتيجة لاستراتيجية إسرائيلية تقوم على القتل الجماعي، والتجويع، والتهجير للفلسطينيين، وتدعمها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.
وتربط هذا التصعيد بالقرارات السياسية الإسرائيلية التي تهدف إلى تعزيز سلطات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتدعيم سلطته السياسية والعسكرية، بما في ذلك تعزيز مواقف اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية.
وتشير إلى أن تصاعد التوترات في مناطق أخرى مثل سوريا ولبنان واليمن وإيران، "وهو ما يسميه نتنياهو الحرب على سبع جبهات"، يأتي في سياق تعزيز قوة نتنياهو في الداخل الإسرائيلي، وتقديم دعم سياسي داخلي له من خلال "تكريس توجهات فاشية ومتطرفة تتبنى سياسات الإبادة والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين".
وتؤكد الصحيفة أن الهجمات الإسرائيلية على غزة ليست مجرد ردود فعل عسكرية، بل هي جزء من استراتيجية سياسية هدفها تعزيز سلطة نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتطرف، مع تجاهل التزامات سابقة واتباع سياسة قاسية ضد الفلسطينيين في غزة.