أعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية، عن تعاطفها وتضامنها الكامل مع الولايات المتحدة الأمريكية في كارثة الفيضانات المدمرة التي اجتاحت ولاية تكساس، وأسفرت عن سقوط عشرات الضحايا والمفقودين.
وأكدت الوزارة، في بيان، تقديم أحر التعازي وأصدق المواساة لحكومة وشعب الولايات المتحدة في هذا المصاب الأليم، معربة عن تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين والسلامة للمفقودين.
وشدد البيان على وقوف ليبيا إلى جانب الولايات المتحدة في هذه الظروف الصعبة، تأكيدًا على روابط الصداقة والتعاون بين البلدين.
هذا وتتواصل عمليات البحث والإنقاذ في ولاية تكساس بعد الفيضانات الكارثية التي اجتاحت مناطق واسعة من الولاية وأودت بحياة ما لا يقل عن 68 شخصًا، وسط تحذيرات من فيضانات جديدة في ظل استمرار العواصف الرعدية، فيما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وقّع إعلان كارثة كبرى من ناديه للغولف في نيوجيرزي، إرسال وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم إلى تكساس، مؤكداً أن السلطات الفيدرالية ستوفر “كافة الموارد الممكنة” لدعم جهود الإغاثة. وأعرب ترامب عن نيته زيارة الولاية “على الأرجح يوم الجمعة”، واصفًا ما جرى بـ”كارثة لم نشهد لها مثيلًا منذ قرن”.
ورفعت الهطولات الغزيرة التي بدأت الجمعة منسوب نهر غوادالوبي 8 أمتار خلال 45 دقيقة فقط، ما تسبب بجرف عشرات الأشخاص، بينهم فتيات كنّ في مخيم صيفي مسيحي بمحافظة كير، المشاهد من المخيم، الذي كان يضم نحو 750 فتاة، عكست دمارًا واسعًا، وقد لقي مالك ومديرة المخيم مصرعهما، في حين لا تزال 11 فتاة في عداد المفقودين.
ووصف حاكم الولاية غريغ أبوت حجم الدمار بـ”غير المسبوق”، مضيفًا أن السلطات “لن تتوقف حتى يتم العثور على جميع الفتيات”. بينما قال نائب الحاكم دان باتريك إن الأرقام مرشحة للارتفاع، مع توقع هطول المزيد من الأمطار.
وبحسب مصادر طبية وأمنية، عُثر على ضحايا في مناطق أخرى خارج المخيم، ليصل إجمالي عدد القتلى إلى 68، في حين أشارت وسائل إعلام محلية إلى أن بعض الجثث عُثر عليها على بعد كيلومترات من مواقع الغرق الأولى.
فيما حذّرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأحد من أن الأراضي المشبعة بمياه الأمطار قد تشهد فيضانات مفاجئة جديدة، فيما تتعرض الهيئة نفسها لانتقادات لعدم إصدار تحذيرات مبكرة، وهو ما رفض ترامب ربطه بتخفيضات ميزانية الهيئة، قائلاً: “لا أعتقد أن إعادة التوظيف كانت ستغيّر النتيجة”.
بدوره، أكد رئيس إدارة الطوارئ في تكساس نيم كيد أن فرق الإنقاذ تواصل تمشيط المنطقة جوًا وبرًا وبحرًا، مضيفًا أن سرعة تشكل الفيضانات كانت “مروّعة وصادمة”.
ويحذر خبراء من أن مثل هذه الكوارث مرشحة للتكرار بوتيرة أعنف، في ظل ما يصفه العلماء بآثار التغير المناخي المتسارع الناتج عن النشاط البشري، والذي يزيد من شدة وتكرار الظواهر الجوية المتطرفة.