آخر الأخبار

"يجب على أحد ما أن يدفع ثمن نهاية عصر النفط والغاز - الغارديان

شارك
مصدر الصورة

نتناول في جولة الصحافة ليوم الاثنين، معركة تمويل "الانتقال العادل" قبل نهاية عصر النفط والغاز في مفاوضات مؤتمر المناخ، وتحليل لانهيارات مفاجئة في شركات أمريكية قد تكون مؤشراً مبكراً لأزمة ائتمانية جديدة، وتحذيرات من أن تسليم الكتابة للذكاء الاصطناعي قد يعني التخلي عن التفكير نفسه.

ونبدأ جولتنا من صحيفة الغارديان التي تكتب في افتتاحيتها عن طقس مدينة بليم في البرازيل، حيث تُعقد قمة المناخ (كوب 30).

تقول الصحيفة في الافتتاحية المعنونة بـ"رأي صحيفة الغارديان في مؤتمر كوب 30: يجب على أحد ما أن يدفع ثمن نهاية عصر النفط والغاز"، إن طقس المدينة يعكس تماماً مسار المفاوضات: صباحات مشمسة تحمل قدراً من التفاؤل، يعقبها تراكم الغيوم وهطل مطري كثيف.

وتوضح الصحيفة أن القمة بدأت بـ"شمس مشرقة" عبر الاتفاق على جدول الأعمال منذ اليوم الأول، بينما أُجلت القضايا الأصعب ومنها: التمويل المناخي، رسوم الكربون، وسد الفجوة بين تعهدات الدول ومسار اتفاق باريس، إلى الأسبوع الثاني.

وتشير الغارديان إلى أن وكالة الطاقة الدولية أكدت الأسبوع الماضي أن عصر الوقود الأحفوري يقترب من نهايته، إذ سيبلغ العالم ذروة استخدام الفحم والنفط والغاز خلال هذا العقد، ثم يبدأ الانخفاض.

وتحذر الصحيفة من أن استخدام الهيدروكربون عالمياً لا يزال يتراجع "ببطء شديد"، وأن معركة التمويل وتمكين "الانتقال العادل" ستكون في قلب مفاوضات (كوب 30).

وتوضح الافتتاحية أن الخلاف يتمحور حول كيفية إبقاء الاحترار عند 1.5 درجة مئوية.

فدول الجنوب العالمي تتمسك بالمادة 9.1 من اتفاق باريس، التي تجعل توفير التمويل "واجباً" على الدول الغنية، بينما تدفع دول الشمال نحو المادة 6 التي تركّز على أسواق الكربون.

أما الدول النامية فتريد تمويلاً مباشراً - وتفضل أن يكون منحاً - بينما تسعى الدول المتقدمة إلى دمج القروض ورأس المال الخاص وتحميل "الاقتصادات الصناعية الجديدة" جزءاً من العبء.

وطالبت الدول النامية العام الماضي بـ1.3 تريليون دولار سنوياً، لكنها حصلت في المقابل على تعهدات لا تتجاوز 300 مليار دولار بحلول 2035، معظمها قروض.

مصدر الصورة

ووفق تحليل لمنظمة أكشن إيد لقرابة 19 مليار دولار من مساعدات المناخ على مدى عقد من الزمن، ظهر أن أقل من 3 في المئة أيدوا "انتقالاً عادلاً" للعمال والمجتمعات المحلية.

وترى أن "الغيوم ستتجمع فوق بلم" مع دخول القمة أسبوعها الثاني، وأن الاختبار الحقيقي سيكون قدرة الدول على تجاوز ما فشلت فيه القمم السابقة.

وتعتبر أن غياب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - أو أي ممثل عنه - قد يسهل التقدم، إذ تدفع مجموعة الـG77 مع الصين نحو "آلية انتقال عادل" تنقل التكنولوجيا وتوفر تمويلاً خالياً من الديون، بدعم من البرازيل وجنوب أفريقيا والهند، فيما تخشى دول الشمال من أن يؤدي ذلك إلى بطء تحقيق الأهداف المناخية.

