تشهد مدينة الأصابعة منذ الـ 25 من فبراير، حرائق متواصلة، تسببت في خسائر مادية وذعر بين الأهالي، دون أن تتمكن حكومة الدبيبة من تشخيص السبب الحقيقي وراءها أو تقديم حلول فعلية لاحتوائها.
أضرار كبيرة واستمرار الاشتعال دون تفسير واضح
كشف مختار محلة “سيف النصر” ببلدية الأصابعة مختار الخويلدي، في تصريح خاص للرائد، أن 120 منزلاً تضررت بسبب الحرائق حتى الآن، منها 16 منزلاً في محلة سيف النصر وحدها، مشيرا إلى أن النيران كانت أشدّ من بدايتها، حيث اشتعلت عدة مرات داخل المنازل بشكل مفاجئ “دون سبب واضح”؛ مما يعزز الغموض حول طبيعة هذه الحوادث.
ورغم استمرار الحرائق، أكد الخويلدي أن سببها ليس الكهرباء أو تسرب الغاز، مستبعدًا الروايات التي قدمتها بعض الجهات الرسمية حول الحادثة.
غياب الحلول وفشل التشخيص
في الوقت الذي تنتظر فيه المدينة تحركا حكوميا سريعا لإخماد الحرائق وكشف ملابساتها، بدت حكومة الدبيبة عاجزة عن تقديم رواية موحدة أو خطة واضحة للتعامل مع الأزمة، فبينما تحترق الأراضي والممتلكات، لم يصدر أي بيان رسمي يحدد بشكل قاطع أسباب هذه الكارثة أو يضع خطة لمواجهتها، مما يعكس ضعف الاستجابة الحكومية للأزمات الطارئة وغياب التنسيق بين مؤسسات الدولة.
تضارب الروايات الرسمية: من السحرة إلى تسرب الغاز
بدلًا من تقديم تفسير علمي دقيق مدعوم بالأدلة، دخلت الجهات الرسمية في دوامة من التصريحات المتناقضة، ما زاد من حالة الغموض والتشكيك في قدرة الحكومة على إدارة الأزمات.
ففي موقف أثار الجدل، أعلنت الهيئة العامة للأوقاف أن الحرائق ناتجة عن أعمال السحر والشعوذة، مؤكدة إرسالها “لجنة حصين لمكافحة السحر” إلى الأصابعة بهدف التعامل مع ما وصفته بـ”الأسباب غير الطبيعية” للحرائق، وهي رواية قوبلت بسخرية واسعة بين المواطنين، معتبرين أن الحكومة تلجأ إلى تفسيرات غير علمية بدلاً من التحقيق الجاد.
في المقابل، قدم وزير التعليم العالي عمران القيب تفسيرًا مختلفًا، حيث أرجع سبب الحرائق إلى تسرب غاز الميثان الناجم عن الهزة الأرضية التي ضربت الجبل الغربي قبل أيام.
لكن هذا الطرح لم يدم طويلًا قبل أن يهاجمه رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة نفسه، واصفًا تصريحات القيب بأنها “متسرعة وغير دقيقة”، مما كشف عن عدم وجود توافق داخل الحكومة بشأن تفسير الأزمة.
من جانبه، أكد عميد بلدية الأصابعة عماد المقطوف أن مركز الاتصال المحلي بالبلدية لم يتلق أي بلاغ بشأن أن اندلاع الحرائق التي تحدث في المدينة، كان بسبب تماس كهربائي، مؤكدا أن الأسباب غير معروفة للآن، مشيرًا إلى الشبكة الكهربائية مستقرة.
أزمة متفاقمة وثقة مفقودة
وبينما تنشغل حكومة الدبيبة في الجدل الداخلي وتبادل الاتهامات، يعيش أهالي الأصابعة حالة من القلق وعدم الثقة في قدرة السلطات على التعامل مع الموقف.
وفي حين تتضارب التصريحات الرسمية بين السحر والغاز والإنكار، يبقى الواقع أن 120 منزلاً قد تضررت، ولا يزال السبب مجهولًا، والحكومة عاجزة عن التدخل بفاعلية لإنهاء الأزمة.