‏قالت صحيفة “لوكوريي إنترناسيونال”، إن الفوضى في ليبيا لم تعد مرحلة انتقالية، بل أصبحت عقلية جديدة ونظاما مستداما.
‏
‏وأضافت الصحيفة الفرنسية، أن ليبيا اليوم ليست مجرد دولة في أزمة بل حقل تجارب لإعادة تعريف الدولة المنهارة.

‏وبينت الصحيفة أن الصراع لم يعد مجرد خلاف على كراسي السلطة، بل تحول إلى إعادة تعريف لشكل الدولة، حيث تلاشت الحدود بين المؤسسة العسكرية والميليشيات المسلحة، وبين الحكومة والعصابة، لا سيما في الغرب الذي تديره حكومة الوحدة.
‏
‏
‏ويسعى معسكر السلاح والقبائل وفقا للصحيفة إلى تأبيد الوضع الراهن، لتتحول البلاد من دولة مؤسسات إلى ساحة تحكمها “عصابات معترف بها” دولياً ومحلياً.
‏
‏وأشارت الصحيفة إلى أن العاصمة طرابلس تشهد حالة من الفوضى المنظمة، حيث تبدو كفسيفساء ممزقة من الأراضي التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة متنافسة.
‏
‏وأوضحت الصحيفة أن السلطات في الغرب لم تعد تمارس سيادة حقيقية، بل أصبحت هي نفسها أشبه بميليشيا تشتري بقاءها بالمال.
‏
‏
‏وبينت الصحيفة أن كل فصيل مسلح يسعى لترسيخ شرعيته من خلال السيطرة الميدانية، مما جعل المصالح الضيقة للجماعات تعلو فوق مفهوم “الدولة”.
‏
‏وكشفت الصحيفة أن المنشآت الحيوية ومصافي النفط تحولت إلى مراكز قوة يديرها قادة المجموعات المسلحة، وهي سلطة يصفها التقرير بأنها “أقوى من الحكومة الفعلية”.
‏
‏ ولفتت الصحيفة إلى ان الدور الدولي يساهم في ترسيخ سطوة الميليشيات بدلاً من تقويضها، إذ منحت إيطاليا بعض الجماعات نفوذاً خارج حدودها واعترافاً ضمنياً كقوى أمر واقع، بينما تراقب تركيا وروسيا ومصر الساحة الليبية، ليس لإنهاء الفوضى، بل لضمان حصصها في دولة الموارد، مما يعزز الانقسام ويجعل من الميليشيات وكلاء لهذه القوى.
‏
‏وشددت الصحيفة على أن الانتخابات ينظر إليها كـوسيلة لتأجيل المواجهة”، مع يقين كافة الأطراف بأن السلاح سيكون له القول الفصل بعد أي تصويت.
‏
‏
‏ويرى التقرير أن الأمم المتحدة فقدت دورها كوسيط وأصبحت مجرد عنصر ثانوي في المعادلة وتبدو مصممة على تكرار السيناريو نفسه، وإن كان في سياق مختلف.
‏
‏