شهدت مدينة مسلاتة يومًا انتخابيًا استثنائيًا، اتسم بأجواء التنافس الشريف والمشاركة الواسعة من المواطنين، حيث أظهرت النتائج فوز قائمة الإعمار بانتخابات المجلس البلدي، بعد سباق انتخابي مثير مع قائمة القلم التي نافست حتى اللحظات الأخيرة، فيما جاءت قائمة مسلاتة تجمعنا في الترتيب الثالث.
عملية الاقتراع التي جرت وسط أجواء هادئة ومنظمة، شهدت حضورًا ملحوظًا من الناخبين الذين حرصوا على الإدلاء بأصواتهم، تأكيدًا على إيمانهم بأهمية الاستحقاق البلدي.
وقد تميزت الانتخابات هذه الدورة بندية كبيرة بين القوائم المترشحة، خصوصًا بين قائمة الأعمار وقائمة القلم، حيث ظلت المنافسة مفتوحة حتى نهاية عملية الفرز، قبل أن تُحسم لصالح قائمة الأعمار.
الحدث الأبرز والأكثر تميزًا، والذي اعتبره كثيرون سابقة في تاريخ الانتخابات البلدية على مستوى ليبيا، تمثل في تقديم التهنئة المباشرة من قبل رئيس قائمة القلم وأعضائها للفائزين في قائمة الإعمار فور إعلان النتائج، في خطوة عكست روح الديمقراطية والوعي السياسي العالي في ارض مهد لجمهورية وأرض السيف والقلم ومسقط رأس العلماء، وأكدت على أن الهدف الأول والأسمى هو خدمة مدينة مسلاتة وأهلها.
مراقبون اعتبروا أن انتخابات بلدية مسلاتة هذا العام حملت رسائل إيجابية عديدة، أبرزها ترسيخ ثقافة التداول السلمي، وتأكيد أن التنافس لا يفسد للود قضية، بل يعزز من روح الشراكة المجتمعية، ويضع مصلحة المدينة فوق كل اعتبار.
بفوزها، تتحمل قائمة الإعمار مسؤولية كبيرة أمام أبناء المدينة، في إدارة المجلس البلدي خلال الفترة القادمة، وسط تطلعات واسعة نحو مشاريع تنموية وخدمية تلبي احتياجات المواطنين، وتحقق ما يصبو إليه الشارع المسلاتي من استقرار وتطوير.
وبهذا تكون مسلاتة قد خطّت تجربة انتخابية حضارية، جسّدت فعليًا معنى “العرس الانتخابي”، وقدمت نموذجًا يُحتذى به في الممارسة الديمقراطية المحلية وهذا ليس غريب عن ارض القران والعلماء .