ألقى وزير الخارجية بالإنابة في حكومة الوحدة الوطنية الطاهر الباعور، كلمة دولة ليبيا أمام الاجتماع التنسيقي السنوي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، الذي يُعقد على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
في مستهل كلمته، عبر الباعور عن تقديره لرئيس الدورة الـ 51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي على حسن التنظيم والإعداد لهذا الاجتماع، كما توجه بالشكر إلى جمهورية الكاميرون على جهودها خلال رئاستها للدورة السابقة.
وقدم إشادة بالدور الريادي الذي تضطلع به جمهورية غامبيا في رئاسة القمة الإسلامية الحالية، مشيدا بالجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية خلال رئاستها السابقة للقمة.
وتناول الباعور في كلمته الأزمة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة، مشيرا إلى العدوان المستمر من قبل قوات الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وتدمير الأحياء السكنية والبنى التحتية والمرافق الطبية والتعليمية.
وأكد أن ما يحدث في غزة ليس مجرد صراع مسلح بل هو جريمة ضد الإنسانية، معربا عن استنكار ليبيا لاستمرار الصمت الدولي تجاه هذه المجازر، ومطالبا المجتمع الدولي بالتحرك لرفع الحصار عن غزة ووقف العدوان فوراً.
كما شدد الباعور على دعم ليبيا الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة، في مسعاه لإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، ودعا إلى اتخاذ موقف حازم ضد انتهاكات الكيان الصهيوني المتكررة لسيادة الدول الأعضاء في المنظمة، بما في ذلك الاعتداءات على الأراضي السورية.
وأكد الباعور إدانة دولة ليبيا الشديدة للتصريحات الأخيرة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني بشأن “رؤية إسرائيل الكبرى”، معتبرًا أن هذه التصريحات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتشكل تهديدًا للأمن والسلم الدوليين.
ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حاسم ضد هذه السياسات.
كما عبر عن تضامن دولة ليبيا الكامل مع دولة قطر في مواجهة العدوان الصهيوني، وأشار إلى أن النزاعات المستمرة في بعض الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي قد ساهمت في إضعاف المؤسسات الوطنية وأدت إلى تزايد المعاناة الإنسانية، داعيا إلى تفعيل دور المنظمة في دعم جهود التهدئة والمصالحة، وتعزيز الحوار بين الأطراف المعنية.
وفي ختام كلمته، أكد الباعور على أهمية هذا الاجتماع في تعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء في المنظمة وتوحيد المواقف حيال القضايا الكبرى التي تهم الأمة الإسلامية، مشدداً على ضرورة مواصلة العمل المشترك لتحقيق تطلعات الشعوب الإسلامية في العدالة والتنمية والأمن.