وتقول الصحيفة إنّ الأرض في طريقها إلى احترار يبلغ 2.6 درجة مئوية هذا القرن وهو مسار خطير لكنه أفضل مما كان متوقعاً قبل عقد.

وتنتقد الدول الغنية التي "تنفق مليارات على حملة سنداتها، لكنها تعلن العجز" عندما يتعلق الأمر بتمويل الأزمة المناخية.

وترى أن مؤتمر المناخ سيحدد ما إذا كان الشمال العالمي سيقبل بدفع حصته العادلة، أم سيواصل التهرّب بينما "يحترق الكوكب".

بلومبيرغ: مؤشرات ثلاثية سامة قد تسبق الانهيار المالي المقبل

إلى صحيفة بلومبيرغ ومقال للكاتب آرون براون يتناول فيه إفلاس الشركات المثقلة بالديون العالية.

يقول براون إنه "أمر معتاد"، لكنه يشير بأن الانهيارات المفاجئة المصحوبة باتهامات بالاحتيال، والتي تؤدي إلى تدمير الأعمال نفسها وخسائر تطال الموظفين والعملاء والموردين، لا المستثمرين وحدهم أمر غير معتاد.

ويرى الكاتب أن هذه الانهيارات قد تكون أول إشارة على أزمة مالية واسعة، تجتمع فيها ثلاثة عناصر خطرة: الرافعة المالية المفرطة، نقص السيولة، والتقييمات المضلِّلة.

ويشير براون إلى موجات سابقة مشابهة: السندات المالية المدعومة بالرهن العقاري في التسعينيات، والاعتراف بالإيرادات المحفوفة بالمخاطر ومحاسبة المشتقات المالية في نهاية التسعينيات وبدابة الألفية الحالية، والمشتقات الائتمانية المعقدة عام 2007، ثم انهيارات العملات المشفرة في 2023.

أما في 2025، فباتت الأنظار تتجه إلى قطاع الائتمان الخاص الذي يبلغ حجمه 1.7 تريليون دولار.

ويضرب الكاتب أمثلة على الانهيارات الأخيرة، فشركة "فيرست براندز" التي فشلت وسط مزاعم "احتيال واسع النطاق"، وشركة "ترايكلور هولدينغز" التي تحقق سلطات الإفلاس في "احتيال استثنائي"، وشركة "رينيفو" التي انهارت فجأة وقدمت طلب تصفية كاملة تاركة موظفيها بلا رواتب أو تأمين، وزبائنها بلا خدمات أو استرداد للدفعات.

ويقول براون إن هذا النوع من الانهيار "لا يجب أن يحدث بسبب نقص القدرة على دفع الفوائد"، لأن النظام المالي مصمَّم لإبقاء الشركات الاقتصادية قيد التشغيل.

مصدر الصورة

ويرى براون أن الاحتيال أو سوء الإدارة هما التفسير الوحيد لانهيار شركات عاملة بشكل مفاجئ.

وينقل عن جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ"جيه بي مورغان"، تحذيره: "حين ترى صرصاراً واحداً… فهناك عادة المزيد".

ويتوقف الكاتب عند مفهوم "الاختلاس" الذي قدّمه جون كينيث غالبريث عام 1955.

ويقول براون إن الخطر في 2025 يتمثل في وجود صناديق ائتمان خاصة متداولة علناً، بلا احتياطيات رأسمالية تُذكر، وبكشف ضئيل، وتقييمات غير شفافة.

ويحذّر الكاتب من أن الغياب شبه الكامل للتقييم وفقاً للسوق قد يخفي الانهيارات الصغيرة لكنه يفجّر انهيارات كبرى عندما يتسع الفارق بين القيمة الدفترية والحقيقية.

ويصف الرافعة المالية العالية، والسيولة المتدنية، والتقييمات غير الموثوقة بأنها "الثلاثية السامة" وراء معظم الانهيارات المالية.

ويرى براون أن المستثمرين يدركون هذه المخاطر لكنهم يقبلون بها سعياً وراء عوائد أعلى، غير أن المشكلة أن الانهيارات الصغيرة في هذا القطاع يمكن أن تهز الثقة وتتسرب إلى الأسواق الأخرى.

