تمكن باحثون من إعادة تصور وجه الكاهنة المصرية "ميريسامون"، لتصبح رؤية وجهها ممكنة لأول مرة منذ العصر الحديدي.
وكشفت دراسة قام بها خبير الرسومات، سيسيرو موريس، عن نموذج تقريبي لوجه " ميريسامون"، الكاهنة التي كانت تشتغل كمغنية في معبد مصري.
قال موريس: "إنها تبدو أنيقة. تعكس إعادة البناء وجها متناغما وهادئا، مع ملامح تشير إلى الوقار واللطف".
وذكرت صحيفة "تليغراف" أن الدراسة المنشورة في مجلة "أورتوغ أونلاين ماغ" (OrtogOnLineMag)، اعتمدت على تقنية الأشعة المقطعية، وعلى بيانات جمجمة المومياء لإعادة تشكيل ملامح ميريسامون.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الكاهنة كانت لها مكانة رفيعة في حياتها القصيرة، ويتضح ذلك من خلال التابوت الفاخر الذي وضعت فيه.
ونقش على سطحه اسمها "ميريسامون"، وكتب أيضا أنها مغنية في معبد آمون. كما أن اسمها "ميريسامون" يعني "آمون يحبها"، وفقا لـ"تلغراف".
قال موريس: "تشير جودة وزخرفة التابوت إلى أن ميريسامون كانت تنتمي إلى نخبة. فالحصول على دفن بهذه الفخامة يتماشى مع مكانة اجتماعية عالية وموارد كبيرة".
ولإعادة رسم وجه "ميريسامون"، اعتمد موريس على تقنيات حديثة، حيث استخدم مؤشرات لقياس سماكة الأنسجة اللينة على جمجمتها، مستندا إلى بيانات من متبرعين أحياء، ووضعها على نموذج رقمي لإعادة تصور شكل وجهها.
ثم استخدم تقنية تعرف بـ"التشويه التشريحي" لإعادة تشكيل نموذج افتراضي لوجه الجمجمة، وبعد ذلك دمج الوجوه وحصل على نموذج أولي بالأبيض والأسود، ثم أُضيفت إليه عناصر تقديرية كلون البشرة والعينين والشعر، بحسب ما ذكرته "تلغراف".
قال موريس: "تم نحت هذا الوجه الأساسي رقميا ليتناسب مع عمرها المقدر، وتمت صقله بإضافة شعر مستعار، وتلوين، وملمس، مع احترام البنية التشريحية الأصلية دائما".
وتشير بقايا المومياء إلى أن ميريسامون كان طولها يصل إلى 1.47 متر، وتوفيت في عمر يناهز الثلاثين، لكن سبب وفاتها لا يزال غير معروف.
وكان عالم الآثار الأميركي، جيمس هنري بريستد، قد اشترى هذا التابوت عام 1920، دون أن يفتحه.
ووصف متحف "آشموليان"، في جامعة أكسفورد دوره "ميراسانون" في منشور على الإنترنت.
وجاء فيه: "كانت كاهنة موسيقية من النخبة، وكانت وظيفتها الغناء وصنع الموسيقى للإله آمون. وكانت الموسيقى أداة أساسية في الدين المصري لتهدئة الآلهة."