مع التغيرات المتسارعة في السنوات الأخيرة أصبحت المرحلة الحالية من الإدارة تتطلب إتقان مهارات جديدة لا تقتصر على التعامل مع البشر فقط، بل تمتد لتشمل إدارة أنظمة الذكاء الاصطناعي بنجاح.
هذا التحول الجذري يستدعي بالضرورة تغيير النظرة إلى الذكاء الاصطناعي من مجرد أداة إلى زميل وعضو في فريق عمل، مما يفتح آفاقا هائلة للإنتاجية والتأثير.
هذه التحولات تفرض على القادة اكتساب 3 مهارات جوهرية للنجاح في المستقبل، وذلك وفقا لمقال نشرته مجلة فوربس الأميركية للكاتب كريش رامينيني، تحت عنوان: "كتيب مدير الذكاء الاصطناعي: أتقن ثلاث مهارات لقيادة مستقبل العمل".
القادة الناجحون لا يكتبون توجيهات مثالية لأدوات الذكاء الاصطناعي من المحاولة الأولى، بل يكررون. تبدأ بتوجيه عام، تحلل المخرجات، ثم تصقل طلبك بدقة متناهية. كل خطوة لا تستغرق سوى ثوانٍ معدودة، ففي جزء من الوقت الذي قد تستغرقه لترتيب اجتماع واحد، تكون قد حسّنت نهجك أكثر من مرة.
توقف عن كتابة التوجيهات من الصفر، صمم قوالب وأطر عمل قابلة للاستخدام المتكرر، وذلك لتحسين أداء الذكاء الاصطناعي مع الوقت، فالأثر التراكمي لهذه المنهجية هائل.
كمثال على ذلك لنأخذ مدير مبيعات يحتاج لتقارير أسبوعية، فبعد إتقان صياغة التوجيهات والتكرار والتعلم من التجربة، يمكن الحصول على النتائج المرجوة في نصف ساعة مثلا، هنا يأتي دور المنهجية، بدلا من استخدامه مرة واحدة، وإعادة التجربة كل مرة.
ففي الأسبوع التالي من استخدام المنهجية، يستغرق الحصول على التقرير 30 ثانية فقط، وبحلول الشهر الثالث، يمكن لهذا النظام أن يوفر مئات الساعات لفريق المبيعات بأكمله.
وتقوم هذه المنهجية على التالي:
قادة المستقبل يبنون أنظمة إدارة خاصة بهم لتنسيق عدة وحدات ذكاء اصطناعي، فبدلا من إنجاز المهام بالتسلسل، قد تتضمن حملتك التسويقية تنسيق 3 وكلاء من أدوات الذكاء الاصطناعي بمهام فريدة:
تعمل كل وحدة بشكل متزامن، وتُقدم تقاريرها في فترات زمنية محددة. مهمتك هي المراجعة، وإعادة التوجيه، والدمج.
مثلا، عندما يبتعد محتوى الوكيل 2 عن هوية العلامة التجارية، تزوده بأمثلة وتطلب منه المحاولة مجددا. وعندما يكشف الوكيل 1 عن إستراتيجية منافس مميزة، فإنك تغذي هذه الرؤية للوكيلين 2 و3. وإذا توفرت لك المهارات والمعرفة بكيفية عمل تلك الأدوات بدقة، فربما تستطيع أن تجعل التنسيق بينهم آليا دون تدخل منك، مما يوفر جهدا ووقتا ثمينا.
من يتقن إدارة الذكاء الاصطناعي الآن سيحقق ميزة تنافسية هائلة، والبداية يمكن أن تكون بخطوة صغيرة، مثل اختيار مهمة واحدة، استخدم فيها نظام ذكاء اصطناعي، ومارس هذه المهارات، وكررها بلا كلل، ثم انتقل لمهمة أخرى ونسق بينهما، وهكذا.
والخلاصة ستكون أنك لم تعد قائدا ومديرا تقليديا، بل إنك أشبه بـ" قائد أوركسترا" يضمن أن كل قسم من أوركسترا الذكاء الاصطناعي يعزف تحت قيادته في تناغم وكفاءة.