عادت مدينة الزاوية، الواقعة على بُعد نحو 50 كيلومترًا غرب العاصمة طرابلس، إلى واجهة المشهدين السياسي والأمني، إثر اشتباكات عنيفة اندلعت أمس الجمعة في شارع القناعة وسط المدينة، ما أثار حالة من الفوضى والهلع بين السكان في الأحياء المجاورة.
وقالت مصادر محلية لـ«عين ليبيا» إن مسلحين يستقلون 3 مصفحات أطلقوا النار على سيارة مجهولة الهوية، في ما يُعتقد أنه محاولة اغتيال أو اختطاف لسائقها، قبل أن تتدخّل مجموعات أخرى وتندلع مواجهات متبادلة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة.
ووفق المصادر، سقطت قذائف عشوائية على بعض المباني السكنية القريبة، ما أدى إلى أضرار مادية وزيادة حالة التوتر.
خلفيات الصراع المسلّح
رجّحت المصادر أن يكون المستهدف أحد عناصر الكتائب التابعة للواء 52 مشاة الذي يقوده محمود بن رجب، فيما نُسب الهجوم إلى مجموعة تُعرف باسم «الجرينات» تتبع كتائب الإسناد بقيادة محمد بحرون الملقب بـ«الفار».
ولم يصدر حتى اللحظة أي تعليق رسمي من الجهات الأمنية أو الحكومية بشأن ملابسات الحادث أو الأطراف المتورطة فيه.
مناشدات لبسط الأمن
في غضون ذلك، ناشد مواطنون من الزاوية رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة التدخّل العاجل لبسط الأمن والسيطرة على الأوضاع، معبّرين عن استيائهم من استمرار التوترات المسلحة التي تهدد استقرار المدينة وتعرقل حياتهم اليومية.
وقال عدد من السكان لـ«عين ليبيا» إنهم يتخوفون من تكرار مشاهد الفوضى التي عاشتها المدينة في السنوات الماضية، مطالبين الأجهزة الأمنية بـ«تحرّك حازم وسريع يضمن سلامة المدنيين ويعيد الطمأنينة إلى الشارع».
مدينة تحت الخطر
تحوّلت الزاوية إلى إحدى أبرز بؤر الصراع المسلّح في غرب البلاد، وسط تمدّد نفوذ المجموعات الخارجة عن سلطة الدولة، ما يقوّض أي مساعٍ لبناء مؤسسات مستقرة أو تحقيق تسوية سياسية شاملة.
وتُعد مصفاة النفط في المدينة أحد أهم المرافق الحيوية المهددة بتداعيات الفوضى الجارية، ما يثير مخاوف متزايدة على الأمن والاقتصاد.