حسني بي: غياب ميزانية واضحة المعالم يعيق تنفيذ السياسات النقدية للمركزي بفعالية

مصدر الصورة

قال رجل الأعمال حسني بي في تصريح للرائد الأربعاء، إن مصرف ليبيا المركزي يمتلك احتياطيات نقدية تتجاوز 94 مليار دولار، تكفي لتغطية أربعة أعوام من الاستيراد دون الحاجة لتصدير، مشيراً إلى أن ليبيا تحقق عوائد سنوية من النفط والغاز تفوق 36 مليار دولار.

وأضاف “بي” أن كل إخفاقات الماضي يمكن معالجتها شرط تفادي تكرار السياسات الخاطئة التي تسببت في الانهيارات الاقتصادية منذ عام 1982، حين كان سعر الدولار يعادل 330 درهماً، وكان تثبيت سعر الصرف سبباً رئيسياً في أزمات العجز المالي التي عالجتها الحكومات آنذاك بخلق النقود من عدم دون أي نمو اقتصادي يذكر.

وأشار إلى أن مصرف ليبيا المركزي يعمل منذ بداية عام 2025 على إعادة هيكلة القاعدة النقدية عبر معالجة مديونيته للمصارف التجارية والجمهور، بهدف استعادة الثقة بالقطاع المصرفي الليبي المفقودة منذ عقود.

و أوضح “بي” أن شروع المركزي منح التراخيص النهائية لشركات ومكاتب الصرافة التي كانت معلقة منذ عام 2013، سيساهم في تحجيم دور السوق الموازي الذي أصبح يحدد السعر الحقيقي للعملات.

ورغم محاولات المركزي للإصلاح، أكد “بي” أن غياب ميزانية عامة واضحة المعالم يمثل أكبر تحدٍ، ويعيق تنفيذ السياسات النقدية بفعالية، داعياً إلى ضرورة إصدار ميزانية “أهداف” قابلة للتنفيذ والرقابة.

وشدد على أن المركزي يجب أن يتوقف عن تمويل العجز نقديًا إذا ما أراد إنجاح خطته، إذ أن التمويل بالعجز من خلال خلق النقود يؤدي إلى استنزاف الاحتياطيات وانهيار سعر الصرف وتفاقم التضخم، ويضعف قدرة الدولة على السيطرة على السوق الموازي.

وأكد “بي” أن استمرار العجز في الميزانية دون إيرادات تغطيه، يهدد بفشل أي إصلاحات اقتصادية، داعياً إلى تبني سياسات مالية واقعية تضع حداً للإنفاق المفرط وتحافظ على الاستقرار النقدي.