في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في الأول من يوليو، يحيي الناس في ألمانيا يومًا مخصصًا لمناهضة العنصرية ضد المسلمين. تأتي هذه الذكرى تزامنًا مع وذكر مقتل مروة الشربيني، الصيدلانية المصرية التي قُتلت عام 2009 على يد اليميني المتطرف أليكس دبليو داخل قاعة محكمة في دريسدن. قبل 16 عامًا، كان الهجوم بدافع كراهية دينية وعنصرية، وأثار صدمة كبيرة في المجتمعين الألماني والعالمي. كما توفي جنين مروة الشربيني الذي كانت تحمل به أثناء الجريمة.
وُلدت مروة الشربيني في الإسكندرية عام 1977، وكانت لاعبة في المنتخب المصري لكرة اليد، حيث حصلت على العديد من البطولات وشهادات التقدير. في الأول من يوليو 2009، حضرت مروة جلسة استئناف في محكمة دريسدن ضد الألماني أليكس دبليو، الذي غرمته المحكمة سابقًا 780 يورو بسبب اعتدائه عليها و محاولته نزع حجابها ، بالإضافة إلى وصفها بالإرهابية.
عندما تم تأكيد الغرامة، فقد أليكس السيطرة على نفسه، وهاجم مروة داخل قاعة المحكمة بطعنها 18 مرة في بطنها وصدرها وظهرها، ما أدى إلى وفاتها. كما تعرّض زوجها المصري، علوي علي عكاز، المعيد في معهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية، لعدة طعنات في نفس الحادث.
الأول من يوليو، الذي يصادف اليوم العالمي لمكافحة العنصرية ضد المسلمين ـ صورة أرشيفية تجمع الراحلة مروة الشربيني مع زوجها علوي علي عكاز خلال زواجهماصورة من: epa/dpa/picture alliance
كانت مروة تبلغ من العمر 32 عامًا عندما فارقت الحياة خلال ثلاث دقائق فقط من الهجوم. في جنازتها، تظاهر مئات من المصريين والعرب احتجاجًا على العنف و التطرف ضد المسلمين ، وطالبوا الحكومة الألمانية بفرض أقصى عقوبة على القاتل، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة في 11 نوفمبر 2009، وهي أقصى عقوبة في ألمانيا.
وفي خطوة جديدة لمكافحة العنصرية، عينت ولاية برلين لأول مرة مسؤولًا خاصًا لمكافحة العنصرية ضد المسلمين ، ردًا على تزايد حوادث العنف ضدهم. يوسيل ميهيروغلو ستتولى هذا المنصب بداية من الأول من يوليو:
وتبلغ يوسيل ميهيروغلو 41 عامًا، وتحمل دكتوراه من مركز أبحاث معاداة السامية في جامعة برلين التقنية. عملت مؤخرًا كباحثة مشاركة في مركز الإبلاغ عن معاداة السامية، حيث كانت تتابع تسجيل الحوادث العنصرية وتقديم المشورة والدعم للضحايا.
أظهر تقرير تحالف CLAIM لعام 2024 تصاعدًا مقلقًا في الهجمات المعادية للمسلمين في ألمانيا، حيث تم تسجيل 3080 حادثة عنصرية خلال العام، مقارنة بـ 1926 حادثة في عام 2023، ما يعكس ارتفاعًا بنسبة 60%، بمتوسط يتجاوز 8 اعتداءات يوميًا.
ورصد التقرير حالتَي قتل و198 اعتداءً جسديًا ، بينها محاولات قتل، في ظل مناخ متوتر يتغذى بخطابات سياسية وإعلامية متزايدة العداء تجاه المسلمين، ما يساهم في تصعيد التمييز والكراهية في المجتمع.
في هذا السياق، شدد عبد الصمد اليزيدي، رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، على أن تصاعد هذه الهجمات يستدعي استجابة سياسية ومجتمعية حازمة، لا تكتفي بالإدانة اللفظية، بل تشمل إجراءات ملموسة لحماية الضحايا، ومعاقبة الجناة، ومعالجة الأسباب العميقة للتمييز والكراهية.