آخر الأخبار

عميرة وأبو شرف.. لاعبان من غزة يكافحان المجاعة ببسطات الشوارع

شارك

غزة- في كل أنحاء العالم يتفرغ الرياضيون لممارسة الألعاب بشكل احترافي، وحتى بعد اعتزالهم لا يبتعدون كثيرا عن المجال الرياضي. لكن في غزة، بعد 21 شهرا من حرب الإبادة والتجويع ، صار الواقع مختلفا تماما وصادما إلى درجة يصعب على العقل تصديقها.

الرياضيون في غزة أُجبروا على ترك الملاعب التي دُمّرت بالكامل، والبحث عن سبل جديدة تعينهم على البقاء وتوفير لقمة العيش لأطفالهم وعائلاتهم. ووصل الحال بكثير منهم إلى الوقوف في الأسواق الشعبية على بسطات متواضعة لبيع المعلبات وما تبقى من سلع أساسية.

أحمد عميرة وإسماعيل أبو شرف مارسا كرة القدم لسنوات مع عدة أندية، واليوم يشقان طريق الحياة بأسلوب مختلف تماما.

العمل بدل الاستسلام

أحمد عميرة (38 عاما) لاعب شباب جباليا، من سكان مدينة غزة، نزح في الأيام الأولى للحرب إلى مدينة رفح . وبعد نجاته وزوجته وأطفاله الثلاثة من موت محقق إثر قصف استهدف المنزل المجاور لمكان نزوحهم، قرر العودة إلى بيته مجددا قائلا "طالما كلها موتة، أموت في بيتي".

بقي عميرة في مدينة غزة رغم تهديدات الاحتلال المتكررة بالإخلاء، وبدأ يبحث عن وسيلة لتأمين مصروف عائلته وسط الارتفاع الجنوني للأسعار التي تضاعفت 3 مرات في الأشهر الستة الأولى من الحرب.

يقول أحمد للجزيرة نت إنه بدأ ببيع الشوكولاتة والبسكويت والشيبس للأطفال، ثم بعد منع الاحتلال إدخال المواد الغذائية تحوّل إلى بيع الأواني البلاستيكية التي زاد الطلب عليها بسبب نزوح معظم العائلات من منازلها من دون مقتنياتها.

لاحقا انتقل إلى بيع الملابس، فاشترى طلبية من إحدى الشركات المحلية وتمكّن من بيعها بسرعة، ومع الوقت كبر مشروعه وأصبح مصدر دخله الأساسي حتى اليوم.

يقول عميرة: "كنت أمام خيارين، إما الاستسلام أو البحث عن بديل لتغطية المصاريف الكبيرة. غامرت رغم الخطر والموت الذي يحيط بنا من كل جانب، وكان الحظ والنجاح حليفي بحمد الله".

قبل الحرب كان عميرة لاعبا ناجحا على الصعيد المحلي، إذ بدأ مسيرته في كرة القدم مع نادي فلسطين ، ثم أهلي غزة، فالصداقة، وأخيرا شباب جباليا.

نزوح ومعاناة

أما إسماعيل أبو شرف، فكان حاله أصعب. كونه من سكان منطقة الكرامة شمال غزة، إحدى أولى المناطق التي اجتاحتها العملية العسكرية البرية.

إعلان

نزح أبو شرف (35 عاما) مع زوجته وأطفاله الثلاثة عدة مرات، متنقلا بين غزة المدينة ومخيمات النصيرات والمغازي، ثم إلى رفح في أقصى الجنوب.

في حي تل السلطان عاش أبو شرف، لاعب الجلاء، في خيمة يقتات على المساعدات التي بالكاد تبقيه وعائلته على قيد الحياة. لكن مع بدء الهجوم البري على رفح في مايو/أيار 2024، نزح مجددا إلى المنطقة الوسطى وتحديدا إلى الزوايدة. وبعد أن استقر مؤقتا مستأجرا لأحد المنازل، فكر في مشروع صغير يؤمن له دخلا.

بدأ العمل مع أحد أقربائه على بسطة لبيع البهارات، ثم أضاف إليها سلعا أخرى مثل النسكافيه والشوكولاتة والبسكويت. وقال للجزيرة نت "لم يكن الهدف التجارة أو الربح، بل فقط الحصول على بعض المال لإطعام أولادي ودفع الإيجار".

حاليا يعمل أبو شرف وحيدا على بسطة في سوق النصيرات الشعبي، يبيع ما يتوفر من مواد غذائية مثل السكر والحمص وزيت الطهي والبقوليات والأرز.

ويعترف أبو شرف بأنه لم يتخيل يوما أن يصل به الحال إلى الوقوف بائعا في سوق شعبي، لكنه رغم صعوبة الموقف يراه أفضل من طلب الحاجة من الناس.

أبو شرف بدأ مسيرته مع ناشئي غزة الرياضي وصولا إلى الفريق الأول، ثم لعب مع خدمات الشاطئ والصداقة، وأخيرا الجلاء.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا