في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في الركام والدمار، بين أطلال منازل تلاشت معالمها، يجد سكان حي الجنينة شرقي مدينة رفح أنفسهم عالقين بين الماضي والحاضر، محاولين إعادة أنماط الحياة إلى مكان أصبح أشبه بالمدينة المهجورة.
كان هذا الحي الذي كان يومًا ما منزلاً يفيض بالحياة، اليوم منطقة منكوبة بلا أي مقومات للحياة، بعد أن اجتاحه الدمار بسبب الهجوم الإسرائيلي الأخير على المنطقة.
كل شيء أصبح رمادياً
في جولة عبر الحي، يرى مراسل "سكاي نيوز عربية"، حازم البنا، حجم الدمار الذي ألحقته الهجمات الإسرائيلية بهذا المكان. يبدو كل شيء وكأنه تحول إلى رماد: المنازل المدمرة، الطرق المكسوة بالركام، والمشاهد المحزنة التي تقطع الأنفاس. فحتى الذكريات لم تسلم، إذ صارت أكوام الحجارة والأنقاض تحتل مكان تلك اللحظات الجميلة التي كان يعيشها أهل الحي.
تدمير شامل.. والركام يروي قصة المأساة
تستقبلنا السيدة آمنة الجعب، إحدى سكان الحي، فوق أنقاض منزلها المدمر، وتروي لنا بكل ألم كيف دمرت قوات الجيش الإسرائيلي المنازل.
تقول: "قام الجيش الإسرائيلي بتلغيم كافة البيوت في الحي وقاموا بتفجيرها." هذه الكلمات تلخص المأساة التي يعيشها أهالي حي الجنينة، الذين أصبحوا مشردين بعد أن دمر الاحتلال كل شيء.
منزل جديد... دمر بعد 33 يوما
أحد قصص الأمل التي تحولت إلى فاجعة، هي قصة محمود كلوب. محمود الذي تزوج حديثًا وانتقل للعيش في منزله الجديد، فوجئ بتدمير بيته بعد 33 يوما فقط من السكن فيه. يصف محمود لحظات الانهيار قائلاً: "سكنت في منزلي 33 يوما فقط قبل أن يقوم الجيش الإسرائيلي بتدميره، والآن نقوم بإصلاحه لكي نتمكن من العيش." الواقع الذي يعايشه محمود هو مجرد صورة مصغرة لما يعانيه جميع سكان الحي شرقي مدينة رفح.
دمار يفوق 90 بالمئة... وأمل ضعيف في العودة
تحدثنا إلى فضل غنام، أحد سكان الحي، الذي يروي عن رحلة العودة بعد النزوح قائلاً: "بعد رحلة النزوح عدنا إلى بيوتنا وتفاجئنا بحجم الدمار الذي وجدناه. يمكن القول إن الدمار في الحي يفوق نسبة 90 بالمئة".
فضل، الذي كان يعلق آمالًا على العودة إلى منزله، اكتشف أن الإمكانيات المتوفرة لا تسمح له سوى بإزالة أقل من 1 بالمئة من الدمار، مما جعل حياته مستحيلة. وعلى الرغم من ذلك، يضيف فضل: "الكثير من العائلات فضلت الرحيل والعودة إلى منطقة المواصي، فالحياة هنا غير آمنة".
صعوبات العودة.. الدمار والخطر يطاردان سكان رفح
بينما يواجه سكان حي الجنينة صعوبات هائلة في إعادة الحياة إلى مكانهم، فإن أكثر من 70 بالمئة من السكان في مدينة رفح يواجهون مصيرًا مشابهًا، حيث يمتنعون عن العودة بسبب حجم الدمار وأيضًا بسبب الأوضاع الأمنية في المنطقة.
من دون شك، يعيش أهالي رفح في معركة مستمرة ضد الزمن والألم، لكنهم يرفضون الاستسلام، ويواصلون معركتهم للبقاء.
وسط تلك الأنقاض، يصارع سكان الحي للبقاء على قيد الحياة، يتحدون الظروف المعيشية الصعبة، ويأملون في يومٍ ما أن تعود لهم بيوتهم، ولكن وسط الركام، يبقى الأمل ضئيلاً والألم أكبر.