نفت حكومة تشاد الأنباء المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن تحضيرات لهجوم على المدنيين في منطقة ميسكي بإقليم تيبستي الحدودي مع ليبيا، ووصفتها بأنها “أكاذيب”.
وأكدت الحكومة في بيان لها أن وجود القوات الأمنية في المنطقة يهدف إلى تعزيز سلطة الدولة وضمان الأمن، مشيرة إلى اتفاقيات السلام الموقعة مع مجموعات الدفاع الذاتي في الأعوام 2019، 2023 و2025، ومجددة التزامها بحماية المدنيين وضمان حقوقهم الأساسية.
وفي السياق ذاته، نفى وسيط الجمهورية في تشاد ما تردد بشأن تحركات عسكرية أو خطط لاستهداف المدنيين في تيبستي، مؤكداً أن الوضع هناك “هادئ ومستقر”.
وأشار إلى توقيع اتفاق سلام إضافي في 31 أغسطس 2025 بمنطقة توغي بين حركة مادات ولجنة الدفاع الذاتي في يوروغي، بوساطة السفير صالح كبزابو، وبتكليف من الرئيس محمد إدريس ديبي إيتنو، امتداداً لاتفاقية برداي الموقعة في أبريل الماضي.
وأكد البيان التزام جميع الأطراف بالسلام ورفض أي أعمال تهدد المصالحة، موضحاً أن انتشار القوات الحكومية يهدف فقط إلى بسط سلطة الدولة دون المساس بالمدنيين.
من جهته، ندد وزير العدل التشادي يوسف توم بما وصفه بسهولة عبور بعض المجرمين الحدود مع ليبيا والنيجر.
ويستفيد العديد من السكان والمهاجرين غير النظاميين والعصابات من مناجم الذهب في جبال تيبستي داخل تشاد وليبيا، الأمر الذي حاولت الحكومة تنظيمه عبر التفاوض، ولما فشلت، روجت بعض التقارير الإعلامية لفرضية اللجوء إلى الخيار العسكري.
وفي المقابل، قالت لجنة الدفاع الذاتي لتيبستي إن أحد أسباب الصراع يعود إلى رغبة النظام في جلب شركات للتنقيب عن الذهب وحرمان المواطنين من حقهم فيه، مؤكدة في بيان صحفي أن “ذهب تيبستي ملك لكل أبناء وبنات تشاد، ولن يُصادر لمصلحة فئة أو قوة خارجية”.
يشار إلى أن الحكومة التشادية كانت قد توصلت في أبريل الماضي إلى اتفاق سلام مع لجنة الدفاع الذاتي في ميسكي بإقليم تيبستي، بعد سنوات من التوترات وسقوط قتلى وسط مستغلي الثروات المعدنية والمنقبين غير القانونيين عن الذهب منذ 2018.