ويقول إن حجم الخسائر حتى الآن "ليس كبيراً" مقارنة بالاقتصاد، لكن خسائر الرهن العقاري عام 2007 كانت كذلك قبل انفجار الأزمة.

ويقول إنه إذا كانت هذه الحالات مجرد حوادث معزولة، فقد تكون "عثرة بسيطة"، أما إذا كانت "قمة جبل الجليد"، فربما يكون الوقت قد حان - كما يقول- "لتتجه النساء والأطفال إلى قوارب النجاة".

"حين نسلّم الكتابة للذكاء الاصطناعي… نخاطر بالتخلّي عن التفكير نفسه"

ويكتب كورنتان لامي في صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن الاعتماد المتزايد على مولدات النصوص النعتمدة على الذكاء الاصطناعي مثل تشات جي بي تي لا يقتصر على الإجابة عن الأسئلة اليومية، بل أصبح يمتدّ إلى الكتابة نيابة عن المستخدمين.

ويشير إلى دراسة أظهرت أن 8 في المئة من مستخدمي المنصة يطلبون من الذكاء الاصطناعي كتابة رسائل شخصية كاملة، بينما يلجأ آخرون إليه لصياغة إجابات في مقابلات أو مراسلات عاطفية، ما يعني - برأيه - تفويض آلة في مهمة إعطاء شكلٍ لأفكار الإنسان.

وينقل لامي عن الفيلسوف إريك سادان تحذيره من أنّ "مليارات الأفراد" باتوا يرون في هذه الأدوات فرصة للتوقف عن ممارسة قدراتهم الأساسية، مثل الكتابة والتعبير.

مصدر الصورة

ويرى سادان أن تخلّي الإنسان عن ممارسة التفكير والكتابة بنفسه "لا يمكن إلا أن يقود إلى الحزن والمرارة والجنون".

كما يستشهد الكاتب بالكاتب الأمريكي المتخصص في الذكاء الاصطناعي إيد زترون الذي يرى أن الكتابة ليست "وضع كلمات فحسب"، بل هي صراع مع الأفكار والمشاعر لا يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاته.

ويذكر لامي دراسة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا خلصت إلى أن 83 في المئة من الطلاب الذين استعانوا بـ تشات جي بي تي لكتابة مقالات لم يتذكروا لاحقاً جملة واحدة مما كتبوه، ما يدل على أن النص لا ينتمي إليهم فكرياً.

ويشير لامي إلى سؤال طرحته مجلة نيتشر ريفيوز للهندسة الحيوية: إذا كانت الكتابة شكلاً من التفكير، فهل يعكس النصّ المكتوب عبر الذكاء الاصطناعي أفكارنا… أم أفكار النموذج نفسه؟

ويؤكد الكاتب أنّ تشات جي بي تي "لا يفكر" أصلاً، بل يعيد تركيب معارف مستمدة من البيانات التي دُرّب عليها، لكنه يشير في المقابل إلى ما يراه الباحثون: انحيازات عرقية وجندرية مدمجة في النماذج، إضافة إلى التأثير السياسي والثقافي لأصحاب الشركات المشغّلة - من إيلون ماسك إلى قادة شركات الذكاء الاصطناعي - الذين ينتمون إلى بيئة فكرية واحدة تقريباً، تجمع أدب ما بعد الإنسانية وأحلام الخلود والهيمنة التقنية.

ويقول لامي إن هذه الشركات راكمت ثرواتها عبر امتصاص كل ما هو متاح من نصوص وصور وفيديوهات لإنتاج محتوى "جديد" معاد تدويره. ويذكّر بوعودها للمستثمرين بالاستغناء عن معظم العمال المهرة.

ويقوم الكاتب بنقل تحذير الصحفي تيبو بريفو، الذي يرى أن هذا النموذج يجعل البشر "مادة خام للاستغلال"، وأن تشات جي بي تي ليس سوى "واجهة تقنية لعملية قديمة جداً في خصخصة الثروة".

ويعتبر لامي أن الهجوم على الكتابة - وبالتالي على التفكير - هو اقتراب من آخر مهمة إنسانية ظنّ البشر أنها عصيّة على الاستيلاء: القدرة على صياغة الأفكار بأنفسهم.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار