سلّط وزير الخارجية الليبي الأسبق ومندوب ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة، عبد الرحمن شلقم، الضوء على محطات تاريخية شكلت مسار العالم الحديث وأثّرت في الواقع العربي، منذ اتفاقية وستفاليا عام 1648 التي أرست مفهوم الدولة القومية، وصولاً إلى مرحلة ما بعد الاستقلال العربي، وما تخللها من انقلابات عسكرية وصراعات سياسية، وذلك في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية تحت عنوان “تيه في صخب عربي مزمن”، وتابعته “عين ليبيا”.
وأوضح شلقم أن العالم العربي لم يعرف الدولة الحديثة بمفهومها الأوروبي إلا بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية وتقسيم المنطقة بين القوى الاستعمارية، مشيراً إلى أن اتفاقية سايكس بيكو لم تقسم دولة عربية موحدة بقدر ما وزعت ولايات عثمانية بين بريطانيا وفرنسا، فيما كانت مناطق أخرى تحت الاستعمار الأوروبي المباشر.
وأشار إلى أن مرحلة ما بعد الاستقلال شهدت سعي الأنظمة الملكية لبناء الدولة الحديثة، مع تركيز على التنمية والتعليم والصحة، قبل أن يفتح احتلال فلسطين وقيام إسرائيل باب “التيه العربي”. واعتبر أن أول انقلاب عسكري في سوريا عام 1949 كان بداية الانحدار، حيث تحولت الجيوش من حماة للحدود إلى أدوات للوصول إلى السلطة.
وانتقد شلقم ما وصفه بـ”الصخب الإيديولوجي” الذي رافق الانقلابات العسكرية في دول عربية عدة، من مصر إلى العراق واليمن والجزائر وليبيا، مؤكداً أن هذه الأنظمة لم تحقق شعاراتها الكبرى من وحدة عربية أو تحرير فلسطين أو تنمية اقتصادية، بل انشغلت بتصفية قياداتها وتكريس أمن النظام على حساب سيادة القانون والوحدة الوطنية.